بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البركة:
((وبارك لنا فيما رزقتنا)) الصحيفة الصادقية (1 / 1)
هذه الفقرة الشريفة هي جزء من الدعاء الذي أوصى به الامام الصادق عليه السلام تلميذه الفقيه معاوية بن عمار، أن يدعو به إذا أراد السفر للحج والعمرة..
تم تعريف البركة بكونها ثبوت الخير واستقراره وزيادته ، اما المبارك فتعني الخير الكثير بشقيه المادي والمعنوي.
وقال الراغب في مفرداته: والبركة: ثبوت الخير الإلهي في الش، والمبارك: ما فيه ذلك الخير..
في الحقيقة انّ هذه الفقرة الشريفة من الصحيفة الصادقية تصلح أن ندعو بها في كلّ وقت لأمور دنيانا، فقد وردت في أدعية أخرى كثيرة نطلب من الله سبحانه وتعالى الدعاء بالبركة سواء للدنيا أم الآخرة، فقد جاء في الدروع الواقية لابن طاووس في دعاء اليوم الثاني ((وباركْ لنا في جميع ِالاُمُورِ)) الدروع الواقية (5 / 13)، وفي نفس المصدر ورد في دعاء اليوم الثالث ((وَبارِك لَنا في أعمارِنا))، وجاء في كتاب مفاتيح الجنان في أدعية شهر رجب ((وَبارِكَ لَنا في شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَْشْهُرِ الْحُرُمِ))، وفي الدعاء الثاني والأربعون من الصحيفة السجادية ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى))، وفي كتاب المزار للشهيد الأول ورد في قنوت الامام أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد ابن كاهل ((وبارك لنا فيمن اعطيت))..
إذن هذه الأدعية وغيرها قد ورد الدعاء بالطلب من الله سبحانه وتعالى بأن يبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا ورزقنا وفي أشهرنا وفي كلّ أمورنا..
فهل هناك أسباب ينبغي توفرها حتى تنزل البركة علينا في جميع ما نطلبه، لأننا بصراحة نجد غالبية الناس تشكو من هذا الأمر، فواحد يشكو عدم البركة في رزقه وآخر في ولده وآخر في عمله والقائمة تطول..
نقول نعم هناك أمور لابد من توافرها لتساعد على إنزال واستدرار البركة في جميع أمورنا، منها:
الايمان والتقوى: قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) الأعراف: 96)..
قراءة القرآن: قال تعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) [ص : 29]
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ((البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الارض)) الكافي الكليني - (2 / 821)..
إلقاء السلام: قال النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله: ((وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم فإنه تنزل البركة وتؤنسه الملائكة)) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (5 / 319)..
صنع المعروف: قال صلّى الله عليه وآله: ((إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار (أي يجلب)منه المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه)) الكافي الكليني - (4 / 42)..
اطعام الطعام: قال صلّى الله عليه وآله: ((البركة أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام)) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (72 / 461)..
إطاعة الله: عن الامام الرضا عليه السلام قال: ((أوحى الله عز وجل إلى نبي من الانبياء: إذا اطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية)) الكافي الكليني - (2 / 388)..
العدل: قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام: ((بالعدل تتضاعف البركات)) غرر الحكم و درر الكلم - (1 / 304)..
البيع بالآجل: قال النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله: ((ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل، والمقارضة، وإخلاط البر بالشعير للبيت لا للبيع)) ميزان الحكمة - الريشهري - (1 / 260)..
يوم الخميس: قال صلّى الله عليه وآله: ((ويوم الخميس يوم مبارك بورك لامتي في بكورها فيه- أي مباكرتهم في طلب الحوائج وتوجههم اليها بكرة)) الخصال - (1 / 394)..
الجماعة: قال صلّى الله عليه وآله: ((كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة)) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 291)..
الزكاة ومواساة المؤمنين: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون)) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - (5 / 7)..
بعض أنواع الطعام: قد وردت آيات قرآنية وأحاديث في بعضها، مثل العسل والتمر والتين والزيتون واللبن والسحور..
ليلة القدر: وخير ما نختم به موضوعنا هذا هو البركة في ليلة القدر فانّها ليلة عظيمة لا يعرف قدرها إلاّ الله تعالى والراسخون في العلم. وقد جاء في تفسير هذه الليلة بأنّها فاطمة الزهراء عليها السلام.
فقد جاء في تفسير فرات الكوفي: عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال: (("إنا أنزلناه في ليلة القدر" الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ،.. وقوله: (وما أدراك ما ليلة القدر؟! ليلة القدر خير من ألف شهر) يعني خير من ألف مؤمن وهي أم المؤمنين (تنزل الملائكة والروح فيها) والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والروح القدس هي فاطمة عليها السلام (باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) يعني حتى يخرج القائم عليه السلام))..
ومثلما هناك أسباب لنزول البركة -كما أوردنا بعضها- هناك أسباب لمنع نزول البركة قد نتعرض لها في موضوع آخر ان شاء الله تعالى..
