الألباني يقول : يستحيل أن يجعل المسلم نفسه عمرياً !!
المسائل العلمية والفتاوى الشرعية
فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالباني
في المدينة والامارات
ص -124-
س : كيف نرد على من قال بأفضلية الافراد في الحج مستدلاً بحجة ابي بكر و عمر و عثمان لمدة اربع وعشرين سنه { فتاوى المدينه84 } ؟
ج : في هذا السؤال شيء غير مطابق للواقع ، و هو إستمرار الصحابه على حج الإفراد أربعاً و عشرين سنه ، و نحن نقول لمن يدعي ذلك : أثبت انهم أفردوا الحج أربع سنوات !!
فليس هناك ما يدل على ان هؤلاء حجوا أربعاً و عشرين سنه مفردين ، لا يوجد الا
ص -125-
حديث واحد مجمل أن أبا بكر و عمر أفردا الحج ،
و إذا قيل : إن هؤلاء أعلم ، فنقول نعم ، و لكن ليس هناك اجماع منهم ان الإفراد هو الأفضل أحسن ما يقال انه جائز ،
ثم إن أبا بكر لم يرد عنه مناقشة في هذا الموضوع من أحدٍ اطلاقاً ، و خلافته كانت لمدة سنتين و نصف ، فهو أفرد .... ترى لماذا أفرد!!؟ ، لا أحد يستطيع أن يجيب لأن الحديث موجز جداً ،
اما بالنسبة لعمر بن الخطاب فالقضية ليست مجرد انه افرد وانما القضية الاهم من تلك انه نهى عن التمتع بالعمره الى الحج ،
فنحن الآن نسأل هذا السائل ومن يدعي الغيره على الصحابة هل هويوافق عمر ابن الخطاب على نهيه عن التمتع بالعمره الى الحج ؟ لا أعتقد ذلك ،
إذاً مالفرق بيننا و بينكم ؟ ، فها أنتم أشتركتم معنا في مخالفة عمر بن الخطاب، فعمر ينهى عن التمتع و أنتم تجيزون التمتع ، و قد يكون فيكم من يقول أن التمتع أفضل !!! ،
( جاء في صحيح مسلم عن حديث عمران بن حصين قال : تمتعنا مع رسول الله متعة الحج ثم لم ينزل القران بنسخه ثم قال رجل برأية ماشاء ) ،
هذا رد ناعم ولطيف فهو بقوله ( ثم قال رجل ) يشير الى عمر انه اجتهد فنهى الناس عن التمتع فهم ليس بالجاهل ولكن بدى له شيء جعله يأمر المسلمين بالافراد وينهاهم عن التمتع وعثمان بن عفان جرى على سنن عمر ابن الخطاب في النهي عن التمتع بالعمره الى الحجذلك انه في خلافته خرج حاجاً و أعلن ذلك، فوقف في وجهه علي ابن ابي طالب وقال : ما لَك تنهى عن شيئ فعلناه مع رسول الله (ص) ؟ لبيك اللهم بحجة
ص - 126 -
وعمره ، - قالها في وجه الخليفه - ، فعلي فهم و علم شيئا لم يفهمه عثمان ، فلا ينبغي أن يقول قائل : اليسوا أعلم منا أو أفهم منا!!؟ ، فهذا نحن نقوله دائماً ، و لكن عندما تكون المسأله مختلف فيها بين الصحابه فلا ينبغي أن نتعصب لأحدهم ،
فينبغي ان نبحث الموضوع بحثا علميا فعمر ابن الخطاب نهى عن التمتع ولكن الرسول امر به ،
فهل هناك مسلم مهما كان محبا لعمر ابن الخطاب يمكن ان يجعل نفسه عمريا في كل مسأله ؟ هذا يستحيل ، لأنه سيجد عمر يقول قولا، والصواب بخلافه ،
فمثلاً عمر بن الخطاب في خلافته نهى المسافر الذي لا يجد الماء أن يتيمم ليصلي!! ، ويقول : يظل بدون صلاة شهوراً حتى يجد الماء، و كان عمار بن ياسر يفتي بغير ذلك، حتى بلغت فتواه مسامع عمر ، فأرسل إليه فقال له عمار : يا أمير المؤمنين ، الآ تذكر اننا كنا في سفر، فوجب علينا الغسل و لم نجد الماء، فتمرغنا بالتراب كما تتمرغ الدابه، ولما جئنا الى النبي و قصصنا عليه القصة قال : «إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك الأرض، ثم تمسح بهما وجهك و يديك» ، قال عمر : لا أذكر ، قال عمار : إذن أمسك - أي عن هذه الفتوى - ، قال : لا، إنما نوليك ما توليت .
