تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إنّ الله سبحانه بلطفه وحكمته وهب للإنسان العقل، وما قسّم الله بين العباد بأفضل منه، فتشرف به في خلقه، وامتاز عن العجماوات بعقله، وكان العقل دعامته في حياته، وحاز الفضائل ونال المكارم، وحلّق في سماء السجايا الطيبة والصفات الحميدة بتهذيب نفسه، وصيقلة قلبه، وتزكية روحه بالعلم والتربية، فكان مظهراً لأسماء الله الحسنى، ومرآةً لصفاته العليا، ببركة مبادئه السليمة وعقله النيّر، فهو دليله ومبصره، ومفتاح أمره، وبضميره الواعي وفطرته السليمة، ونفسه اللوّامة، وبأخلاقه الحسنة، وسلوكه الطيب، وقلبه الطاهر المفعّم بالإيمان الراسخ، والمتشبّع بالعلم النافع والعمل الصالح...
إنّ الإنسان بقوّته الدرّاكة وبنفسه الناطقة وعقله السليم، كان في أحسن تقويم، ويكون في نهاية مطافه وحياته، أبدي الروح في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى من العليّ الأعلى.
الناس في رحاب العقل على أصناف:
الأوّل: أن يكون فاقداً لعقله فذلك المجنون الأدواري أو الأطباقي، وانّه رفع القلم عنه حتى يفيق، فلا تكليف عليه، كما لا ثواب له ولا عقاب عليه، إذ بالعقل يكون الثواب والعقاب، كما ورد في أخبار خلقة العقل، وانّه خُلق من نور الله سبحانه، وانّه (بك أُثيب وبك أُعاقب) وما عقولنا إلّا ضلّ لذلك العقل المجرّد الأوّلي. وله علقة به كعلقة الروح بالعظام النّخرة.
الثاني: أو يكون سفيهاً أبلهاً لا يعرف كيف يتصرّف في أمواله (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) (النساء/ 5).
الثالث: وإمّا أن يكون عاقلاً ذا نفس ناطقة وقوّة درّاكة، فيدرك به الكليّات، ويميّز بين الخير والشرّ، ويعرف مصالحه الشخصيّة ومنافعه العامّة، ويعبد الله بعقله، ويكتسب الجنان بلبّه، وينال به خير الدنيا وعيشها الرغيد وسعادة الآخرة (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ) (هود/ 108).
وقد اختلف العلماء الأعلام في ماهيّة العقل ومقامه الشامخ، وتعريفه وبيان حدوده على أقوال، كلّ من منطلق علمه وفنّه، فاختلفت التعاريف وتقسيمات العقل، كما عند الحكماء: إلى العقل الهيولاني والمستفاد وبالفعل والعقل الكلّي، كما اختلف تعريف العقل لغة ومصطلحاً عند الفلاسفة والمنطقيين والأُصولّيين، وفي الأحاديث الشريفة وغير ذلك، وقد ورد في الأخبار المئات من الكلمات التي تشير إلى حقيقة العقل ومن هم العقلاء؟ وما هي صفاتهم وآثارهم العقلانيّة في سلوكهم الفردي والاجتماعي.
1- عن أمير المؤمنين عليّ (ع) قال: "قال رسول الله (ص): إنّ الله تعالى خلق العقل من نور مخزون في سابق علمه الذي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينه، والحكمة لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه، ثمّ انّه حشّاه وقوّاه بعشرة أشياء: اليقين والإيمان والصدق والسكينة والوقار والرفق والتقوى والإخلاص والعطيّة والقنوع والتسليم والرضا والشكر. ثمّ قال له أقبل فأقبل، ثمّ قال له أدبر فأدبر، ثمّ قال له: تكلّم فتكلّم، فقال: الحمد لله الذي ليس له ضدّ ولا مثل ولا شبيه ولا كفو ولا عديل، الذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل، فقال الله تعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع ولا أشرف منك، ولا أعز عليّ منك، بك أُوّحد، وبك أُعبَد، وبك أُدعى، وبك أرتجى، وبك أخاف، وبك أُبتغى، وبك أُحذّر، وبك الثواب وبك العقاب، فخرّ العقل عند ذلك ساجداً، وكان في سجوده ألف عام، فقال تعالى: ارفع رأسك، وسل تُعطى وأشفع تُشفّع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن جعلتني فيه، فقال الله تعالى للملائكة: اُشهدكم انّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه.
