هل غضب فاطمة الزهراء "ع" ومطالبتها كان من اجل فدك ؟
كان كلام رسول الله (ص) عن فاطمة الزهراء كثيرا مايدور حول غضبها وسخطها ورضاها حين يقول : ( من أغضب فاطمة فقد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله (وكأنه - بأبي وروحي - يلمح لأمته بمصيبتها ، وان الامة مبتلية بمصيبتها ، وانها هي (ع) اساس الابتلاء واساس الفرقة ، فكل شي يدور حول مصيبة فاطمة وحق فاطمة ، فاما ان تغضب لغضب فاطمة ، وتغضب على من اغضب فاطمة ، او ان ترضى بغضبها وترضى عن من اغضبوها ، اما ان تتبع الحق او الباطل لايوجد طريق ثالث ، ولهذا النبي كان يكثر من الوصية بها ليقيم الحجة على الناس ، والنبي لاينطق عن الهوى ، كلامه وامره من امر الله سبحانه .
الله يغضب لغضب فاطمة ، فغضبها لايكون الا لحق ، فهل غضبها ومطالبتها كان لقطعة ارض ؟!
هي عالمة انها لاحقة بابيها قريبا فكيف يهمها شيء مرتبط بالدنيا ، حاشاهم ساداتي ان يكون لهم مطمع دنيوي - وان كانت من حقها ، فدك ليست ورث كما ادعوا ، النبي ملّكها لها في حياته ، فلاتعتبر من ورثه اصلا ، هي ملكها ، غير انهم حرموا اهل البيت حتى من الخمس وفيء الغنائم - لكن مع هذا فاطمة الزهراء ظلت تطالب بحقها وغايتها هي ان تفضح وتكشف حقيقة من غصبوا الخلافة ، ليفهم الناس انهم لايستحقوها ، لان اول مافعلوه انهم استولوا على مال الرسول وابنته وآذوها ولم يراعوا وصيته ، فسكوتها وقتها سيكون معناه انها راضية عما يجري ، فكانت مطالبتها تمهيداً لارجاع الخلافة والحق لاهله ، والحفاظ على امة ودين ابيها ..
وتعمدت ان تلقي خطبتها في مسجد النبي (ص) لتذكر الناس ان هذا المنبر وهذا المسجد لابيها ، وتذكرهم بوصاياه التي القاها فيه عليهم ، حين وصاهم بها وبعترته وبإتباع امير المؤمنين ، امير المؤمنين الذي غلقت كل الابواب التي كانت تفتح على هذا المسجد الا بابه ظل مفتوح عليه ، وهذا بامر من الله ورسوله ..
فاطمة الزهراء ماكانت غاضبة على من ظلموها فقط ، وانما كان غضبها على الامة كلها حيث خذلت زوجها وابيها وعترتها ولم تدافع عن الحق ، لذا يقول الرواه انه : [ لما مرضت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصت علي بن أبي طالب ( ع ) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس [
لم يجاهر احد من المسلمين بالبيعة لامير المؤمنين اويرفض بيعة الملعون الا اربعة نفر ، هم من شيعوها وحضروا دفنها ، والى الان لا احد يعلم بموضع قبرها ، وهو دلالة على ان موقف الزهراء وغضبها مستمر الى الان ، والى ان ياذن الله باخذ الثار ورجوع الحق لاهله ..
فحين يسال السائل لماذا كل الاولياء قبورهم معروفة الا قبر الزهراء بنت الرسول مخفي ومجهول ؟ ولماذا لم يصلي الملعونان عليها ؟ ولماذا كانت غاضبة منهما ؟ وصحيح ان الموت حق لكن فاطمة الزهراء ماتت وعمرها ثمانية عشر في ريعان شبابها فماسبب موتها ؟ وهذا سؤال فطري يخطر ببال اي انسان حين يسمع بموت عزيز في سن الشباب ..
كل هذه الاسئلة ستدله على الحق والحقيقة ، وهذه غاية فاطمة الزهراء "ع" فقد ارادت ان تحفظ الرسالة وتخدم الامة حية وميته .