إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة تشرح الصدور والأرواح هنيئا للشهداء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة تشرح الصدور والأرواح هنيئا للشهداء

    🍃كرامة الشهيد سيد مجتبى صالحي خوانساري


    منذ أسبوع فقط أصبح اسمي(زهراء) تعريفاً لمفردة (يتيمة).

    لم يستطع لقب (ابنة الشهيد) أن يكون مسكّناً لأوجاعي ، فطفولتي لا تزال عصيّةً على إدراك هذا الفخر ، وقالب عقلي لا يتلاءم مع أبعاد هذه الحقيقة.

    هذا أول يوم لي في المدرسة بعد رحيله، كنت حينها في الصف السادس.....

    كان كل شيء من حولي يشعرني بالحزن وعيوني كغيمة سوداء لا تلبث أن تهبّ عليها رياح خفيفة إلا وأهلّت مدامعها بسخاء....كالذي حدث معي اليوم في المدرسة بعد أن طلبت منّا المعلمة أن يوقع أولياء الأمور على جدول الامتحانات ، أحسست برغبةٍ عارمة بالبكاء وأنا أستلم الورقة ووقع كلماتها يُحدِث صخباً بداخلي!!

    (أعطِ هذه الورقة لأمك أو أحد أخويك ليوقعها .. وأحضريها معك في الغد).

    جررت خطواتي جراً إلى المنزل ، فكاهلي كان مثقلاً ودرب البيت بعيدٌ .. بعيد.



    أمي وأخوَي كانوا ذاهبين إلى خوانسار لمراسم اليوم السابع من العزاء عند أقارب أبي.

    عدت من المدرسة متأثرةً ودموعي تغمر عيني، أمي ليست هنا، وأبي لن يعود أبداً.

    كان كل ما يشغل تفكيري في ذاك اليوم هو من سيمضي (سيوقع) على ورقتي، وضعت الورقة في حقيبتي بكل حزن وخلدت للنوم.

    في تلك اليلة رأيت أبي الشهيد في منامي .. وكان كعادته يسقي الزرع ويلعب معنا ..

    # بابا هل أحضر لك شيئاً تأكله؟
    # نعم حبيبتي

    ذهبت لأسخن الطعام له فناداني
    # زهراء هاتي جدول امتحاناتك لأمضي عليه.

    سارعت بإحضاره له .. لكني لم أعثر على قلمٍ أزرق .. وجدت قلمًا أحمر اللون، لكن أبي لا يوقع باللون الأحمر ..

    لا أذكر جيدًا هل عثرت على قلم أزرق أم لا ، كل ما أذكره هو أنه بعد عودتي من المطبخ لم أجد أبي ..

    كانت هذه الرؤيا كبقية رؤى الأطفال بمجرد الاستيقاظ تُنسى ..

    استيقظت صباحاً للمدرسة .. وضعت كتبي في حقيبتي .. وقعت عيني على ورقة المدرسة (جدول الامتحانات)
    لم أكن أصدق ما أرى!

    وقعت عيني على ورقة الامتحانات
    مكتوبة عليها " انا موافق ، سيدمجتبى صالحي" ....(اينجانب رضايت دارم، سيدمجتبى صالحي)

    انها ممضاة.. !
    بامضاء والدي..!
    بقلم أحمر..!!


    بعد رؤيتي للورقة، تذكرت ذلك الحلم...
    ذهبت مسرعة الى أختي التي تكبرني سنتين
    # انظري الى الورقة ! عليها امضاء أبي!

    # أختي بتعجب : لعل أخي الأكبر قد عاد وكتب اسم أبي عليها.

    كنا نعلم بأن أخي مع أمي في خوانسار فمن المستحيل أن يكون هو من كتب عليها!


    انتابني شعور لا استطيع وصفه
    كنت اعلم إن أبي التحق بقافلة الشهداء
    لكني أحسست بلحظةٍ أن أبي معنا..يسمعنا.. لكن كيف..!؟

    في هذه اللحظة أدركت معنى "الشهيد" ومعنى الآية الكريمة...




    وضعتها في حقيبتي
    وذهبت بها إلى المدرسة بكل سرور
    فأنا كبقية الطالبات أبي أمضى على ورقتي .


    أعطيتها للناظرة.. وأخبرتها بما جرى... هي إنسانة مثقفة ومتدينة لم تكذب أقوالي..
    أخذتها مني بكل تعجب وأرسلتها إلى الجهات المختصة وإلى مكتب الإمام الخميني آن ذاك.

    # يقول آية الله الخزعلي : قمنا بمطابقة هذا الإمضاء بأكثر من ستين إمضاء للشهيد، وتوصلنا إلى أنه هو بذاته إمضاء الشهيد صالحي.


    # زوجة الشهيد : أرسلوا الورقة إللى إحدى الدول الأوروبية للمعاينة. والنتيجة هي أنهم لم يستطيعوا إلى الآن تشخيص نوعية المادة الحمراء المستخدمة في الورقة أهية حبرٌ أم مادة أخرى.

    # النسخة الأصلية من الورقة موجودة الآن في متحف الشهداء في طهران

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.
    صدق الله العلي العظيم

    الفاتحة الى أرواح الشهداء
    sigpic

  • #2
    الملفات المرفقة
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X