2- روي أنّ جبرئيل (ع) هبط إلى آدم فقال: يا أبا البشر أُمرت أن أُخيّرك بين ثلاثُ فاختر منهنّ واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما هنّ؟ فقال: العقل والحياء والإيمان، فقال آدم (ع): قد اخترت العقل، قال: جبرائيل للإيمان والحياء إرحلا، فقالا: أُمرنا أن لا نفارق العقل.
3- قيل إنّهم وصفوا رجلاً عند رسول الله (ص) بحسن عبادته فقال: أُنظروا إلى عقله، فإنما يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم، وحُسن الأدب دليل على صحّة العقل.
4- روى انّ الحسن بن عليّ (ع) قال في خطبة له: اعلموا أنّ العقل حرز، والحلم زينة، والوفاء مروّة، والعجلة سفه، والسفه ضعف، ومجالسة أهل الدنيا شين، ومخالطة أهل الفسوق ريبة... والعقل أفضل ما وهبه الله تعالى للعبد، إذ به نجاته في الدنيا من آفاقها، وسلامته في الآخرة من عذابها.
الرابع: وإمّا أن يكون من ذوي الألباب وخالص العقول، أصحاب أفهام وعقول زكيّة، فاصطفاهم الله من بين خلقه، ليكرمهم بجواره وقربه، ويلبسهم ثوب ولايته وعزّته، ويفيض عليهم إلهاماً من علمه وحكمته ولطفه. فيناجيهم في سرّهم ويكلّمهم في ذات عقولهم.
فازوا بخير الدنيا والآخرة، وكانوا من أولياء الله وأحبّائه، ولدوا وعاشوا وماتوا وحشروا سُعداء صلحاء أخيار أبرار، كانوا في أحسن تقويم وأعلى عليّين.
5- قال رسول الله (ص): أعقل الناس أفضلهم، ومن لم يكن عقله أغلب خصال الخير فيه، كان حقه في أغلب خصال الشرفيه، وكلّ شيء إذا كثر رخص، إلّا العقل إذا كثر غلى، والعقل الصحيح ما حصلت به الجنّة، والعاقل يؤلّف العاقل، والجاهل يؤلف الجاهل، ولقد أحسن من قال شعراً:
إذا لم يكن للمرء عقل يزيّنه *** ولم يك ذا رأي سديد ولا أدب
فما هو إلّا ذو قوائم أربعٍ *** وإن كان ذا مال كثير وذا حسب
وقال: إذا ستر الله عبداً حصر عليه العلم والأدب، ولا يزال المرء في صحّة من عقله ودينه ما لم يشرب مسكراً.
6- قال أمير المؤمنين (ع): "العقل ولادة، والعلم إفادة، ومجالسُ العلماء زيادة".
7- قال رسول الله (ص): "العقل نور في القلب يفرّق به بين الحقِّ والباطل".
8- وجاء في قوله تعالى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا) (يس/ 70)، قال: يعني من كان عاقلاً.
9- قال رسول الله (ص): "لا يكون العاقل مؤمناً حتى تجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقلّ كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرّم لطلب الحوائج من قبله، الذلّ أحبّ إليه من العزّ، والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشر: لا يرى أحداً إلّا قال: هو خير مني وأتقى".
