قال الامام الباقر (ع): لما أمر العباس بسد الأبواب، و أذن لعلي (ع) في ترك بابه جاء العباس و غيره من آل محمد (ص) فقالوا: "يا رسول الله ما بال علي يدخل و يخرج" فقال رسول الله (ص): "ذلك إلى الله فسلموا له تعالى حكمه، هذا جبرئيل جاءني عن الله عز و جل بذلك." ثم أخذه ما كان يأخذه إذا نزل عليه الوحي ثم سرى عنه فقال: "يا عباس يا عم رسول الله إن جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أن عليا لم يفارقك في وحدتك، و أنسك في وحشتك، فلا تفارقه في مسجدك لو رأيت عليا و هو يتضور على فراش محمد (ص) واقيا روحه بروحه، متعرضا لأعدائه، مستسلما لهم أن يقتلوه شر قتلة لعلمت أنه يستحق من محمد الكرامة و التفضيل، و من الله تعالى التعظيم و التبجيل إن عليا قد انفرد عن الخلق في البيتوتة على فراش محمد و وقاية روحه بروحه فأفرده الله تعالى دونهم بسلوكه في مسجده لو رأيت عليا يا عم رسول الله و عظيم منزلته عند رب العالمين، و شريف محله عند ملائكته المقربين، و عظيم شأنه في أعلى عليين لاستقللت ما تراه له هاهنا. إياك يا عم رسول الله و أن تجد له في قلبك مكروها فتصير كأخيك أبي لهب فإنكما شقيقان. يا عم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات و الأرضين لأهلكهم الله ببغضه، و لو أحبه الكفار أجمعون لأثابهم الله عن محبته بالخاتمة المحمودة بأن يوفقهم يدخلهم الجنة برحمته. يا عم رسول الله إن شأن علي عظيم، إن حال علي جليل، إن وزن علي ثقيل ما وضع حب علي في ميزان أحد إلا رجح على سيئاته، و لا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته." فقال العباس: "قد سلمت و رضيت يا رسول الله." فقال رسول الله (ص): "يا عم انظر إلى السماء" فنظر العباس، فقال (ص): "ما ذا ترى يا عباس" فقال: "أرى شمسا طالعة نقية من سماء صافية جلية." فقال رسول الله (ص): "يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عز و جل لعلي الفضيلة أحسن من هذه الشمس في هذه السماء، و عظم بركة هذا التسليم عليك أعظم و أكثر من عظم بركة هذه الشمس على النبات و الحبوب و الثمار حيث تنضجها و تنميها و تربيها، و اعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي قبيلة من الملائكة المقربين أكثر عددا من قطر المطر و ورق الشجر و رمل عالج، و عدد شعور الحيوانات و أصناف النباتات، و عدد خطى بني آدم و أنفاسهم و ألفاظهم و ألحاظهم كل يقولون: "اللهم صل على العباس عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي". فاحمد الله و اشكره، فلقد عظم ربحك، و جلت رتبتك في ملكوت السماوات"
تفسير الامام العسكري (ع) ص 21, بحار الأنوار ج 39 ص 25
تفسير الامام العسكري (ع) ص 21, بحار الأنوار ج 39 ص 25
تعليق