بدت لنا المدينة المنورة تلوح وهي تتألق كاللؤلؤة ، انصبت عليها أشعة الشمس فشعت أضواؤها .. وتجلى المسجد النبوي شامخاً كأنه الألف بين الحروف ..! متميزاً كأنه النجم يهتدى به .! وأنشد الركب المصاحب بصوت رخيم شجي : طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ** ما دعا لله داع فتخفق القلوب ، وتهتز الأرواح ، وتذرف العيون ..وهي تتخايل الركب الكريم يدخل المدينة ، وقد خرجت بكلها تستقبله في حفاوة بالغة ، ودموع الجميع تسبق مشاعرهم ..! ويبتسم لك وجه السماء ، وأنت تدلف إلى شوارع هذه المدينة الخالدة ، في شوق المحب رأى منازل حبيبه بعد طول غياب
بدت لنا المدينة المنورة تلوح وهي تتألق كاللؤلؤة ، انصبت عليها أشعة الشمس فشعت أضواؤها .. وتجلى المسجد النبوي شامخاً كأنه الألف بين الحروف ..!
متميزاً كأنه النجم يهتدى به .!
وأنشد الركب المصاحب بصوت رخيم شجي :
طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ** ما دعا لله داع
فتخفق القلوب ، وتهتز الأرواح ، وتذرف العيون ..وهي تتخايل الركب الكريم يدخل المدينة ، وقد خرجت بكلها تستقبله في حفاوة بالغة ، ودموع الجميع تسبق مشاعرهم ..!
ويبتسم لك وجه السماء ، وأنت تدلف إلى شوارع هذه المدينة الخالدة ، في شوق المحب رأى منازل حبيبه بعد طول غياب ، فكاد عقله أن يطير !!
.
وما أن حططت متاعي في الفندق ، حتى انحدرت كالسيل أتدفق نحو المسجد ، كأنما لا أرى ما أمامي ، أو من أمر بهم ، وجهتي نحو الروضة ، مشدوداً إليها شد المغناطيس ، ودموعي تتحدر وقلبي يخفق ، بشكل غير طبيعي ، وأنا أردد :
لن أبدأ يومي في هذه المدينة ، إلا بعد السلام على الحبيب محمد صلى الله عليه واله وسلم .. واشوقاه !!
وطنت في أذن قلبي مقولة :
نظرة من عين محمد أحب إلي من الدنيا وما فيها !
.
في رحاب المدينة المنورة ، تولدت في القلب شلالات من المعاني ، التي يرق لها القلب ، وتشف معها الروح، أكاد أجزم وأنا أنقل خطوي على أرض طيبة الطيبة .. أن تحت كل حجر شاهد ، وفوق كل ذرة تراب شاهد ..!
هذه سماء عطرت أجواءها أنفاس محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ونوّر سماءها نور وجهه الكريم ، هذه أرض أزهرت وأنارت حين وطأتها تلك الأقدام الشريفة المباركة ، وصحبه الكرام ..
كنت أحس أن كل خلية فيها طربت وانتشت ، وفاخرت النجوم لأنها لامست أقدام محمد وصحبه ، وقبلت قاع تلك الأقدام الكريم !
كنت أسير في شوارعها ولاسيما حول الحرم ، وأنا أتخيل أن قدمي هنا وقعت على قدم رسول الله ، ، وهكذا لا أزال أخطو كأنما أقفو آثار خطاهم ، لعلي أحظى بصحبتهم في الآخرة ، وإن كنت حرمتها في الدنيا !
.
خيل إليّ أن شمس هذا النهار لا ترسل أشعة من حرارة ، بل ترسل شلالاً من سكينة ، يغمر قلبي ، فلا أحس بوهج الحر ، وشدة القيظ ، وزحام الناس ، بل لقد طاب والله لي هذا الزحام الهائل !
أقسم أني نسيت تعب السفر ، وعناء الطريق البري الطويل ، وتجددت نفسيتي ، وانتشى قلبي ، ورفرفت روحي ، ألست في ضيافة مدينة النور هذه ..!
نعم ، هذه المدينة تجعلك تعيش أياماً ثملى بالنور ..!