10- قال مصنّف كتاب (ارشاد القلوب) الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد الديلمي: لكلِّ أدب ينبوع، وأمير الفضل وينبوع الأدب العقل، جعله الله لمعرفته، وللدين أصلاً، وللملك والدنيا عماداً، وللسلامة من المهلكات معقلاً مع اختلافهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم، وما استودع الله تعالى أحداً عقلاً إلّا استنقذه به يوماً، والعقل أصدق مشير وأفصح خليل و خير جليس ونعم وزير وخير المواهب العقل، وشرّها الجهل، قال بعضهم شعراً:
إذا تمّ عقل المرء تمّت أُموره *** وتمّت أياديه وتمّ ثناؤه
المصدر: كتاب في رحاب أولي الألباب
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إنّ الله سبحانه بلطفه وحكمته وهب للإنسان العقل، وما قسّم الله بين العباد بأفضل منه، فتشرف به في خلقه، وامتاز عن العجماوات بعقله، وكان العقل دعامته في حياته، وحاز الفضائل ونال المكارم، وحلّق في سماء السجايا الطيبة والصفات الحميدة بتهذيب نفسه، وصيقلة قلبه، وتزكية روحه بالعلم والتربية، فكان مظهراً لأسماء الله الحسنى، ومرآةً لصفاته العليا، ببركة مبادئه السليمة وعقله النيّر، فهو دليله ومبصره، ومفتاح أمره، وبضميره الواعي وفطرته السليمة، ونفسه اللوّامة، وبأخلاقه الحسنة، وسلوكه الطيب، وقلبه الطاهر المفعّم بالإيمان الراسخ، والمتشبّع بالعلم النافع والعمل الصالح...
إنّ الإنسان بقوّته الدرّاكة وبنفسه الناطقة وعقله السليم، كان في أحسن تقويم، ويكون في نهاية مطافه وحياته، أبدي الروح في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى من العليّ الأعلى.
الناس في رحاب العقل على أصناف:
الأوّل: أن يكون فاقداً لعقله فذلك المجنون الأدواري أو الأطباقي، وانّه رفع القلم عنه حتى يفيق، فلا تكليف عليه، كما لا ثواب له ولا عقاب عليه، إذ بالعقل يكون الثواب والعقاب، كما ورد في أخبار خلقة العقل، وانّه خُلق من نور الله سبحانه، وانّه (بك أُثيب وبك أُعاقب) وما عقولنا إلّا ضلّ لذلك العقل المجرّد الأوّلي. وله علقة به كعلقة الروح بالعظام النّخرة.
الثاني: أو يكون سفيهاً أبلهاً لا يعرف كيف يتصرّف في أمواله (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) (النساء/ 5).
الثالث: وإمّا أن يكون عاقلاً ذا نفس ناطقة وقوّة درّاكة، فيدرك به الكليّات، ويميّز بين الخير والشرّ، ويعرف مصالحه الشخصيّة ومنافعه العامّة، ويعبد الله بعقله، ويكتسب الجنان بلبّه، وينال به خير الدنيا وعيشها الرغيد وسعادة الآخرة (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ) (هود/ 108).
وقد اختلف العلماء الأعلام في ماهيّة العقل ومقامه الشامخ، وتعريفه وبيان حدوده على أقوال، كلّ من منطلق علمه وفنّه، فاختلفت التعاريف وتقسيمات العقل، كما عند الحكماء: إلى العقل الهيولاني والمستفاد وبالفعل والعقل الكلّي، كما اختلف تعريف العقل لغة ومصطلحاً عند الفلاسفة والمنطقيين والأُصولّيين، وفي الأحاديث الشريفة وغير ذلك، وقد ورد في الأخبار المئات من الكلمات التي تشير إلى حقيقة العقل ومن هم العقلاء؟ وما هي صفاتهم وآثارهم العقلانيّة في سلوكهم الفردي والاجتماعي.
1- عن أمير المؤمنين عليّ (ع) قال: "قال رسول الله (ص): إنّ الله تعالى خلق العقل من نور مخزون في سابق علمه الذي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينه، والحكمة لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه، ثمّ انّه حشّاه وقوّاه بعشرة أشياء: اليقين والإيمان والصدق والسكينة والوقار والرفق والتقوى والإخلاص والعطيّة والقنوع والتسليم والرضا والشكر. ثمّ قال له أقبل فأقبل، ثمّ قال له أدبر فأدبر، ثمّ قال له: تكلّم فتكلّم، فقال: الحمد لله الذي ليس له ضدّ ولا مثل ولا شبيه ولا كفو ولا عديل، الذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل، فقال الله تعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع ولا أشرف منك، ولا أعز عليّ منك، بك أُوّحد، وبك أُعبَد، وبك أُدعى، وبك أرتجى، وبك أخاف، وبك أُبتغى، وبك أُحذّر، وبك الثواب وبك العقاب، فخرّ العقل عند ذلك ساجداً، وكان في سجوده ألف عام، فقال تعالى: ارفع رأسك، وسل تُعطى وأشفع تُشفّع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن جعلتني فيه، فقال الله تعالى للملائكة: اُشهدكم انّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه.