نسأل الله تعالى لنا ولكم البركة في أمورنا الدنيوية والاخروية انّه سميع مجيب...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البركة:
((وبارك لنا فيما رزقتنا)) الصحيفة الصادقية (1 / 1)
هذه الفقرة الشريفة هي جزء من الدعاء الذي أوصى به الامام الصادق عليه السلام تلميذه الفقيه معاوية بن عمار، أن يدعو به إذا أراد السفر للحج والعمرة..
تم تعريف البركة بكونها ثبوت الخير واستقراره وزيادته ، اما المبارك فتعني الخير الكثير بشقيه المادي والمعنوي.
وقال الراغب في مفرداته: والبركة: ثبوت الخير الإلهي في الش، والمبارك: ما فيه ذلك الخير..
في الحقيقة انّ هذه الفقرة الشريفة من الصحيفة الصادقية تصلح أن ندعو بها في كلّ وقت لأمور دنيانا، فقد وردت في أدعية أخرى كثيرة نطلب من الله سبحانه وتعالى الدعاء بالبركة سواء للدنيا أم الآخرة، فقد جاء في الدروع الواقية لابن طاووس في دعاء اليوم الثاني ((وباركْ لنا في جميع ِالاُمُورِ)) الدروع الواقية (5 / 13)، وفي نفس المصدر ورد في دعاء اليوم الثالث ((وَبارِك لَنا في أعمارِنا))، وجاء في كتاب مفاتيح الجنان في أدعية شهر رجب ((وَبارِكَ لَنا في شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَْشْهُرِ الْحُرُمِ))، وفي الدعاء الثاني والأربعون من الصحيفة السجادية ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى))، وفي كتاب المزار للشهيد الأول ورد في قنوت الامام أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد ابن كاهل ((وبارك لنا فيمن اعطيت))..
إذن هذه الأدعية وغيرها قد ورد الدعاء بالطلب من الله سبحانه وتعالى بأن يبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا ورزقنا وفي أشهرنا وفي كلّ أمورنا..
فهل هناك أسباب ينبغي توفرها حتى تنزل البركة علينا في جميع ما نطلبه، لأننا بصراحة نجد غالبية الناس تشكو من هذا الأمر، فواحد يشكو عدم البركة في رزقه وآخر في ولده وآخر في عمله والقائمة تطول..
نقول نعم هناك أمور لابد من توافرها لتساعد على إنزال واستدرار البركة في جميع أمورنا، منها:
الايمان والتقوى: قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) الأعراف: 96)..
قراءة القرآن: قال تعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) [ص : 29]
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ((البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الارض)) الكافي الكليني - (2 / 821)..
إلقاء السلام: قال النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله: ((وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم فإنه تنزل البركة وتؤنسه الملائكة)) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (5 / 319)..
صنع المعروف: قال صلّى الله عليه وآله: ((إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار (أي يجلب)منه المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه)) الكافي الكليني - (4 / 42)..
اطعام الطعام: قال صلّى الله عليه وآله: ((البركة أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام)) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (72 / 461)..
إطاعة الله: عن الامام الرضا عليه السلام قال: ((أوحى الله عز وجل إلى نبي من الانبياء: إذا اطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية)) الكافي الكليني - (2 / 388)..
العدل: قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام: ((بالعدل تتضاعف البركات)) غرر الحكم و درر الكلم - (1 / 304)..
البيع بالآجل: قال النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله: ((ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل، والمقارضة، وإخلاط البر بالشعير للبيت لا للبيع)) ميزان الحكمة - الريشهري - (1 / 260)..
يوم الخميس: قال صلّى الله عليه وآله: ((ويوم الخميس يوم مبارك بورك لامتي في بكورها فيه- أي مباكرتهم في طلب الحوائج وتوجههم اليها بكرة)) الخصال - (1 / 394)..
الجماعة: قال صلّى الله عليه وآله: ((كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة)) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (59 / 291)..
الزكاة ومواساة المؤمنين: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون)) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - (5 / 7)..
بعض أنواع الطعام: قد وردت آيات قرآنية وأحاديث في بعضها، مثل العسل والتمر والتين والزيتون واللبن والسحور..
ليلة القدر: وخير ما نختم به موضوعنا هذا هو البركة في ليلة القدر فانّها ليلة عظيمة لا يعرف قدرها إلاّ الله تعالى والراسخون في العلم. وقد جاء في تفسير هذه الليلة بأنّها فاطمة الزهراء عليها السلام.
فقد جاء في تفسير فرات الكوفي: عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال: (("إنا أنزلناه في ليلة القدر" الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ،.. وقوله: (وما أدراك ما ليلة القدر؟! ليلة القدر خير من ألف شهر) يعني خير من ألف مؤمن وهي أم المؤمنين (تنزل الملائكة والروح فيها) والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والروح القدس هي فاطمة عليها السلام (باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) يعني حتى يخرج القائم عليه السلام))..
ومثلما هناك أسباب لنزول البركة -كما أوردنا بعضها- هناك أسباب لمنع نزول البركة قد نتعرض لها في موضوع آخر ان شاء الله تعالى..
نسأل الله تعالى لنا ولكم البركة في أمورنا الدنيوية والاخروية انّه سميع مجيب...
تعليق