بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إذا كانت فاطمة(عليها السلام) قد ظُلمت من قِبل الخلفاء ، لماذا لم يُدافع عنها زوجها وهو البطل المعروف بشجاعته؟
إنّ عدم دفاع الإمام عن حقّه ليس أمراً مسلّماً، ولم يدلّ عليه دليل .
فقد قام الإمام(عليه السلام) بالدفاع عن حرمة بيته عملاً بواجبه الشرعي ، إلاّ أنّ الدفاع في ذلك اليوم لم يتّخذ شكل الحرب وإراقة الدماء لأنّ مصلحة الإسلام اقتضت ذلك ، ولو أنّه شهر السيف ووقف معه بنو هاشم ومجموعة من الصحابة الذين عقدوا له البيعة يوم غدير خمّ في وجه الخلفاء وأنصارهم لانقسم المسلمون إلى فريقين ، ولانهدّ أصل الإسلام ، وقد حدث أن جاء أحد المنافقين في زيّ الُمحبّ المُشفق إلى عليّ(عليه السلام) وقال له : يا أبا الحسن أبسط يدك حتّى أُبايعك ، وقائل هذه الجملة هو أبو سفيان العدوّ اللّدود للإسلام . إلاّ أنّ أمير المؤمنين كان مطّلعاً على دخيلة أمره ، في أنّه يريد إيقاع أهل بيت النبيّ في حرب داخليّة بالمدينة ، ولذلك أجابه(عليه السلام) بقوله :
«إنّك والله ما أردت بالإسلام إلاّ الفتنة ، وإنّك والله طالما بغيت الإسلام ، لا حاجة لنا في نصيحتك» .([1])
هنا أريد أن ألفت نظر السائل (إن كان هناك سائل) إلى أنّه ليس الشجاع من يشهر السيف في كلّ المواضع، وإنّما الشجاع هو الذي يعمل بواجبه ووظيفته ، فكم من شجعان ليس لهم استعداد لسماع قول الحقّ ، كما هو حال جامع الأسئلة.
وقد مرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بقوم يتشايلون حجراً ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : نختبر أشدّنا وأقوانا ، فقال : ألا أخبركم بأشدّكم وأقواكم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : « أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يُدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحقّ» .([2])
وتاريخ الإسلام يشهد على أنّ شجرة الإسلام لم تضرب بجذورها في قلوب بعض الصحابة ، بل إنّ أغصانها لا زالت غضّةً طريّة يمكن زوالها مع أوّل ريح تهبّ . لذلك قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لعائشة : «لولا أنّ قومك حديثٌ عهدهم بالجاهليّة لهدمت الكعبة ثمّ لجعلت لها بابين» ([3]) . ونحن لا نعرف شخصاً أشجع من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو لا يرى توفّر الظروف المناسبة لذلك العمل ، فمراعاة الظروف المحيطة هو دأب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وكذلك عليٍّ (عليه السلام) ، فهل كان يصحّ إشعال نار حرب داخليّة في المدينة مع ارتداد بعض المسلمين؟!
فهؤلاء الذين ينتظرون من عليّ(عليه السلام) البطل أن يحمل سيفه ويقطع رؤوس المخالفين بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما حمله في بدر والأحزاب وأُحد ، هؤلاء لم يبحثوا في تاريخ الإسلام، ولم يطّلعوا على ظروف ذلك الزمان .
يضاف إلى هذا: يمكننا أن نقول إذا ثبت أنّ الاعتداء على بيت فاطمة (عليها السلام) قد حصل بالأدلّة القطعية التي نقلها الفريقان، فلا مجال للاستبعادات المزاجية التي لا تقوم على دليل أو برهان. هذا من جهة ومن جهة ثانية نحن نعلم أنّ دراسة القضية خارج نطاقها الموضوعي ليس بالأمر الصحيح فإنّ سكوت الإمام ـ إن صحّ ـ لابد أن يدرس من جميع الأبعاد لا من بُعد واحد، كما هو واضح.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إذا كانت فاطمة(عليها السلام) قد ظُلمت من قِبل الخلفاء ، لماذا لم يُدافع عنها زوجها وهو البطل المعروف بشجاعته؟
إنّ عدم دفاع الإمام عن حقّه ليس أمراً مسلّماً، ولم يدلّ عليه دليل .