تعصف بقلبك ذكريات تاريخ مجيد ، تاريخ صنع الحياة ، فكيف لا يصنعك ؟
بل هو تاريخ نوّر الدنيا كلها ، فكيف لا ينوّر قلبك !؟
شعرت أن نسائم الهواء في هذه المدينة الحبيبة ، وهي تداعب وجهي ، كأنما تقبلني ، وتهمس في أذني بأعذب عبارات الترحيب والمحبة !
ولا يزال وجيب قلبي يزداد ، وحنين روحي يتضاعف في كل مرة أهرول إلى المسجد النبوي ، لأعرج للسلام على الحبيب محمد !
.
كان قلبي يمور مور البحر ، بألوان من المعاني يعجز اللسان عن ترجمتها ، والقلم عن اللحاق بها والفكر يجول في آفاقها ، متعجباً من اين جاءت كل هذه النفحات ؟
أحسب أن هذه المدينة تزهو على كل مدن العالم ، أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاش فيها ودفن فيها ، وحق لها أن تتباهى حتى على نجوم السماء !
ولكم ناجيت جبال هذه المدينة ، وأرضها ، وسماها وحجارها :
هنيئا لكم رؤيتكم وجه رسول الله صلى الله عليه واله ..!
ولما وصلت إلى المسجد في أول وصولي ، رأيت الناس يموجون موج البحر ، وأخذت ألتفت في الوجوه ، فإذا هي أشكال وألوان ، جاءوا من كل فج عميق ، كأنهم السواقي تنصب في جدولها الرئيس ! يحملهم الحنين ، والشوق يشدهم ..!
.
كان يخيل إليّ أن صوت التاريخ المشرق يأتي من بعيد ويتردد صداه في قلبي ، بل شعرت كأنما هو ينبعث من بين حجارة هذه المدينة ، ليجدد فيّ العزم ، ويبعث في داخلي الهمة ، بل يملأني بالإشراق والبهجة والنور !
وتارة كنت أشعر أنه يعاتبني على التقاعس ، ويوبخني على التسويف ، ويزجرني على الانحراف مع الهوى ، ويهيب بي أن أخرج مما أنا عليه لأسافر مع الله إلى الله ، وأن أجعل الله سبحانه مني على بال أبداً !
كأن النداء يهمس في غور قلبي بوضوح قائلاً :
واسفاه ! لم يعمر الإيمان شغاف قلوبكم على الوجه المطلوب ، ولذا لم يصبح هم الدين عندكم إلا هماً وراء هموم كثيرة قريبة من قاع الدنيا !
ومن هنا أصبتم في مقتل ، حين قررتم أن تتخلوا عن الله سبحانه ، ومهما قرأتم في بطون الكتب تبقى نفوسكم هي نفوسكم ، ما لم تتفتح قلوبكم لإشراقات الإيمان لتتوهج الروح ، بحرارة معاني السماء ..
علامة هذا التوهج أن تفتح عينك فلا ترى إلا همّ الدين ، يحتل بؤرة شعورك كلها ، منذ ولادة النهار مع نسائم الفجر الأولى ، إلى أن يطوى ثوب الليل بياض النهار . وتتدثر بلحافك ، حتى تهب فزعاً وأنت تسمع ( يا أيها المدثر قم فأنذر ) ..!
ولا تغمض عينيك حتى يكون هم الدين ، هو هاجس أحلامك في منامكم ، ترى في أحلامك ما لا تراه في يقظتك من معاني السماء ، لأن طبيعة النفس ، أن تتفاعل في منامها مع ما يشغلها كلياً في يقظتها ، وربما فتح الله عليها في منامها ، من حيث لا تحتسب ، فيكون ذلك عوناً لها على متاعب النهار !!
حين يكون هم الدين هو قرة العين ، وسرور النفس ، ومنية القلب ، وموضع انشغال الروح ، تكونون نسخاً طبق الأصل عن جيل الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ، وصنع بهم العجائب التي هزت العالم ..!
يوم يكون الواحد منكم على ذلك النحو :
فلا تسأل عن نفسية هذا الإنسان ، وما تقوم في قلبه من مباهج روحية ، تخفف عليه وطأة ما قد يراه ويعانيه ويقاسيه من سفهاء الأحلام ، ، وصغار العقول ، وأحداث الحياة !!
