بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس سمعت احد لسلفية يتحدى اتباع أهل البيت على حد زعمة ويدعي انه لا يوجد رد على شبهته !!؟
وشبهته هي : ماهي الحاجة لوجود أئمة يخلفون النبي بعد ان بين رسول الله جميع الأحكام وفصلها تفصيلاً ,فبعد بيان رسول الله صلى الله عليه واله لا حاجة لوجود أئمة معصومين يخلفونه .
أقول : واقعاً يستغرب الإنسان من هكذا شبه ساذجة جدا ,ويعرف من خلالها مدى سطحية ذهن قائلها ,لان أمثال هذه الشبهة موجودة أجوبتها في مصادر اهل السنة انفسهم ,بل موجوده في القران الكريم ,لأنه نفس الدليل الذي اقتضى إرسال الرسل والأنبياء الى العبادة, لكي ينذروا الناس ويبنوا لهم أحكامهم ,هو نفسه الذي يقتضي ان يجعل أئمة معصومين يخلفون الرسول محمد في بيانالأحكام لان الأئمة المعصومين قائمين مقام النبي (صلى الله عليه واله ) في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام .
ثم لو رجعنا الى بقية الديانات السماوية جميعاً فنجد انها كانت تستمد في بقائها على الحركة المستمرة للأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وهم الذين يعطون الديمومة للدين ,فكان لوجودهم اثر بالغ في الحفاظ على استمرارية ما كلفوا به ,ومن بين الرسالات السماوية هي رسالة الخاتم (صلى الله عليه واله) والجميع يعلم أنها اخر الديانات والرسالات الإلهية لبني البشر, فلابد ان تكون رسالة محفوظة الى اخر الحياة البشرية ,وهذا لا يتم الا ان يكون لها امتداد الهي يصونها ويحفظها من كل تحريف وزيف,كما كان بالديانات الأخرى , ومن هنا برزت الحاجة الى وجود خلفاء لرسول الله (صلى الله عليه واله ) معصومون يحفظون الدين من الضياع والانحراف .
فحاجة وجود خلفاء معصومين بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه واله)
موجودة في القران الكريم بدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } الآية / 49 من سورة النساء ، والدليل فيها أن أولي الأمر الواجب طاعتهم يجب أن تكون أوامرهم موافقة لأحكام الله تعالى لتجب لهم هذه الطاعة ولا يتسنى هذا إلا بعصمتهم إذ لو وقع الخطأ منهم لوجب الإنكار عليهم وذلك ينافي أمر الله بالطاعة لهم, وكذلك لو لم تكن هناك ضرورة لخلفاء معصومين بعد النبي واجبي الطاعة فلماذا ذكرهم الله في كتابه واوجب طاعتهم على الجميع .
واذا سلمنا جدلاً بقول المستشكل بانه ماهي الحاجة لوجود خلفاء معصومين بعد النبي مع ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) بين كل شي؟ فأقول لماذا نرى كل هذه الفرق الإسلامية قد تفرقت ,وكلا تدعي انها على حق والأخرى على ضلال, بدليل حديث سوف تفترق امتي الى ثلاث وسبعين فرقة ؟ فالمفروض على كلامه-المستشكل - لامعنى للاختلاف والافتراق باعتبار ان كل شي بين وواضح ؟
أما ما يرد كلام المستشكل من مصادرهم المعتبرة كلاتي :
ورد في صحيح مسلم حديثا عن هداب بن خالد الأزدي يقول حدثنا حماد بن مسلمة عن سماك بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : " لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة " ثم قال كلمة لم افهمها فقلت لأبي ما قال (ماذا قال، نخ) فقال : كلهم من قريش )
أقول :ان الصادق الأمين يتكلم عن خلفاء له اثنا عشر خليفة ؟والإسلام يكون بهم عزيزا منيعاً , فاذا لم تكن هناك حاجة اليهم فلماذا تكلم بهم رسول الله وهو لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .
وكذلك ما روى صاحب منتخب كنز العمال : ( المطبوع بهامش مسند احمد صفحة 312 جزء 5 ) : يقول ( يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرهم من خذلهم كلهم من قريش " أخرجه عن الطبراني في الكبير عن جابر بن سمرة .
و في منتخب كنز العمال ( صفحة 312 جزء 5 )
" يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل ، أخرجه عن احمد ، و الطبراني في الكبير ، و الحاكم في المستدرك.
فرسول الله يعطي مواصفات خلفائه الاثنا عشر وانهم كنقباء بني إسرائيل ولا يخفى دور نقباء بني إسرائيل وأهمية وجودهم آنذاك .
وروى الحاكم في مستدركة وغيره من علماء أهل السنة ايضا
هذه الرواية عن رسول الله انه قال ( النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي ) و حديث ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ) - ذكر في الصواعق أن الحاكم صححه على شرط الشيخين
فنستنتج ان ضرورة وجود أهل البيت عليهم السلام بعد النبي لانهم امان من الاختلاف والضلال الذي وعد النبي به كل من لم يتمسك بهم ,بدليل حديث الثقلين ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )
وفي الختام نحمد الله الذي جعلنا ممتثلين لرسول الله في اتباعنا وتمسكنا بخلفاء النبي المعصومين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
تعليق