بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
الجميع يعلم ان الله تبارك وتعالى قد طهر اهل البيت عليهم السلام تطهيرا وشهد لهم في كتابه الكريم ب{إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
لكن وقع نزاع بين السنة والشيعة حيث ان اهل السنة يقولون ان زوجات النبي داخله في اهل البيت واما اتباع مدرسة اهل البيت قالوا ان اية التطهير خاصة في علي وفاطمة والحسنان ولم تكن واحدة من نساء النبي داخله في هذه الاية ؟
والفريقان عنده دليل يثبت مرادة فتعالوا معي لنرى ادلة كلا الفريقان لكي نخرج بنتيجة معينة ان شاء الله تعالى
فمن بين الايات التي استدل بها الفريقان على دخول وخروج الزوجات في اية التطهير كالاتي :
1-قال تعالى {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}
2-وقال تعالى {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
3-وقال تعالى {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
4-وقال تعالى{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}
5-وقال تعالى {إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوَهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}
يتبادؤ الى الذهن عدة اشكالات من الايات الكريمة باعتبار ان مذهب اهل البيت عليهم يعتبرون اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله هم علي وفاطمة والحسن والحسين والمعصومين من ذرية الحسين صلوات الله عليهم مع ان الاية الاولى قد وصفت امراة النبي ابراهيم بانها من اهل بيته والاية الرابعة قد خاطب فيها موسى اهله وزوجته كانت معه وفي الآيه الثانية والثالثة والخامسة قد استثنيت امرأة لوط من اهله ولولا انها كانت داخلة لما اخرجها المولى فهذة القرآن يتمسك بها البعض لادخال الزوجة في اهل الرجل توصلا لادخال زوجات النبي في آية التطهير والجواب :ان الاهل اذا اضيف للرجل فقيل اهله فمدلوله اللغوي اقارب الرجل وقد نص على ذلك جملة من اللغويين فيحتاج الى ارادة زوجاته الى قرينة والاستثناء في الآية {فانجيناه واهله الا امراته} منقطع لان الزوجة خارجة موضوعاً عن المستثنى منه كقوله تعالى {فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس}ودليله قوله تعالى {انا ارسلنا عليهم حاصبا الا آل لوط نجيناهم بسحر}فالاية لم تستثن زوجة لوط مع انها لم تكن من الناجين قطعا وهو مؤيد الى ان الزوجة ليست من آلا واهل الرجل اما اهل بيت الرجل فهو مشترك بين امور يحدد المراد منها بواسطة القرينة فاذا اريد بالبيت بيت السكنى فلا شك بدخول زوجاته وكل من يعيله وان لم يكونوا اقاربه كالامة والخادمة وان اريد من اهل بيته اهل بيت النسب فالزوجة غير داخلة ويدخل اقاربه وان اريد باهل بيت الرجل بيت النسب القريب المحددين فحينئذ لن تكون الزوجة مشمولة ولا الاقارب من ذوي النسب البعيد
وعليه فدخول امراة ابراهيم في اهل بيته في قوله تعالى {رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت}من جهة القرينة لانها المخاطبة في الآية وليس باقتضاء نفس اللفظ فلفظ الاهل المضاف الى بيت لو جرد عن كل قرينة فهو ظاهر في اهل بيت النسب القريب وان سلم جدلاً عدم ظهوره فانه سيكون مجملاً والقرينة تحدد المراد ولما كانت اية التطهير محفوفة بالقرائن المتصلة والمنفصلة فهي المعين ومن جملتها ما بينته الآيات من صدور معصية من نسائه هو اجلى قرينة على خروجهم وارادة اهل بيت النسب القريب وهم اهل الكساء ولو كان المراد اهل بيت السكنى فلا بد من الجمع لان زوجات النبي لم يجمعهن مسكن واحد بل مساكن وكان الصحيح انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيوت وليس البيت ثم انه لو كان اهل بيت السكنى لدخلت ام سلمة التي نزلت الآية في بيتها والحال ان النبي قد اخرجها .والاية المباركة صيغت على نحو القضية الخارجية وهي غير قابلة للانطباق الا على ما بينته الروايات الناصة عليهم وقد اخرج النبي ام سلمة بعد ان ظنت دخولها او تظاهرت به لاعلام ان النساء غير داخلين.ينبغي توجيه النظر الى ان البيت المضاف الى الاهل جاء في الآية معرف بال العهدية {الرجس أهل البيت} والصحيح ان يكون المراد بالبيت ليس بيت السكنى ولا بيت النسب القريب او البعيد بل المراد به بيت النبوة
فاهل الكساء هم اهل بيت النبوة وبيت النبوة هو رسول الله صلى الله عليه وآله باعتبار انه الحامل للنبوة وظرفها والبيت ظرف لما حواه فهم باعتبار انهم الحافظين للعلوم النبوية المبينين لها النافين عنها التحريف كانوا اهل بيت النبوة ، ولا شك بخروج النساء وكل الاقارب ما عدا من خصهم النبي بانهم اهل بيت النبوة، وهذا نظير انا مدينة العلم وعلي بابها فان الباب المراد به هنا ماخذ العلم ومنبعه فان عليا عليه السلام هو حافظ علوم النبي فمن اراد علم النبي فعليه بعلي وكذلك البيت في الآية هو البيت النبوي والحافظين المؤدين هم اهله روى في الاحتجاج وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله وأتوا البيوت من أبوابها والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الأنبياء وأبوابها أوصياؤهم.روى في البصائر عن أبي ذر رحمه الله قال: لما أختلف الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أبو ذر: أهل بيت نبيكم هم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.
تعليق