معنى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (1)
____________________
قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى } [طه : 5 ، 6] « الرحمن » مبتدأ ، و « على العرش » متعلق بقوله « استوى » وهو خبر مبتدأ ، والجملة خبر مبتدأ محذوف ، اي : هو الرحمن استولى عليه وملكه ولا شريك له.والعرش جميع ما سوى الله ، او سرير الملك ، جعلوه كناية عن الملك. يقال : فلان على العرش ، يراد انه ملك واستولى ، وان لم يقعد على السرير البتة.وعن وهب : ان الارضين السبع على عاتق الملك ، والملك قدماه على الصخرة ، وهي ياقوتة من الجنة ، والصخرة على قرني ثور من الفردوس ، والثور على ظهر حوت من الكوثر ، والحوت على البحر ، والبحر على جهنم ، وجهنم على متن الريح ، ومتن الريح على حجاب من ظلمة ، والحجاب على الثرى ، والى الثرى ينتهي علم الخلائق من اهل السموات واهل الارض ، فذلك قوله تعالى { له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى }.وقيل : ما تحت الثرى هو التراب الرطب مقدار خمسمائة عام تحت الارض ، ولولا ذلك لأحرقت النار الدنيا وما فيها ، وهي الصخرة التي تحت الارض السابعة ، وهي صخرة خضراء فيها كتب الكفار اسمها سجين.وقيل : ان الارض على الماء ، والماء على الحوت ، وهو على الصخرة ، وهي على قرني الثور ، وهو على الثرى ، ولا يعلم ما تحته الا الله تعالى (2).
________________________
(1) الدرر الملتقطة في تفسير الايات القرآنية , ص 145-146.
(2) راجع نور الثقلين : 3 / 368 ـ 372.
تعليق