------------------
هذا "عمر" و هو أحد أكبر قاداتهم و أئمتهم و ساداتهم و هم لا يفتخرون أن يتسموا به و ينتموا إليه دائماً !!
و يجدون بسيرته الأخطاء الفادحه و المخالفات الواضحه لسيرة رسول الله (صلوات الله عليه وآله) و سنته و أحكامه !!!
فإذا كان هذا هو حال "عمر" بإعترافهم ،
فما هو حال من هم أقل منه رتبةً و أهميةً بالنسبة لهم ، كأمثال التابعين و تابعيهم و أئمتهم الأربعه ( الحنبلي و الشافعي و المالكي و الحنفي ) ، ثم علمائهم اللاحقين كالبخاري و مسلم و ابن حجر و ابن تيميه .... الخ ؟؟!!!!
فإذا كان من ينزل الوحي مطابقاً لما جرى به لسانه قد وقع في الأخطاء و خالف نهج السماء فما هو حال غيره ممن لا عاصم لهم عن الأخطاء ؟؟؟!!!!
سؤالٌ للمتأملين ....
و في النهاية أقول : الحمد لله الذي شرفنا بأئمةٍ و قادةٍ قد عصمهم من الزلل و آمنهم من الفتن و طهرهم من الدنس و أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، فجعلنا دائماً و ابداً و مطلقاً و في كل الأحوال و الظروف نفخر و نتشرف بالإنتماء اليهم ، و يا بئسها من أمةٍ تستحي من قاداتها !
المسائل العلمية والفتاوى الشرعية
فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالباني
في المدينة والامارات
ص -124-
س : كيف نرد على من قال بأفضلية الافراد في الحج مستدلاً بحجة ابي بكر و عمر و عثمان لمدة اربع وعشرين سنه { فتاوى المدينه84 } ؟
ج : في هذا السؤال شيء غير مطابق للواقع ، و هو إستمرار الصحابه على حج الإفراد أربعاً و عشرين سنه ، و نحن نقول لمن يدعي ذلك : أثبت انهم أفردوا الحج أربع سنوات !!
فليس هناك ما يدل على ان هؤلاء حجوا أربعاً و عشرين سنه مفردين ، لا يوجد الا
ص -125-
حديث واحد مجمل أن أبا بكر و عمر أفردا الحج ،
و إذا قيل : إن هؤلاء أعلم ، فنقول نعم ، و لكن ليس هناك اجماع منهم ان الإفراد هو الأفضل أحسن ما يقال انه جائز ،
ثم إن أبا بكر لم يرد عنه مناقشة في هذا الموضوع من أحدٍ اطلاقاً ، و خلافته كانت لمدة سنتين و نصف ، فهو أفرد .... ترى لماذا أفرد!!؟ ، لا أحد يستطيع أن يجيب لأن الحديث موجز جداً ،
اما بالنسبة لعمر بن الخطاب فالقضية ليست مجرد انه افرد وانما القضية الاهم من تلك انه نهى عن التمتع بالعمره الى الحج ،
فنحن الآن نسأل هذا السائل ومن يدعي الغيره على الصحابة هل هويوافق عمر ابن الخطاب على نهيه عن التمتع بالعمره الى الحج ؟ لا أعتقد ذلك ،
إذاً مالفرق بيننا و بينكم ؟ ، فها أنتم أشتركتم معنا في مخالفة عمر بن الخطاب، فعمر ينهى عن التمتع و أنتم تجيزون التمتع ، و قد يكون فيكم من يقول أن التمتع أفضل !!! ،
( جاء في صحيح مسلم عن حديث عمران بن حصين قال : تمتعنا مع رسول الله متعة الحج ثم لم ينزل القران بنسخه ثم قال رجل برأية ماشاء ) ،
