ضريح الماء ..... قصيدة في حق أبي الفضل عليه السلام
الماءُ جاءك يسعى ظامئاً سغبا |
|
|
مطلّقَ النهرِ لا جرفاً ولا صَخَبا |
فأذنْ لأنهارِه تجري بأعذبِه |
|
|
وأذنْ لشطآنِها أن تلثمَ السحبا |
فأنت يا جودُ، قلبُ الماءِ، مُورِثُه |
|
|
سرَّ الحياةِ ونبضَ الأرضِ والعصبا |
أعنْ قصيدةَ رملٍ غالها ظمأٌ |
|
|
وامطرْ على بركِ المعنى لِتلتهبا |
هذي قلادةُ جرفٍ دون أشرعةٍ |
|
|
مكسورةُ الريحِ لا ريشاً ولا زغبا |
جاءتك تسعى وشمرٌ حزّ منحرَها |
|
|
وليس ليس سواكَ الناصرُ الغُرَبا |
********************* |
******************* |
تنورُ جودِكَ فيه الماءُ أرغفةٌ |
|
|
للآنِ باسطُ كفّيه وما نضبا |
ووردةٌ لم تخفْ نامتْ بمقلته |
|
|
لا جمرَ أيقضها لا ماءَ لا حطبا |
ومنه سال نهارُ الشعرِ قافيةً |
|
|
يجري وما ليلُه إلاّ أغاني صِبا |
يا واهبَ الماءِ طعمَ الماءِ أضرحةً |
|
|
حتّى إذا قيل: ما الماءُ ؟ له انتسبا |
فالجودُ كونُك قد وشّحته زمني |
|
|
فما بقائي لشيءٍ غيرُهُ سببا |
فالماءُ عند نبيِّ الماءِ أسئلةٌ |
|
|
على سواحلِها ، إيمانُنا صُلِبا |
لذا أتاكَ قصيدُ الشعرِ في يدِهِ |
|
|
ندى غيومِك يسترضيك أن تهبا |
******************* |
******************* |
يا دمعةَ اللهِ يا حزناً يباهلنا |
|
|
فليس للشعرِ يا عباسُ ما سَلبا |
أعطيتُهُ لونَهُ، لونَ احمرارِ الردى |
|
|
فصار مذّاك بين الناسِ مكتسبا |
عذبٌ بقاؤكَ لا تهديك ذاكرةٌ |
|
|
فكلُّ جيلٍ أروماتٌ لك انتصبا |
آخيتَ جودَك ، دون الماءِ شاطئه |
|
|
وعندك الماءُ أرخى السيلَ منتحبا |
غافٍ به الرملُ والأحلامُ تسكنُه |
|
|
لمّا أتيتَ على أقدامِك اضطربا |
أتى وعند ضفافِ الجودِ قبّلَهُ |
|
|
ثغرُ الخلودِ ، فصاح الماءُ وا عجبا |
******************* |
******************* |
أيا أبا الفضلِ يا جرحاً ورايتُهُ |
|
|
فوق المآذنِ آذانٌ لها نُصِبا |
كأنّها نُسجتْ من لونِ طاعتهِ |
|
|
ومن إباءٍ ككبرِ الأرضِ ما ارتعبا |
فلم يزلْ فيْئها في كربلاءَ دماً |
|
|
ولم يزلْ فيْئها في كربلاءَ إبا |
كأنّها في فيافي الجرحِ قافلةٌ |
|
|
أسرت بها الريحُ حتّى طالتِ الحجبا |
وبابُ غيبٍ، فسلْ بلقيسَ تعلمها |
|
|
وسلْ سليمانَ إذ فيها قضى أربا |
حمراءُ دمعٍ ، جنانُ الخلدِ موطنُها |
|
|
وغيمُها الجودُ، طوفانٌ إذا نُدِبا |
******************* |
******************* |
أيا أخاها، وكم عباسُ مذ طرقتْ |
|
|
بابَ الإخاءِ ، فصرتَ الكفَّ مُحتربا |
تطوي إلى زينبَ الأرضينَ إنْ صرختْ |
|
|
وتطفأُ الشمسَ والأقمارَ والشُهبا |
وتنحني رغمَ جوعِ الدمعِ آنيةً |
|
|
كظهرِ حزنٍ، ولم تُبدِ البكا أدبا |
فكربلاءُ التي عانقتها وطناً |
|
|
أمست، أزينب فيها تستقي الكربا؟ |
وصار كفّاكَ عند الصوتِ مشرعةً |
|
|
منها نهلْنا وفاءاً سائغاً عذِبا |
صلاةُ حزنٍ على كفّيكَ قد وجبت |
|
|
والقبلةُ الجودُ إيماناً بها وجبا |
لم يكفرِ الرملُ ما صلّى على وجعٍ |
|
|
صارتْ به الأرضُ أرضاً تعتلي الرتبا |
وصار حرُّ رمالِ الطفِّ في يده |
|
|
ماءً فراتاً، ومنه الكونُ قد شربا د. احمد الخيّال |
تعليق