بسم الله وله الحمد والمجد وصلى الله على محمد واله
.....
{ ينبغي ان يمنح الطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره واحاسيسه بصراحة وإذا كانت مشاعره قبيحة فالحل يكمن في إفهامه بالتدريج بضرورة تركها.}(1)
أن هناك دوافع اولية ودوافع ثانوية وتسمى احيانا بالدوافع البيلوجية والنفسية كما يذكر علماء النفس .....
وهي تنبثق من حاجات النفس ، وإذا ما تم كبتها او تجاهلها فإن ذلك يسبب عقد تراكميه تظهر بصورة غير واعية في سلوك الانسان قد تبعث على الغرابة بالنسبة للفرد نفسه والمحيطين به
ومن تلكم الحاجات هي المشاعر المتفقعة في محيط النفس .. من خيال او تخيل نسجته المفكرة او إثارة مشعرية تحسسها القلب او حادث ألم بالفرد ..
فمايتحسسه الطفل من سلوك يلمسه من أبويه أو معلمه او صديقه .. سيحتاج الطفل نفسيا الى التعبير عنه ولكن لايجد السبيل الى ذلك إما لسبب داخلي كالعي ( العجز عن القدرة على التعبير ) او مانع خارجي كالخجل او الحياء او الخوف ... فحينما يجد الطفل من يلمس منه الجفاء والخشونة في التعامل فهو يريد ان يعبر مثلنا تماما عن رفضه لمثل هكذا سلوك ولكنه يعجز عن التعبير او يتخوف او يخجل ..
وحينما يرى إهتمام ام بطفلها ويتحسس دفئ تلكم المشاعر الطيبة بين ام ووليدها فهو يحاول ان يعبر عن حاجته لعناق امه وتقبلها ويبوح لها بحبه ووده
وحينما يرى أحد أصدقائه أفضل منه في مهارة ما مثل مهارة صنع الطيارات الورقية مثلا او السباق أو كرة القدم فهو يحاول ان يعبر عن كيف يكون مثله او افضل منه او انه يحس بحرقة قلبه والمه على إخفاقه في تحصيل المهارة تلك ...
هنا علينا ان نساعد اطفالنا وان نهتم بالوسيلة التي تنمي عنده الشعور بالقدرة على التعبير ...
ليبوح ويتحدث بكل ما يريده وما يدور في خاطره
.. سألت طفل مرة مم تشكو .. قال شيء في بطني !
فكرت في اختيار مجموعة مفردات قد تساعده في انتقاء تصور مناسب لحالته :
حرقة !
حرارة !
ضغط !
ألم ووجع !
........؟؟؟
فأختار الحرقة والضغط !!
فعلمت إنه يشعر بإنقباض واكتآب داخلي لايجد منفذ لاستخراجه ..
وبعد ان اباح لي بمكنونات ( هو يعتبرها أسرار ومزعجة ... )
ثم سألته مالذي ترغب في تحقيقة لتزول تلك الحرقة ؟
قال احب ان تكون عندي دجاجة وديج !
قلت وهل سترتاح وتذهب منك تلك الحالة ؟
قال نعم !
طبعا نحن لانستطيع ان نجد ربط بين ما يعانيه وبين رغبته لكن ثمت امور هي ستجد طريقها للتنفيس عبر الرغبة والبوح بها ..
ومن فوائد التعبير عن المشاعر هو جعل متنفس للافكار التي تختلج في مخيلة الطفل عن الامور المجردة والصعبة على تصوره مثل معرفة الله ومعرفة معنى غياب ابيه او امه او القتل او الموت او او حجبه عن بعض الممارسات السيئة او كيفية ولادته ومعنى الزواج وهكذا ...
هنا سيجد الطفل فرصة للتعبير وقد يلجي الى الافتعال للمواقف ويلتمس طرقا قد تكون خاطئة كالكذب و الحركة السريعة وماشابه سلوك غير متزن ...
ف{ إنه لمن الخطأ ان يمنع الطفل من التفوه إلا بما نرغبه ونريده ان ينطق به، إذ يجب ان يتمكن بدون خوف أو اضطراب ان يقول بأنه ينفر من الشخص الفلاني، أو لا تعجبه الاكلة الفلانية أو يعبر عن عجزه عن اداء العمل الموكل إليه أو لا يرغب في الذهاب الى المكان الفلاني أو.. على ان من الطبيعي إقناعه وتغيير رأيه بالمنطق وبعد تفهم احاسيسه وبالتالي تحقيق الهدف المنشود. }(2)
ومن الجدير بالاهتمام ان نختار في سرد القصص والحكايات الاسلوب التمثيلي وتنشيط تفاعل الطفل معنا في القصة وان لانكتفي منه بالاصغاء فعلينا ان نجعله ينسجم ويتناغم بشكل إثاري مع مفردات القصة حتى يجد نفسه سابح في خياله ومتفاعل يبدي ارائه ويبوح بمشاعره ....
___________________________
(1و2) علي القائمي : تربية الأطفال واليافعين
تعليق