السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************
بين الفترة والاُخرى كانت تصدر من الزهراء (عليها السلام) كرامات ومعاجز تدلّ على عظمتها ومدى قداستها وعلوّ شأنها عند الله تعالى.
ومنها: ما روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أصبح علي(عليه السلام) ذات يوم فقال: «يا فاطمة عندك شيء تغذينيه؟».
قالت: «لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصية، ما أصبح اليوم عندي شيء اُغذيكاه، وما كان عندي شيء منذ يومين إلاّ شيء كنت اُوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين».
فقال علي (عليه السلام): «يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً؟
فقالت: «يا أبا الحسن، إني لأستحيي من إلهي أن تكلّف نفسك ما لا تقدر عليه».
فخرج علي(عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقاً بالله وحسن الظنّ به عزّوجلّ فاستقرض ديناراً فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم، فعرض لـه المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته.
فلمّا رآه علي (عليه السلام) أنكر شأنه، فقال: «يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك»؟
فقال: يا أبا الحسن (عليه السلام) خلّ سبيلي ولا تسألني عمّا ورائي.
قال: «يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك».
فقال: يا أبا الحسن رغبت إلى الله وإليك أن تخلّي سبيلي ولا تكشفني عن حالي.
فقال: «يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك».
فقال: يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلاّ الجهد وقد تركت عيالي جياعاً، فلمّا سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموماً راكباً رأسي هذه حالي وقصتي.
فانهملت عينا علي(عليه السلام) بالبكاء حتى بلّت دمعته لحيته، فقال له: «أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلاّ الذي أزعجك، وقد اقترضت ديناراً فهاكه، فقد آثرتك على نفسي». فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل المسجد فصلّى الظهر والعصر والمغرب، فلمّا قضى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)المغرب مرّ بعلي(عليه السلام) وهو في الصف الأول فغمزه برجله، فقام علي(عليه السلام) فلحقه في باب المسجد فسلّم عليه فردّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: «يا أبا الحسن! هل عندك عشاء تعشّيناه فنميل معك». فمكث مطرقاً لا يحير جواباً حياءً من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد عرف(صلى الله عليه وآله وسلم)ما كان من أمر الدينار ومن أين أخذه وأين وجّهه بوحي من الله إلى نبيه وأمره أن يتعشّى عند علي عليه السلام تلك الليلة، فلمّا نظر إلى سكوته قال: «يا أبا الحسن ما لك لا تقول لا فأنصرف أو تقول نعم فأمضي معك»؟
فقال حياءً وتكرّماً: «فاذهب بنا».
فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بيد علي(عليه السلام) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة (عليها السلام) وهي في مصلاّها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة تفور دخاناً فلمّا سمعت كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)خرجت من مصلاّها فسلّمت عليه وكانت أعزّ الناس عليه فردّ السلام ومسح بيده على رأسها وقال لها: «يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله»؟
قالت: «بخير».
قال: «عشّينا رحمك الله وقد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي (عليه السلام)، فلمّا نظر علي (عليه السلام) إلى الطعام وشمّ ريحه رمى فاطمة (عليها السلام) ببصره رمياً شحيحاً...
قال: فنظرت إلى السماء، فقالت: «إلهي يعلم ما في سمائه وأرضه أنّي لم أقل إلاّ حقاً».
فقال لها: «يا فاطمة أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكل أطيب منه»؟
قال: فوضع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كفّه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها ثم قال: «يا علي هذا بدل عن دينارك، هذا جزاء دينارك من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب».
ثم استعبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)باكياً ثم قال: «الحمد لله الذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران
**********************
بين الفترة والاُخرى كانت تصدر من الزهراء (عليها السلام) كرامات ومعاجز تدلّ على عظمتها ومدى قداستها وعلوّ شأنها عند الله تعالى.
ومنها: ما روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أصبح علي(عليه السلام) ذات يوم فقال: «يا فاطمة عندك شيء تغذينيه؟».
قالت: «لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصية، ما أصبح اليوم عندي شيء اُغذيكاه، وما كان عندي شيء منذ يومين إلاّ شيء كنت اُوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين».
فقال علي (عليه السلام): «يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً؟
فقالت: «يا أبا الحسن، إني لأستحيي من إلهي أن تكلّف نفسك ما لا تقدر عليه».
فخرج علي(عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقاً بالله وحسن الظنّ به عزّوجلّ فاستقرض ديناراً فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم، فعرض لـه المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته.
فلمّا رآه علي (عليه السلام) أنكر شأنه، فقال: «يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك»؟
فقال: يا أبا الحسن (عليه السلام) خلّ سبيلي ولا تسألني عمّا ورائي.
قال: «يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك».
فقال: يا أبا الحسن رغبت إلى الله وإليك أن تخلّي سبيلي ولا تكشفني عن حالي.
فقال: «يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك».
فقال: يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلاّ الجهد وقد تركت عيالي جياعاً، فلمّا سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموماً راكباً رأسي هذه حالي وقصتي.
فانهملت عينا علي(عليه السلام) بالبكاء حتى بلّت دمعته لحيته، فقال له: «أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلاّ الذي أزعجك، وقد اقترضت ديناراً فهاكه، فقد آثرتك على نفسي». فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل المسجد فصلّى الظهر والعصر والمغرب، فلمّا قضى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)المغرب مرّ بعلي(عليه السلام) وهو في الصف الأول فغمزه برجله، فقام علي(عليه السلام) فلحقه في باب المسجد فسلّم عليه فردّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: «يا أبا الحسن! هل عندك عشاء تعشّيناه فنميل معك». فمكث مطرقاً لا يحير جواباً حياءً من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد عرف(صلى الله عليه وآله وسلم)ما كان من أمر الدينار ومن أين أخذه وأين وجّهه بوحي من الله إلى نبيه وأمره أن يتعشّى عند علي عليه السلام تلك الليلة، فلمّا نظر إلى سكوته قال: «يا أبا الحسن ما لك لا تقول لا فأنصرف أو تقول نعم فأمضي معك»؟
فقال حياءً وتكرّماً: «فاذهب بنا».
فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بيد علي(عليه السلام) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة (عليها السلام) وهي في مصلاّها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة تفور دخاناً فلمّا سمعت كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)خرجت من مصلاّها فسلّمت عليه وكانت أعزّ الناس عليه فردّ السلام ومسح بيده على رأسها وقال لها: «يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله»؟
قالت: «بخير».
قال: «عشّينا رحمك الله وقد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي (عليه السلام)، فلمّا نظر علي (عليه السلام) إلى الطعام وشمّ ريحه رمى فاطمة (عليها السلام) ببصره رمياً شحيحاً...
قال: فنظرت إلى السماء، فقالت: «إلهي يعلم ما في سمائه وأرضه أنّي لم أقل إلاّ حقاً».
فقال لها: «يا فاطمة أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكل أطيب منه»؟
قال: فوضع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كفّه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها ثم قال: «يا علي هذا بدل عن دينارك، هذا جزاء دينارك من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب».
ثم استعبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)باكياً ثم قال: «الحمد لله الذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران