بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسمع بين الحين والاخر بعض الاصوات من السلفية بان جميع الصحابة عدول, وانهم جميعا مرضين عند الله ورسوله ,وماشابه ذلك
ومن بين ما استدلوا به على ان جميع الصحابة عدول ومرضين عند الله ورسوله في مسالة بيعة الرضوان في قوله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }18 الفتح
وزعموا بان هذه الاية عامة والله رضى عنهم جميعا ,وهذا الرضا غير مشورط ولامقيد وهو الى مالانهاية له؟ ولم يفكروا بان هذالرضا مشروط بالوفاء وعدم نقض العهد مع رسول الله (صلى الله عليه واله )
بدليل نفس سورة الفتح والتي سبقت هذه الاية بمثان ايات بدليل قوله تعالى{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } الفتح(10)
فهذه الاية واضحة وصريحة بان الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) مشروط عليهم الوفاء بالعهد وعدم نكث بيعة رسول الله (صلى الله عليه واله) فاذا اي احد من الاصحاب نكث بيعته فالقران يصرح بانما ينكث على نفسه وبالتالي فلا رضا مطلق وانما مقيد بالوفاء وعدم نقض العهد .
ثم انه لو رجعنا الى صحيح مسلم ونرى مالذي بايعوا عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) وهل تحقق مابايعوا عليه رسول الله ام لا
يروي مسلم في صحيحة ص 1483 - باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة
1856 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال ( كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة وقال بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت)
فبصريح هذه الرواية ان البيعة كانت فقط على عدم الفرار ؟ والفرار حصل بكثرة من كبار الصحابة الذين كانوا في بيعة الرضوان منها ما رواه الحاكم في مستدركه
قال الحاكم النيسابوري: أخبرنا أبوالعباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه قال:
سار النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاؤوا يجبّنونه ويجبّنهم فسار النبيّ صلى الله عليه وسلم. الحديث.
الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الذهبي: صحيح /المستدرك على الصحيحين: بهامشه تعليقات الذّهبي في التلخيص،
ج3، ص40، ح4340.
بل وهناك شواهد كثير على الذين فروا من المعارك وتركوا رسول الله ولانريد الدخول فيها اخصارا للموضوع .
ثم ولو استعرضنا التاريخ لنجد هناك الكثير ممن كان ضمن اصحاب بيعة الشجرة ومن ثم ارتد وكان من اهل النار سواء كان بقتل بعض الصحابة امثال ابو الغادية الذي قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر
والالباني يروي رواية صحيحة بان قاتل عمار في النار
يقول :قاتل عمار و سالبه في النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2008
ويروي إبن شبة النميري - في كتابه تاريخ المدينة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1155 )
1868 - حدثنا : هارون بن عمر قال : ، حدثنا : أسد بن موسى ، عن أبي لهيعة قال : ،
حدثنا : يزيد بن أبي حبيب قال : كان الركب الذين ساروا إلى عثمان
فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل ، وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكان ممن بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الشجرة.
وبعد كل هذه الحقائق والادلة الواضحة من مصدرهم المعتبرة ويزعمون بان كل من كان تحت الشجرة فهو مرضي عند الله تعالى .
تعليق