بسم الله الرحمن الرحيم
وأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بأنّ الإمام عليّاً «عليه السلام» باب مدينة علمه فقال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب».
وأخرج هذا الحديث الشريف من علماء أهل السنة جماعة منهم الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين بسنده إلى ابن عبّاس قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب» 5.
وفيه يشبّه النبي «صلى الله عليه وآله» علمه بالمدينة، ثم يحصر طريق الدخول إليها بباب واحد وهو أمير المؤمنين «عليه السلام»، ومعنى هذا أنّ جميع مسائل الدين من أحكام شرعية ومسائل عقائدية وأخلاقية وتوجيهات دينية، يلزم أخذها من طريق الإمام علي «عليه السلام»، لتطابقها مع الواقع وكونها مصونة من الخطأ والاشتباه، وإن أخذت من غير طريقه «عليه السلام» فإن احتمال الخطأ والاشتباه فيها واردٌ جدّاً.
وتوجيه النبي «صلى الله عليه وآله» الأمّة في هذا الحديث الشريف إلى أخذ تعاليم الشريعة من طريق الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» على هذا النحو المطلق وبدون قيد أو شرط؛ فيه دلالة على عصمته «عليه السلام»، لأنّه «صلى الله عليه وآله» إنّما جعله الطريق الوحيد لأخذ تعاليم الشريعة لكونه معصوماً من الذنب والخطأ والاشتباه والسهو والنسيان وذلك لضمان أخذ تعاليم الشريعة وأحكامها كما نزلت عليه «صلى الله عليه وآله» من عند ربّه.
ومن الأخبار الدالة على أنّ أمير المؤمنين «عليه السلام» تلقى من النبي «صلى الله عليه وآله» طوال حياته علوماً كثيرة ما عن الإمام الباقر «عليه السلام» أنّه قال: «سئل علي «عليه السلام» عن علم النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: علم النبي علم جميع النبيين، وعلم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة، ثم قال: والذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبي «صلى الله عليه وآله» وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة» 6.
وما عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «إنّ الله تعالى علّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» القرآن وعلّمه شيئاً سوى ذلك، فما علّم الله رسوله فقد علّم رسوله «صلى الله عليه وآله» عليّاً «عليه السلام»» 7.
وعنه «عليه السلام»: «إن الله تبارك وتعالى علّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» الحلال والحرام والتأويل فعلّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» عليّاً كلّه» 8.
المصادر
1. الخصال، صفحة 648 - 649.
2. الخصال، صفحة 648.
3. الخصال، صفحة 651.
4. الكافي 1/293، بصائر الدرجات، صفحة 489.
5. المستدرك على الصحيحين 3/13، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
6. بصائر الدّرجات، صفحة 131.
7. بصائر الدّرجات، صفحة 310.
8. بصائر الدّرجات، صفحة 311.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الإمام أبي جعفر «عليه السلام» قال: «إنّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» علّم عليّاً ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، والألف حرف يفتح ألف حرف» 1.
محتويات [عرض]
في هذا الحديث الشريف دلالة على أنّ النبي «صلى الله عليه وآله» قد خصّ الإمام عليّاً «عليه السلام» بعلوم ومعارف لم يخص بها أحداً غيره، بل ظاهر الحديث يدل على أنّه «صلى الله عليه وآله» علّمه أصول وأسس الكثير من العلوم، وجعل بيده مفاتيحها بحيث أنّه يستطيع بهذه الأصول والأسس والمفاتيح أن يعلم الكثير من العلوم والمعارف، ويتوصل إلى معرفة الكثير من الحقائق، ولقد دلّت الرّوايات على أنّ هذه الحادثة كانت في آخر أيّام حياة النبي «صلى الله عليه وآله»، بل في مرضه الأخير الذي توفي منه، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» حين دفن فاطمة «عليها السلام» - في حديث طويل - قال لهما: «وأمّا إكبابي عليه فإنّه علمني ألف حرف، الحرف يفتح ألف حرف فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله «صلى الله عليه وآله»» 2.
وعن الإمام الباقر «عليه السلام» أنّه قال: «قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مرضه الّذي توفي فيه: ادعوا لي خليلي، فأرسلت عائشة وحفصة إلى أبويهما، فلمّا جاءا غطّى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجهه، فانصرفا فكشف رأسه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثم قال: ادعوا لي خليلي، فأرسلت حفصة إلى أبيها وعائشة إلى أبيها فلمّا جاءا غطّى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجهه فانطلقا، وقالا: ما نرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أرادنا، قالتا: أجل إنّما قال: ادعوا لي خليلي - أو قال حبيبي - فرجونا أن تكونا أنتما، فجاءه أمير المؤمنين «عليه السلام» وألزق رسول الله «صلى الله عليه وآله» صدره بصدره وأومأ إلى أذنه فحدّثه بألف حديث لكل حديث ألف باب» 3.
كما دلّت الرّوايات على أنّ ذلك كان بأمر إلهي، فعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «سمعته يقول فلمّا قضى محمد «صلى الله عليه وآله» نبوته واستكملت أيّامه، أوحى الله إليه؛ يا محمد قد قضيت نبوّتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والأيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوّة في أهل بيتك، عند علي ابن أبي طالب «عليه السلام»، فإني لم أقطع علم النبوّة من العقب من ذرّيتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء» 4.