فقد قام الإمام(عليه السلام) بالدفاع عن حرمة بيته عملاً بواجبه الشرعي ، إلاّ أنّ الدفاع في ذلك اليوم لم يتّخذ شكل الحرب وإراقة الدماء لأنّ مصلحة الإسلام اقتضت ذلك ، ولو أنّه شهر السيف ووقف معه بنو هاشم ومجموعة من الصحابة الذين عقدوا له البيعة يوم غدير خمّ في وجه الخلفاء وأنصارهم لانقسم المسلمون إلى فريقين ، ولانهدّ أصل الإسلام ، وقد حدث أن جاء أحد المنافقين في زيّ الُمحبّ المُشفق إلى عليّ(عليه السلام) وقال له : يا أبا الحسن أبسط يدك حتّى أُبايعك ، وقائل هذه الجملة هو أبو سفيان العدوّ اللّدود للإسلام . إلاّ أنّ أمير المؤمنين كان مطّلعاً على دخيلة أمره ، في أنّه يريد إيقاع أهل بيت النبيّ في حرب داخليّة بالمدينة ، ولذلك أجابه(عليه السلام) بقوله :
«إنّك والله ما أردت بالإسلام إلاّ الفتنة ، وإنّك والله طالما بغيت الإسلام ، لا حاجة لنا في نصيحتك» .([1])
هنا أريد أن ألفت نظر السائل (إن كان هناك سائل) إلى أنّه ليس الشجاع من يشهر السيف في كلّ المواضع، وإنّما الشجاع هو الذي يعمل بواجبه ووظيفته ، فكم من شجعان ليس لهم استعداد لسماع قول الحقّ ، كما هو حال جامع الأسئلة.
وقد مرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بقوم يتشايلون حجراً ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : نختبر أشدّنا وأقوانا ، فقال : ألا أخبركم بأشدّكم وأقواكم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : « أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يُدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحقّ» .([2])
وتاريخ الإسلام يشهد على أنّ شجرة الإسلام لم تضرب بجذورها في قلوب بعض الصحابة ، بل إنّ أغصانها لا زالت غضّةً طريّة يمكن زوالها مع أوّل ريح تهبّ . لذلك قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لعائشة : «لولا أنّ قومك حديثٌ عهدهم بالجاهليّة لهدمت الكعبة ثمّ لجعلت لها بابين» ([3]) . ونحن لا نعرف شخصاً أشجع من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو لا يرى توفّر الظروف المناسبة لذلك العمل ، فمراعاة الظروف المحيطة هو دأب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وكذلك عليٍّ (عليه السلام) ، فهل كان يصحّ إشعال نار حرب داخليّة في المدينة مع ارتداد بعض المسلمين؟!
فهؤلاء الذين ينتظرون من عليّ(عليه السلام) البطل أن يحمل سيفه ويقطع رؤوس المخالفين بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما حمله في بدر والأحزاب وأُحد ، هؤلاء لم يبحثوا في تاريخ الإسلام، ولم يطّلعوا على ظروف ذلك الزمان .
يضاف إلى هذا: يمكننا أن نقول إذا ثبت أنّ الاعتداء على بيت فاطمة (عليها السلام) قد حصل بالأدلّة القطعية التي نقلها الفريقان، فلا مجال للاستبعادات المزاجية التي لا تقوم على دليل أو برهان. هذا من جهة ومن جهة ثانية نحن نعلم أنّ دراسة القضية خارج نطاقها الموضوعي ليس بالأمر الصحيح فإنّ سكوت الإمام ـ إن صحّ ـ لابد أن يدرس من جميع الأبعاد لا من بُعد واحد، كما هو واضح.
-------------------------------------
[1] . تاريخ الطبري : 2 / 449، حوادث السنة الخامسة عشر للهجرة .
[2] . وسائل الشيعة : 15 / 361 ، الباب 53 من أبواب جهاد النفس، الحديث 1 .
[3] . مسند أحمد : 6 / 176 .
تعليق