نموذج من دفاع أهل السنة و الجماعه عن فاطمة بنت رسول الله
الكل يعرف ان الدفاع عن اهل البيت (صلوات الله عليهم) و ادانة ظالميهم بات من اختصاص "الرافضه" و واجباتهم فحسب ، و انما انحسر الامر بالنسبة للمخالفين بأن يرددوا عبارة "نحن نحب اهل البيت" ... !!
و يبدو إن إبن حجر قد سأم هذه الحال المتكرره من الوقوف ضدَّ اهل البيت في كل موقف و محفل ، فأحبَّ قليلاً أن يغير !! ... فحاول الدفاع عن إبنة رسول الله و بضعته و حبيبته التي يغضب لغضبها و يرضى لرضاها ،
و لنرى ماذا قال ؟؟ .....
في سياق تعليقه على مرسلة الشعبي (القشة التي يتمسك بها الغريق) ! قال :-
« وهو و أن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضا عن لقائه والاجتماع به وليس ذلك من الهجران المحرم لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا وكأن فاطمة عليها السلام لما خرجت غضبى من أبي بكر تمادت في اشتغالها بحزنها ثم بمرضها وأما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بالحديث المذكور فلإعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر وكأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله لا نورث و رأت أن منافع ما خلفه من أرض وعقار لا يمتنع أن تورث عنه وتمسك أبو بكر بالعموم واختلفا في أمر محتمل للتأويل فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك فإن ثبت حديث الشعبي أزال الاشكال ، وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام» (فتح الباري6/202)
انظر لدفاع ابن حجر المستميت عن فاطمه (ع) !!
فهو يدافع :
اولاً : عن عقلها و دينها . ( لأن عقل فاطمه و دينها متهمان بالنقص عنده ان لم تَثبُت مرسلة الشعبي التي تُثبت بيعتها للصديق صاحب الغار )
ثانياً : عن مخالفتها لسنة رسول الله (ص) التي حرمت على اولاد الانبياء ان يرثوهم ، و فاطمه قد دفعها حب الأموال و ما خلفه رسول الله من اراضٍ و عقارا لئن تتأول النص الصريح الذي يحرم عليها الارث .
ثالثاً : عن تأويلها لحديث رسول الله الواضح ، و هو بسبب جهلها و اعتقادها المغاير لمقصد رسول الله (ص) ، و حمل حديثه على الخصوص بينما لا يقع في هذا الخطأ اي انسان له ادنى معرفه بالعربيه .
رابعاً : دافع عن تماديها في هجران ( الخليفه الصديق صاحب الغار ) و امتناعها عن بيعته و انها و لله الحمد لم يصل بها الامر الى حد ارتكاب الحرام الذي يوجب لها دخول النار !
و لكنه علّق كل ذلك على شرط ثبوت حديث الشعبي ، و الاّ .... !!
فالقوم لا يروون -اصلاً- في ذلك الموقف الذي جرى بين بضعة رسول الله و إبنته التي يرضى لرضاها و يغضب لغضبها و بين أبي بكر خطأً صدر من أبي بكر ، بل هم يرون ان كل الوزر و الخطأ تتحمله بضعة رسول الله (ص) وحدها ،
و لكن غيرتهم و حميتهم و محبتهم الفائقه و المتدفقه لبضعة نبيهم (ص) قد دفعتهم للدفاع عنها و عن تماديها و سوء ادبها مع خليفتها و ولي أمرها المفترض الطاعه أبي بكر بن أبي قحافه !! ،
بل وجب عليهم الدفاع عنها اذ انها ردت سنة ابيها و ضربت بها عرض الجدار و دفعها حب منافع ما خلفه رسول الله من ارض و عقار الى ان تتأول الحديث الصريح و تلوي عنقه لتحصل على مبتغاها من أموال الحياة الدنيا !! ،
و هم فوق كل ذلك يجب أن يدافعوا عن دين بضعة رسول الله و سيدة نساء أهل الجنه و عن عقلها ، لأنه إن لم تثبت مرسلة الشعبي فهناك إشكال واضح عندهم في عقل فاطمة (ع) و دينها !!!!! ....
و اظن ان دخول فاطمة للجنه يتوقف ثبوته عندهم على مرسلة الشعبي ، فإن ثبتت تلك المرسله فالنحمد الله ان فاطمه من اهل الجنه و لكن ان لم تثبت فيبدو ان مصير فاطمه عندهم مختلف ! لأنها قد تمادت في هجران أبي بكر بن أبي قحافه و لم تعطه البيعة الواجبة لولي الأمر !! ....
و ما اطرف قوله (( فإن ثبت حديث الشعبي أزال الاشكال ))
هذا هو دفاعهم عن سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى !! ....
فاطمه "المظلومه" تتحول عندهم الى مذنبة يجب الدفاع عنها !
نعم انه من المخزي ان يدافعوا عن خصم فاطمه !
و لكنه من المخزي أكثر أن يجعلوا من فاطمه هي المذنبة و المخطأة و المتهمه ، التي يجب التبرير لها و ازالة الإشكال عن فعلها و إلا فهي متهمة مذنبه !!
تعليق