هذا رد ناعم ولطيف فهو بقوله ( ثم قال رجل ) يشير الى عمر انه اجتهد فنهى الناس عن التمتع فهم ليس بالجاهل ولكن بدى له شيء جعله يأمر المسلمين بالافراد وينهاهم عن التمتع وعثمان بن عفان جرى على سنن عمر ابن الخطاب في النهي عن التمتع بالعمره الى الحجذلك انه في خلافته خرج حاجاً و أعلن ذلك، فوقف في وجهه علي ابن ابي طالب وقال : ما لَك تنهى عن شيئ فعلناه مع رسول الله (ص) ؟ لبيك اللهم بحجة
ص - 126 -
وعمره ، - قالها في وجه الخليفه - ، فعلي فهم و علم شيئا لم يفهمه عثمان ، فلا ينبغي أن يقول قائل : اليسوا أعلم منا أو أفهم منا!!؟ ، فهذا نحن نقوله دائماً ، و لكن عندما تكون المسأله مختلف فيها بين الصحابه فلا ينبغي أن نتعصب لأحدهم ،
فينبغي ان نبحث الموضوع بحثا علميا فعمر ابن الخطاب نهى عن التمتع ولكن الرسول امر به ،
فهل هناك مسلم مهما كان محبا لعمر ابن الخطاب يمكن ان يجعل نفسه عمريا في كل مسأله ؟ هذا يستحيل ، لأنه سيجد عمر يقول قولا، والصواب بخلافه ،
فمثلاً عمر بن الخطاب في خلافته نهى المسافر الذي لا يجد الماء أن يتيمم ليصلي!! ، ويقول : يظل بدون صلاة شهوراً حتى يجد الماء، و كان عمار بن ياسر يفتي بغير ذلك، حتى بلغت فتواه مسامع عمر ، فأرسل إليه فقال له عمار : يا أمير المؤمنين ، الآ تذكر اننا كنا في سفر، فوجب علينا الغسل و لم نجد الماء، فتمرغنا بالتراب كما تتمرغ الدابه، ولما جئنا الى النبي و قصصنا عليه القصة قال : «إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك الأرض، ثم تمسح بهما وجهك و يديك» ، قال عمر : لا أذكر ، قال عمار : إذن أمسك - أي عن هذه الفتوى - ، قال : لا، إنما نوليك ما توليت .
------------------
هذا "عمر" و هو أحد أكبر قاداتهم و أئمتهم و ساداتهم و هم لا يفتخرون أن يتسموا به و ينتموا إليه دائماً !!
و يجدون بسيرته الأخطاء الفادحه و المخالفات الواضحه لسيرة رسول الله (صلوات الله عليه وآله) و سنته و أحكامه !!!
فإذا كان هذا هو حال "عمر" بإعترافهم ،
فما هو حال من هم أقل منه رتبةً و أهميةً بالنسبة لهم ، كأمثال التابعين و تابعيهم و أئمتهم الأربعه ( الحنبلي و الشافعي و المالكي و الحنفي ) ، ثم علمائهم اللاحقين كالبخاري و مسلم و ابن حجر و ابن تيميه .... الخ ؟؟!!!!
فإذا كان من ينزل الوحي مطابقاً لما جرى به لسانه قد وقع في الأخطاء و خالف نهج السماء فما هو حال غيره ممن لا عاصم لهم عن الأخطاء ؟؟؟!!!!
سؤالٌ للمتأملين ....
و في النهاية أقول : الحمد لله الذي شرفنا بأئمةٍ و قادةٍ قد عصمهم من الزلل و آمنهم من الفتن و طهرهم من الدنس و أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، فجعلنا دائماً و ابداً و مطلقاً و في كل الأحوال و الظروف نفخر و نتشرف بالإنتماء اليهم ، و يا بئسها من أمةٍ تستحي من قاداتها !
تعليق