لله در هذه المدينة الخالدة مرت أيام زيارتي لها كأنها حلم جميل مبهج .!
أسأل الله أن يمنحني بركتها بقية عمري ، كما اسأله سبحانه أن ييسر لي العودة إليها المرة بعد المرة ، فإن القلب لا يزال مشوق إلى تلك الديار على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ..
بدت لنا المدينة المنورة تلوح وهي تتألق كاللؤلؤة ، انصبت عليها أشعة الشمس فشعت أضواؤها .. وتجلى المسجد النبوي شامخاً كأنه الألف بين الحروف ..!
متميزاً كأنه النجم يهتدى به .!
وأنشد الركب المصاحب بصوت رخيم شجي :
طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ** ما دعا لله داع
فتخفق القلوب ، وتهتز الأرواح ، وتذرف العيون ..وهي تتخايل الركب الكريم يدخل المدينة ، وقد خرجت بكلها تستقبله في حفاوة بالغة ، ودموع الجميع تسبق مشاعرهم ..!
ويبتسم لك وجه السماء ، وأنت تدلف إلى شوارع هذه المدينة الخالدة ، في شوق المحب رأى منازل حبيبه بعد طول غياب ، فكاد عقله أن يطير !!
.
وما أن حططت متاعي في الفندق ، حتى انحدرت كالسيل أتدفق نحو المسجد ، كأنما لا أرى ما أمامي ، أو من أمر بهم ، وجهتي نحو الروضة ، مشدوداً إليها شد المغناطيس ، ودموعي تتحدر وقلبي يخفق ، بشكل غير طبيعي ، وأنا أردد :
لن أبدأ يومي في هذه المدينة ، إلا بعد السلام على الحبيب محمد صلى الله عليه واله وسلم .. واشوقاه !!
وطنت في أذن قلبي مقولة :
نظرة من عين محمد أحب إلي من الدنيا وما فيها !
.
في رحاب المدينة المنورة ، تولدت في القلب شلالات من المعاني ، التي يرق لها القلب ، وتشف معها الروح، أكاد أجزم وأنا أنقل خطوي على أرض طيبة الطيبة .. أن تحت كل حجر شاهد ، وفوق كل ذرة تراب شاهد ..!
هذه سماء عطرت أجواءها أنفاس محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ونوّر سماءها نور وجهه الكريم ، هذه أرض أزهرت وأنارت حين وطأتها تلك الأقدام الشريفة المباركة ، وصحبه الكرام ..
كنت أحس أن كل خلية فيها طربت وانتشت ، وفاخرت النجوم لأنها لامست أقدام محمد وصحبه ، وقبلت قاع تلك الأقدام الكريم !
كنت أسير في شوارعها ولاسيما حول الحرم ، وأنا أتخيل أن قدمي هنا وقعت على قدم رسول الله ، ، وهكذا لا أزال أخطو كأنما أقفو آثار خطاهم ، لعلي أحظى بصحبتهم في الآخرة ، وإن كنت حرمتها في الدنيا !
.
خيل إليّ أن شمس هذا النهار لا ترسل أشعة من حرارة ، بل ترسل شلالاً من سكينة ، يغمر قلبي ، فلا أحس بوهج الحر ، وشدة القيظ ، وزحام الناس ، بل لقد طاب والله لي هذا الزحام الهائل !
أقسم أني نسيت تعب السفر ، وعناء الطريق البري الطويل ، وتجددت نفسيتي ، وانتشى قلبي ، ورفرفت روحي ، ألست في ضيافة مدينة النور هذه ..!
نعم ، هذه المدينة تجعلك تعيش أياماً ثملى بالنور ..!
تعصف بقلبك ذكريات تاريخ مجيد ، تاريخ صنع الحياة ، فكيف لا يصنعك ؟
بل هو تاريخ نوّر الدنيا كلها ، فكيف لا ينوّر قلبك !؟
شعرت أن نسائم الهواء في هذه المدينة الحبيبة ، وهي تداعب وجهي ، كأنما تقبلني ، وتهمس في أذني بأعذب عبارات الترحيب والمحبة !
