• سُئل الإمام الحسين عليه السلام عن قول الناس في الأذان أنّ السبب فيه رؤيا رآها عبدالله ابن زيد فأخبر بها النبيَّ صلّى الله عليه وآله فأمر بالأذان! فقال الحسين عليه السلام:
ـ «الوحيُ يتنزّل على نبيّكم، وتزعمون أنّه أخذ الأذانَ عن عبدالله بن زيد، والأذانُ وجهُ دِينكم!» ثمّ قال:
ـ «بل سمعت أبي عليَّ بن أبي طالبٍ عليه السلام يقول: أهبَطَ الله عزّوجلّ مَلَكاً حتّى عَرَج برسول الله صلّى الله عليه وآله..» (وذكر عليه السلام حديث الإسراء بطوله، إلى أن قال): «فبَعثَ اللهُ مَلَكاً لم يُرَ في السماء قبل ذلك الوقت ولا بعدَه، فأذّن مَثنىً وأقام مثنى» (وذكر كيفيّة الأذان، وأنّ جبرائيل عليه السلام قال للنبيّ صلّى الله عليه وآله بعد ذلك يا محمّد أذِّنْ للصلاة»، وفي روايةٍ أخرى: «يا محمّد، هكذا أذانُ الصلاة» (دعائم الإسلام للنعمان بن محمّد التميمي المغربي 142:1، مستدرك الوسائل للميرزا النوري 17:4 / ح 4061 و 4062، الجعفريّات لابن الأشعث الكوفي:42).
• وروى الإمام الحسين سلام الله عليه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله استحباب القنوت في كلّ صلاة، وقال: «رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يَقنُت في صلاته كلِّها، وأنا يومئذٍ ابنُ ستّ سنين» (مستدرك الوسائل 396:4 / ح 5، غوالي اللآلي لابن أبي جمهور 219:2 / ح 17 ـ روي ذلك عن الإمام الحسن عليه السلام أيضاً).
• وعنه صلوات الله عليه رُويت صلاةٌ في المهمّات: «تصلّي أربعَ ركعاتٍ تُحسن قُنوتَهنّ وأركانهنّ: تقرأ في الأولى الحمدَ مرّةً، و «حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ» [ آل عمران:103] سبعَ مرّات، وفي الثانية الحمدَ مرّة، وقولَه: «ما شاءَ اللهُ لا قُوّةَ إلاّ باللهِ إنْ تَرَنِ أنَا أَقَلَّ مِنكَ مالاً ووَلَداً» [الكهف:39] سبع مرّات، وفي الثالثة الحمدَ مرّة، وقولَه: «لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَك إنّي كنتُ مِنَ الظالمين» [الأنبياء:87] سبع مرّات، وفي الرابعة الحمدَ مرّة، و «وأُفوّضُ أمري إلَى اللهِ إنَّ اللهَ بصيرٌ بالعباد» سبع مرّات، ثمّ تسأل حاجتك» (مكارم الأخلاق لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي: 349، وسائل الشيعة للحرّ العاملي 245:5 / ح 1، بحار الأنوار للشيخ المجلسي 358:91 / ح 19).
• وسُئل عليه السلام يوماً: لِمَ افترض الله عزّوجلّ على عبيده الصوم ؟ فقال: «لِيجَدَ الغنيُّ مَسَّ الجوع، فيعودَ بالفضل على المساكين» (مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 68:4).
• وروى عليه السلام قائلاً: «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يبتدئ طعامَه ـ إذا كان صائماً ـ بالتمر» (مكارم الأخلاق:175، مستدرك الوسائل 380:16 / ح 20254).
• وعنه عليه السلام أنّه قال: «إنّما الصدقةُ الطيّبة صدقةُ الذي عَرِق فيها جبينُه، واغْبَرّ فيها وجهُه» (دعائم الإسلام 329:2 / ح 1244).
• وكان عليه السلام يمشي إلى الحجّ ودابّتُه تُقاد وراءه. وقد حجّ خمساً وعشرين حَجّةً ماشياً ونجائبُه تُقاد معه وهو ماشٍ على القَدَم. (من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 219:2 / ح 2219، وسائل الشيعة للحرّ العاملي 59:8 / ح 9، المحاسن للبرقي:146 / ح 204، كشف الغمة في معرفة الأئمّة للإربلّي 23:2، المعجم الكبير للطبراني 115:3 / ح 2844، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي الشافعي 201:9).
• وروى المتقي الهندي ـ من علماء أهل السنّة ـ في كتابه (كنز العمّال 85:3 / ح 5614) أنّ الحسين بن عليٍّ عليهما السلام قال: «لا ينبغي لنفسٍ مؤمنةٍ ترى مَن يعصي اللهَ فلا تُنكِر عليه».
• وسُئل الإمام الحسين صلوات الله عليه عن الجهاد: سُنّةٌ أو فرض ؟ فأجاب قائلاً:
ـ «الجهاد على أربعة أوجُه: فجهادانِ فرض، وجهاد سنّة لا يُقام إلاّ مع فرض، وجهاد سُنّة.
فأمّا أحد الفرضَين: فجهادُ الرجل نفسَه عن معاصي الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدةُ الذين يَلُونكم من الكفّار فرض.
وأمّا الجهاد الذي هو سُنّةٌ لا يُقام إلاّ مع فرض، فإنّ مجاهدة العدوّ فرضٌ على جميع الأمّة، لو تركوا الجهادَ لأتاهمُ العذاب، وهذا هو من عذاب الأمّة، وهو سنّة على الإمام، وحَدُّه أن يأتيَ العدوَّ مع الأمّة فيجاهدَهم.
وأمّا الجهاد الذي هو سنّة، فكلُّ سُنّةٍ أقامها الرجلُ وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها، فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال؛ لأنّها إحياءُ سنّة، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن سَنَّ سُنّةً حَسَنةً فله أجرُها وأجرُ مَن عَمِل بها إلى يوم القيامة، مِن غير أن ينقص من أجورهم شيئاً» (تحف العقول عن آل الرسول لابن شعبة الحرّاني:173).
تلك كانت شذراتٍ نورانيّةً حسينيّة، ترشد إلى الخير والفضيلة والعمل الصالح، وتُثبت لأهل البيت عليهم السلام إرثاً علميّاً هو أحد أدلّة إمامتهم وأفضليّتهم وأحقّيّتهم بهداية الناس والأخذ بهم إلى الطريق المستقيم والنهج القويم، ووضعهم على المحجّة البيضاء.
شبكة الامام الرضا عليه السلام