2- روي أنّ جبرئيل (ع) هبط إلى آدم فقال: يا أبا البشر أُمرت أن أُخيّرك بين ثلاثُ فاختر منهنّ واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما هنّ؟ فقال: العقل والحياء والإيمان، فقال آدم (ع): قد اخترت العقل، قال: جبرائيل للإيمان والحياء إرحلا، فقالا: أُمرنا أن لا نفارق العقل.
3- قيل إنّهم وصفوا رجلاً عند رسول الله (ص) بحسن عبادته فقال: أُنظروا إلى عقله، فإنما يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم، وحُسن الأدب دليل على صحّة العقل.
4- روى انّ الحسن بن عليّ (ع) قال في خطبة له: اعلموا أنّ العقل حرز، والحلم زينة، والوفاء مروّة، والعجلة سفه، والسفه ضعف، ومجالسة أهل الدنيا شين، ومخالطة أهل الفسوق ريبة... والعقل أفضل ما وهبه الله تعالى للعبد، إذ به نجاته في الدنيا من آفاقها، وسلامته في الآخرة من عذابها.
الرابع: وإمّا أن يكون من ذوي الألباب وخالص العقول، أصحاب أفهام وعقول زكيّة، فاصطفاهم الله من بين خلقه، ليكرمهم بجواره وقربه، ويلبسهم ثوب ولايته وعزّته، ويفيض عليهم إلهاماً من علمه وحكمته ولطفه. فيناجيهم في سرّهم ويكلّمهم في ذات عقولهم.
فازوا بخير الدنيا والآخرة، وكانوا من أولياء الله وأحبّائه، ولدوا وعاشوا وماتوا وحشروا سُعداء صلحاء أخيار أبرار، كانوا في أحسن تقويم وأعلى عليّين.
5- قال رسول الله (ص): أعقل الناس أفضلهم، ومن لم يكن عقله أغلب خصال الخير فيه، كان حقه في أغلب خصال الشرفيه، وكلّ شيء إذا كثر رخص، إلّا العقل إذا كثر غلى، والعقل الصحيح ما حصلت به الجنّة، والعاقل يؤلّف العاقل، والجاهل يؤلف الجاهل، ولقد أحسن من قال شعراً:
إذا لم يكن للمرء عقل يزيّنه *** ولم يك ذا رأي سديد ولا أدب
فما هو إلّا ذو قوائم أربعٍ *** وإن كان ذا مال كثير وذا حسب
وقال: إذا ستر الله عبداً حصر عليه العلم والأدب، ولا يزال المرء في صحّة من عقله ودينه ما لم يشرب مسكراً.
6- قال أمير المؤمنين (ع): "العقل ولادة، والعلم إفادة، ومجالسُ العلماء زيادة".
7- قال رسول الله (ص): "العقل نور في القلب يفرّق به بين الحقِّ والباطل".
8- وجاء في قوله تعالى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا) (يس/ 70)، قال: يعني من كان عاقلاً.
9- قال رسول الله (ص): "لا يكون العاقل مؤمناً حتى تجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقلّ كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرّم لطلب الحوائج من قبله، الذلّ أحبّ إليه من العزّ، والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشر: لا يرى أحداً إلّا قال: هو خير مني وأتقى".
10- قال مصنّف كتاب (ارشاد القلوب) الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد الديلمي: لكلِّ أدب ينبوع، وأمير الفضل وينبوع الأدب العقل، جعله الله لمعرفته، وللدين أصلاً، وللملك والدنيا عماداً، وللسلامة من المهلكات معقلاً مع اختلافهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم، وما استودع الله تعالى أحداً عقلاً إلّا استنقذه به يوماً، والعقل أصدق مشير وأفصح خليل و خير جليس ونعم وزير وخير المواهب العقل، وشرّها الجهل، قال بعضهم شعراً:
إذا تمّ عقل المرء تمّت أُموره *** وتمّت أياديه وتمّ ثناؤه
المصدر: كتاب في رحاب أولي الألباب
تعليق