ولا يزال وجيب قلبي يزداد ، وحنين روحي يتضاعف في كل مرة أهرول إلى المسجد النبوي ، لأعرج للسلام على الحبيب محمد !
.
كان قلبي يمور مور البحر ، بألوان من المعاني يعجز اللسان عن ترجمتها ، والقلم عن اللحاق بها والفكر يجول في آفاقها ، متعجباً من اين جاءت كل هذه النفحات ؟
أحسب أن هذه المدينة تزهو على كل مدن العالم ، أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاش فيها ودفن فيها ، وحق لها أن تتباهى حتى على نجوم السماء !
ولكم ناجيت جبال هذه المدينة ، وأرضها ، وسماها وحجارها :
هنيئا لكم رؤيتكم وجه رسول الله صلى الله عليه واله ..!
ولما وصلت إلى المسجد في أول وصولي ، رأيت الناس يموجون موج البحر ، وأخذت ألتفت في الوجوه ، فإذا هي أشكال وألوان ، جاءوا من كل فج عميق ، كأنهم السواقي تنصب في جدولها الرئيس ! يحملهم الحنين ، والشوق يشدهم ..!
.
كان يخيل إليّ أن صوت التاريخ المشرق يأتي من بعيد ويتردد صداه في قلبي ، بل شعرت كأنما هو ينبعث من بين حجارة هذه المدينة ، ليجدد فيّ العزم ، ويبعث في داخلي الهمة ، بل يملأني بالإشراق والبهجة والنور !
وتارة كنت أشعر أنه يعاتبني على التقاعس ، ويوبخني على التسويف ، ويزجرني على الانحراف مع الهوى ، ويهيب بي أن أخرج مما أنا عليه لأسافر مع الله إلى الله ، وأن أجعل الله سبحانه مني على بال أبداً !
كأن النداء يهمس في غور قلبي بوضوح قائلاً :
واسفاه ! لم يعمر الإيمان شغاف قلوبكم على الوجه المطلوب ، ولذا لم يصبح هم الدين عندكم إلا هماً وراء هموم كثيرة قريبة من قاع الدنيا !
ومن هنا أصبتم في مقتل ، حين قررتم أن تتخلوا عن الله سبحانه ، ومهما قرأتم في بطون الكتب تبقى نفوسكم هي نفوسكم ، ما لم تتفتح قلوبكم لإشراقات الإيمان لتتوهج الروح ، بحرارة معاني السماء ..
علامة هذا التوهج أن تفتح عينك فلا ترى إلا همّ الدين ، يحتل بؤرة شعورك كلها ، منذ ولادة النهار مع نسائم الفجر الأولى ، إلى أن يطوى ثوب الليل بياض النهار . وتتدثر بلحافك ، حتى تهب فزعاً وأنت تسمع ( يا أيها المدثر قم فأنذر ) ..!
ولا تغمض عينيك حتى يكون هم الدين ، هو هاجس أحلامك في منامكم ، ترى في أحلامك ما لا تراه في يقظتك من معاني السماء ، لأن طبيعة النفس ، أن تتفاعل في منامها مع ما يشغلها كلياً في يقظتها ، وربما فتح الله عليها في منامها ، من حيث لا تحتسب ، فيكون ذلك عوناً لها على متاعب النهار !!
حين يكون هم الدين هو قرة العين ، وسرور النفس ، ومنية القلب ، وموضع انشغال الروح ، تكونون نسخاً طبق الأصل عن جيل الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ، وصنع بهم العجائب التي هزت العالم ..!
يوم يكون الواحد منكم على ذلك النحو :
فلا تسأل عن نفسية هذا الإنسان ، وما تقوم في قلبه من مباهج روحية ، تخفف عليه وطأة ما قد يراه ويعانيه ويقاسيه من سفهاء الأحلام ، ، وصغار العقول ، وأحداث الحياة !!
لله در هذه المدينة الخالدة مرت أيام زيارتي لها كأنها حلم جميل مبهج .!
أسأل الله أن يمنحني بركتها بقية عمري ، كما اسأله سبحانه أن ييسر لي العودة إليها المرة بعد المرة ، فإن القلب لا يزال مشوق إلى تلك الديار على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ..
تعليق