بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:
﴿وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ)
فما هو المراد من الطور في هذه الآية ؟ وهل هو مطلق الجبال ؟ يعني أنَّ الله عز وجل بصدد القسم بكلِّ جبل؟
احتمل عددٌ من المفسرين ذلك، وقالوا إنَّ القرآن كما هو الشأن في العديد من الآيات، أقسم ببعض خلق الله تعالى وببعض الظواهر الكونيَّة، فهو هنا أيضاً يُقسم بواحدٍ من خلق الله تعالى المعبِّر عن عظمته جل وعلا والذي هو الجبل.
ولكنَّ المعروف بين المفسرين أنَّ القرآن الكريم في هذه السورة لم يُقسم بمطلق الجبل، وإنُّما يُقسم بجبلٍ معيَّن هو الجبل الذي ناجى اللهُ تعالى فيه موسى(ع) أو ناجى موسى فيه ربَّه جلَّ وعلا، فهذا هو الطور.
والمؤيد لذلك انَّ العديد من الآيات ذكرت اسم الطور وأرادت منه ذلك الجبل الذي وقعت فيه المناجاة بين نبيِّ الله موسى (ع) وربِّه، مثل قوله تعالى :﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا﴾. وكذلك قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ﴾ فطور سينين هو الجبل الذي وقعت عنده المناجاة بين موسى (ع) وربِّه. وكذلك قوله تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ وقد عبَّر عنه القرآن في آيةٍ أخرى بطوى، قال تعالى: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾.
تعليق