بسم الله الرحمن الرحيم
كان والي يزيد (لع) على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان فبعث إلى يزيد وفداً من أهل المدينة، فيهم: عبد اللّه بن حنظلة، غسيل الملائكة وعبد اللّه ابن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، والمنذر بن الزبير ورجالاً كثيراً من أشراف أهل المدينة، فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم، وأعظم جوائزهم فأعطى عبد اللّه بن حنظلة، وكان شريفاً فاضلاً عابداً سيداً، مائة ألف درهم، وكان معه ثمانية بنين، فأعطى كل ولد عشرة آلاف.
فلمّا رجعوا قدموا المدينة كلهم إلاّ المنذر بن الزبير فإنّه قدم العراق على ابن زياد وكان يزيد قد أجازه بمائة ألف دينار، الا ان الوفد رأى منكرات يزيد بعينه وما هو عليه من فسق ومجون، فلمّا قدم أُولئك النفر الوفد، المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر، ويضرب بالطنابير، ويعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الحراب وهم اللصوص وإنّا نشهدكم إنّا قد خلعناه.
وقام عبد اللّه بن حنظلة الغسيل فقال: جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلا بنيّ هوَلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لاَتقوّى به فخلعه الناس، وبايعوا عبد اللّه بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد وولّوه عليهم[1].
ولما دخل عام 63هـ أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد، وحصروا بني أُمية بعد بيعتهم عبد اللّه بن حنظلة، فاجتمع بنو أُمية ومواليهم ومن يرى رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم فكتبوا إلى يزيد يستغيثون به فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم فردّ وقال: لا أُحب أن أتولّى ذلك.
وبعث إلى عبيد اللّه بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة فقال: واللّه لا جمعتهما للفاسق، قتل ابن رسول اللّه وغزو الكعبة. ثم أرسل إليه يعتذر.
فبعث إلى مسلم بن عقبة المري، وهو الذي سمّي مسرفاً، وهو شيخ كبير فاستجاب، فنادى في الناس بالتجهز إلى الحجاز، وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً، وخرج يزيد يعرضهم، فأقبل مسلم إلى المدينة ودخل من ناحية الحرّة وضرب فسطاطه بين الصفين واقتتل الصفان قتالاً شديداً وانتهى الاَمر، إلى غلبة قوات الشام على أهل المدينة بعدما قتل من الطرفين أُناس كثير، ولم يقتصر المسرف بذلك بل أباح المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والاَموال[2]...
[1]ابن الاَثير الجزري: الكامل: 4|103.
[2]المصدر نفسه: 4|111ـ 117، الطبري: التاريخ: 4|372 ـ 380، موَسسة الاَعلمي ـ بيروت.264.
كان والي يزيد (لع) على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان فبعث إلى يزيد وفداً من أهل المدينة، فيهم: عبد اللّه بن حنظلة، غسيل الملائكة وعبد اللّه ابن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، والمنذر بن الزبير ورجالاً كثيراً من أشراف أهل المدينة، فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم، وأعظم جوائزهم فأعطى عبد اللّه بن حنظلة، وكان شريفاً فاضلاً عابداً سيداً، مائة ألف درهم، وكان معه ثمانية بنين، فأعطى كل ولد عشرة آلاف.
فلمّا رجعوا قدموا المدينة كلهم إلاّ المنذر بن الزبير فإنّه قدم العراق على ابن زياد وكان يزيد قد أجازه بمائة ألف دينار، الا ان الوفد رأى منكرات يزيد بعينه وما هو عليه من فسق ومجون، فلمّا قدم أُولئك النفر الوفد، المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر، ويضرب بالطنابير، ويعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الحراب وهم اللصوص وإنّا نشهدكم إنّا قد خلعناه.
وقام عبد اللّه بن حنظلة الغسيل فقال: جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلا بنيّ هوَلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لاَتقوّى به فخلعه الناس، وبايعوا عبد اللّه بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد وولّوه عليهم[1].
ولما دخل عام 63هـ أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد، وحصروا بني أُمية بعد بيعتهم عبد اللّه بن حنظلة، فاجتمع بنو أُمية ومواليهم ومن يرى رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم فكتبوا إلى يزيد يستغيثون به فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم فردّ وقال: لا أُحب أن أتولّى ذلك.
وبعث إلى عبيد اللّه بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة فقال: واللّه لا جمعتهما للفاسق، قتل ابن رسول اللّه وغزو الكعبة. ثم أرسل إليه يعتذر.
فبعث إلى مسلم بن عقبة المري، وهو الذي سمّي مسرفاً، وهو شيخ كبير فاستجاب، فنادى في الناس بالتجهز إلى الحجاز، وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً، وخرج يزيد يعرضهم، فأقبل مسلم إلى المدينة ودخل من ناحية الحرّة وضرب فسطاطه بين الصفين واقتتل الصفان قتالاً شديداً وانتهى الاَمر، إلى غلبة قوات الشام على أهل المدينة بعدما قتل من الطرفين أُناس كثير، ولم يقتصر المسرف بذلك بل أباح المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والاَموال[2]...
[1]ابن الاَثير الجزري: الكامل: 4|103.
[2]المصدر نفسه: 4|111ـ 117، الطبري: التاريخ: 4|372 ـ 380، موَسسة الاَعلمي ـ بيروت.264.