بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
لقد اهتم الإسلام العظيم بالأم وأعطاها حقاً أكبر؛ وذلك لما تقدمه من تضحيات أكثر، فالأم هي التي يقع عليها وحدها عبء الحمل والوضع والإرضاع، وما يرافقهما من تضحيات وآلام، حيث يبقى الطفل في بطنها مدة تسعة أشهر في مرحلة الحمل، يتغذّى في بطنها من غذائها، ويقرّ مطمئناً على حساب راحتها وصحتها.ثم تأتي مرحلة الوضع الذي لا يعرف مقدار الألم فيه إلا الأُم، حيث تكون حياتها ــ أحياناً ــ مهدَّدة بالخطر. ويوصي بها الله تعالى على وجه الخصوص
بسم الله الرحمن الرحيم (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) (لقمان: 14).قال رسول الله (صلى عليه وآله وسلم ): (الجنة تحت أقدام الأمهات)وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) (فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحي، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء، وحجرها لك حواء، وثديها لكه سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.
وفي الحديث أن رجلاً أتى إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله و سلم) : إن والدتي بلغها الكبر ، وهي عندي ألان ، أحملها على ظهري ، وأطعمها منكسبي ، وأميط عنها الأذى بيدي ، و أصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظاماً لها ، فهل كافأتها · قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لا، لأن بطنها كان لك وعاء ، وثديها كان لكسقاء ، و قدمها لك حذاء ، و يدها لك وقاء ، و حجرها لك حواء ، و كانت تصنعذلك لك و هي تتمنى حياتك ، و أنت تصنع هذا بها و تحب مماتها".
فهل هذا جزاء الإحسان حيث حملتك أُمّك كرهاً ووضعتك كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً تضحي خلالها الأُم أعظم التضحيات، وتؤثر ولدها على نفسها أيّما إيثار.إنّ حالة الأُم تختلف منذ الأيّام الأولى لإنعقاد النطفة، فتتوالى عليها الصعوبات، وهناك حالة تسمى حالة (الوحام) هي أصعب الحالات التي تواجهها الأُم، ويقول الأطباء عنها: إنّها تنشأ نتيجة قلّة المواد التي تحدث في جسم الأُم نتيجة إيثارها ولدها على نفسها.كلما تكامل نمو الجنين امتص مواداً أكثر من عصارة روح الأُم وجسدها، تترك أثرها على عظامها وأعصابها، فيسلبها أحياناً نومها وغذاءها وراحتها وهدوءها، أمّا في آخر فترة الحمل فيصعب عليها حتى المشي والجلوس والقيام، إلاّ أنّها تتحمل كلّ هذه المصاعب بصبر ورحابة صدر وعشق للوليد الذي سيفتح عينيه على الدنيا عمّا قريب، ويبتسم بوجه أُمّه.وتحل فترة وضع الحمل، وهي من أعسر لحظات حياة الأُم، حتى أنّ الأُم أحياناً تبذل نفسها وحياتها من أجل سلامة الوليد.على كلّ حال، تضع الأُم حملها الثقيل لتبدأ مرحلة صعبة أُخرى، مرحلة مراقبة الطفل المستمرة ليل نهار... مرحلة يجب أن تلبى فيها كلّ احتياجات الطفل حتى يكون هو فيها مرتاحاً وهي فيها تتحمل عناء التربية ومراقبة الطفل حتى يكبر ويصير عون لها في هذا الدنيا الفانية ويا أسفاً على هذا الزمان حيث اصبحت الأم فيه مهمله ليحترمها أبناءها ولا يقدّرون تعبها أللهم جعلنا من البارين لأبوينا بحق محمد وآله محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
لقد اهتم الإسلام العظيم بالأم وأعطاها حقاً أكبر؛ وذلك لما تقدمه من تضحيات أكثر، فالأم هي التي يقع عليها وحدها عبء الحمل والوضع والإرضاع، وما يرافقهما من تضحيات وآلام، حيث يبقى الطفل في بطنها مدة تسعة أشهر في مرحلة الحمل، يتغذّى في بطنها من غذائها، ويقرّ مطمئناً على حساب راحتها وصحتها.ثم تأتي مرحلة الوضع الذي لا يعرف مقدار الألم فيه إلا الأُم، حيث تكون حياتها ــ أحياناً ــ مهدَّدة بالخطر. ويوصي بها الله تعالى على وجه الخصوص
بسم الله الرحمن الرحيم (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) (لقمان: 14).قال رسول الله (صلى عليه وآله وسلم ): (الجنة تحت أقدام الأمهات)وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) (فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحي، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء، وحجرها لك حواء، وثديها لكه سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.
وفي الحديث أن رجلاً أتى إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله و سلم) : إن والدتي بلغها الكبر ، وهي عندي ألان ، أحملها على ظهري ، وأطعمها منكسبي ، وأميط عنها الأذى بيدي ، و أصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظاماً لها ، فهل كافأتها · قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لا، لأن بطنها كان لك وعاء ، وثديها كان لكسقاء ، و قدمها لك حذاء ، و يدها لك وقاء ، و حجرها لك حواء ، و كانت تصنعذلك لك و هي تتمنى حياتك ، و أنت تصنع هذا بها و تحب مماتها".
فهل هذا جزاء الإحسان حيث حملتك أُمّك كرهاً ووضعتك كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً تضحي خلالها الأُم أعظم التضحيات، وتؤثر ولدها على نفسها أيّما إيثار.إنّ حالة الأُم تختلف منذ الأيّام الأولى لإنعقاد النطفة، فتتوالى عليها الصعوبات، وهناك حالة تسمى حالة (الوحام) هي أصعب الحالات التي تواجهها الأُم، ويقول الأطباء عنها: إنّها تنشأ نتيجة قلّة المواد التي تحدث في جسم الأُم نتيجة إيثارها ولدها على نفسها.كلما تكامل نمو الجنين امتص مواداً أكثر من عصارة روح الأُم وجسدها، تترك أثرها على عظامها وأعصابها، فيسلبها أحياناً نومها وغذاءها وراحتها وهدوءها، أمّا في آخر فترة الحمل فيصعب عليها حتى المشي والجلوس والقيام، إلاّ أنّها تتحمل كلّ هذه المصاعب بصبر ورحابة صدر وعشق للوليد الذي سيفتح عينيه على الدنيا عمّا قريب، ويبتسم بوجه أُمّه.وتحل فترة وضع الحمل، وهي من أعسر لحظات حياة الأُم، حتى أنّ الأُم أحياناً تبذل نفسها وحياتها من أجل سلامة الوليد.على كلّ حال، تضع الأُم حملها الثقيل لتبدأ مرحلة صعبة أُخرى، مرحلة مراقبة الطفل المستمرة ليل نهار... مرحلة يجب أن تلبى فيها كلّ احتياجات الطفل حتى يكون هو فيها مرتاحاً وهي فيها تتحمل عناء التربية ومراقبة الطفل حتى يكبر ويصير عون لها في هذا الدنيا الفانية ويا أسفاً على هذا الزمان حيث اصبحت الأم فيه مهمله ليحترمها أبناءها ولا يقدّرون تعبها أللهم جعلنا من البارين لأبوينا بحق محمد وآله محمد