ذكر لبعض الآيات أكثر من سبب نزول واحد كما في سورة البقرة الآيات: 190، و 204، و 232، و 267 [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج2، ص 17 ؛ ج2، ص 67 ؛ ج2، ص: 171 ؛ ج2، ص 308]. ومن المعروف أن سبب النزول أو شأن النزول لا يضيّق مفهوم الآية ويحدّده بنفس السبب فقط.
أمّا في خصوص تكرار نزول بعض الآيات فقد اختلفت كلمات المفسّرين والباحثين، فمنهم من صرّح بالتكرار واستدلّ على كلامه بنزول بعض الآيات، وهناك طائفة أخرى من الباحثين أنكروا النزول المكرّر واعتبروه تحصيل حاصل لا معنى له.
ولكن من الضروري الاشارة الى الموقف الذي رسمه بعض المفسرين للتعامل مع الروايات التي تشير إلى أكثر من سبب نزول، وهذا المنهج يتمثل في الخطوات التالية:
1- إذا كانت إحدى الروايتين صحيحة والأخرى غير صحيحة- اعتمدنا على الصحيحة، وردّت غير الصحيحة.
2- إذا كانت كلتاهما صحيحتين ولإحداهما مرجّح، اعتمدنا في بيان السبب على الراجحة دون المرجوحة.
3- إذا استوت الروايتان في الصحة، ولا مرجّح لإحداهما على الأخرى، وأمكن الأخذ بهما معاً لتقارب زمنيهما، أخذنا بهما معاً وحكمنا بنزول الآية عقب حصول السببين كليهما.
4- إذا استوت الروايتان في الصحة ولا مرجّح، ولا يمكن الأخذ بهما معاً، حكمنا بنزول الآية عقب كل سبب منهما. أي: بتكرار نزولها.
[انظر: البرهان للزركشي: 1/ 29. 30. 31. والإتقان للسيوطي: 1/ 32]
تعليق