أيّ ظلمٍ ظُلمت فاطمة صلوات الله عليها
يقول الشيخ الوحيد الخراساني
إن غصة الصديقة الكبرى عليها السلام لم تكن من أجل خبزها وخبز أطفالها ! فالتي قال الله عنها وعن أسرتها في كتابه: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً) (الانسان: 8-9 ) والتي تصوم مع أطفالها ثلاثة أيام وتمنع اللقمة عن فمهم فيطعمونها للمسكين واليتيم والأسير.. لاتركض وراء مال الدنيا !
إنما يتصور ذلك خفاف العقول! وقد آن لهم أن يستيقظوا من نومهم ويفكروا ماذا جرى ، ويعرفوا أي تاريخ محمل بالعار حّرَفَ مسيرة الأمة الإسلامية وأوصلها الى هذه المهاوي التي نراها اليوم ؟! إنما كانت مطالبة الزهراء عليها السلام بفدك إيقاظاً للأمة، لتثبت لهم أن هؤلاء الذين سيطروا على الحكم يأكلون الحق الواضح لبنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وينكرونه ، فماذا سيفعلون في حقوق الأمة غداً ؟!
كانت غصتها أن الذي يجلس مكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم لايعرف مسألة إرث الجدة ، ويدعي أن الأنبياء عليهم السلام مستثنون من أحكام الشريعة !
وغداً سيجلس مكان النبي عمر بن الخطاب ، وهو لايعرف حكم التيمم ! وبعده سيجلس أمثال الوليد بن عبد الملك، ثم هارون والمأمون ! ثم يتقاتلون على كرسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسفكون دماء الأمة ، والأمة تسير بهم في الضلال والضعف والتفكك ، حتى تنهار !!
هذه غصة فاطمة عليها السلام ، وليست مزرعة فدك ! غصتها أنهم بفعلهم وبأساسهم الذي أسسوه ، يبطلون الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام .
تعليق