الإمام علي باب مدينة علم رسول اللهعن الإمام أبي جعفر «عليه السلام» قال: «إنّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» علّم عليّاً ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، والألف حرف يفتح ألف حرف» 1.
محتويات [عرض]
في هذا الحديث الشريف دلالة على أنّ النبي «صلى الله عليه وآله» قد خصّ الإمام عليّاً «عليه السلام» بعلوم ومعارف لم يخص بها أحداً غيره، بل ظاهر الحديث يدل على أنّه «صلى الله عليه وآله» علّمه أصول وأسس الكثير من العلوم، وجعل بيده مفاتيحها بحيث أنّه يستطيع بهذه الأصول والأسس والمفاتيح أن يعلم الكثير من العلوم والمعارف، ويتوصل إلى معرفة الكثير من الحقائق، ولقد دلّت الرّوايات على أنّ هذه الحادثة كانت في آخر أيّام حياة النبي «صلى الله عليه وآله»، بل في مرضه الأخير الذي توفي منه، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» حين دفن فاطمة «عليها السلام» - في حديث طويل - قال لهما: «وأمّا إكبابي عليه فإنّه علمني ألف حرف، الحرف يفتح ألف حرف فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله «صلى الله عليه وآله»» 2.
وعن الإمام الباقر «عليه السلام» أنّه قال: «قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مرضه الّذي توفي فيه: ادعوا لي خليلي، فأرسلت عائشة وحفصة إلى أبويهما، فلمّا جاءا غطّى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجهه، فانصرفا فكشف رأسه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثم قال: ادعوا لي خليلي، فأرسلت حفصة إلى أبيها وعائشة إلى أبيها فلمّا جاءا غطّى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجهه فانطلقا، وقالا: ما نرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أرادنا، قالتا: أجل إنّما قال: ادعوا لي خليلي - أو قال حبيبي - فرجونا أن تكونا أنتما، فجاءه أمير المؤمنين «عليه السلام» وألزق رسول الله «صلى الله عليه وآله» صدره بصدره وأومأ إلى أذنه فحدّثه بألف حديث لكل حديث ألف باب» 3.
كما دلّت الرّوايات على أنّ ذلك كان بأمر إلهي، فعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «سمعته يقول فلمّا قضى محمد «صلى الله عليه وآله» نبوته واستكملت أيّامه، أوحى الله إليه؛ يا محمد قد قضيت نبوّتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والأيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوّة في أهل بيتك، عند علي ابن أبي طالب «عليه السلام»، فإني لم أقطع علم النبوّة من العقب من ذرّيتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء» 4.
وأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بأنّ الإمام عليّاً «عليه السلام» باب مدينة علمه فقال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب».
وأخرج هذا الحديث الشريف من علماء أهل السنة جماعة منهم الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين بسنده إلى ابن عبّاس قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب» 5.
وفيه يشبّه النبي «صلى الله عليه وآله» علمه بالمدينة، ثم يحصر طريق الدخول إليها بباب واحد وهو أمير المؤمنين «عليه السلام»، ومعنى هذا أنّ جميع مسائل الدين من أحكام شرعية ومسائل عقائدية وأخلاقية وتوجيهات دينية، يلزم أخذها من طريق الإمام علي «عليه السلام»، لتطابقها مع الواقع وكونها مصونة من الخطأ والاشتباه، وإن أخذت من غير طريقه «عليه السلام» فإن احتمال الخطأ والاشتباه فيها واردٌ جدّاً.
وتوجيه النبي «صلى الله عليه وآله» الأمّة في هذا الحديث الشريف إلى أخذ تعاليم الشريعة من طريق الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» على هذا النحو المطلق وبدون قيد أو شرط؛ فيه دلالة على عصمته «عليه السلام»، لأنّه «صلى الله عليه وآله» إنّما جعله الطريق الوحيد لأخذ تعاليم الشريعة لكونه معصوماً من الذنب والخطأ والاشتباه والسهو والنسيان وذلك لضمان أخذ تعاليم الشريعة وأحكامها كما نزلت عليه «صلى الله عليه وآله» من عند ربّه.
ومن الأخبار الدالة على أنّ أمير المؤمنين «عليه السلام» تلقى من النبي «صلى الله عليه وآله» طوال حياته علوماً كثيرة ما عن الإمام الباقر «عليه السلام» أنّه قال: «سئل علي «عليه السلام» عن علم النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: علم النبي علم جميع النبيين، وعلم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة، ثم قال: والذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبي «صلى الله عليه وآله» وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة» 6.
وما عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «إنّ الله تعالى علّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» القرآن وعلّمه شيئاً سوى ذلك، فما علّم الله رسوله فقد علّم رسوله «صلى الله عليه وآله» عليّاً «عليه السلام»» 7.
وعنه «عليه السلام»: «إن الله تبارك وتعالى علّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» الحلال والحرام والتأويل فعلّم رسول الله «صلى الله عليه وآله» عليّاً كلّه» 8.
المصادر
1. الخصال، صفحة 648 - 649.
2. الخصال، صفحة 648.
3. الخصال، صفحة 651.
4. الكافي 1/293، بصائر الدرجات، صفحة 489.
5. المستدرك على الصحيحين 3/13، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
6. بصائر الدّرجات، صفحة 131.
7. بصائر الدّرجات، صفحة 310.
8. بصائر الدّرجات، صفحة 311.
تعليق