اللهم صل على محمد وآل محمد
إن تشريع الصلاة تشريع قديم، وذلك قدم تاريخ الأنبياء (عليهم السلام) فهي صلة الوصل الثابتة بينهم وبين الله تعالى على اختلاف كيفية أدائها، ومن الشواهد على ذلك هو أن الله تعالى عندما أمر موسى (عليه السلام) للعمل التبليغي، مقارعة لفرعون وتخليصا لبني إسرائيل، قال له: ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ ، حيث جعل الصلاة مقدمة لإقامة ذكر الله عز وجل، وكذلك ما ورد على لسان ابراهيم (عليه السلام) : ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة﴾ ، ومنها ما ورد عن اسماعيل (عليه السلام) : ﴿وكان يأمر أهله بالصلاة﴾ ، ومنها ما ورد عن عيسى (عليه السلام) : ﴿وأوصاني بالصلاة﴾ ومنها الوصية لبني إسرائيل عموما: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ ومن المعلوم أن ما بدئ زرعه في أو ل الرسالات السابقة، سيتم حصاده في ختام الرسالات أيضا، أي عندما يورث الله تعالى الأرض للصالحين في زمان الظهور، فإن ثمرة التمكين في الأرض هي إقامة الصلاة أيضا كما يفهم من قوله تعالى : ﴿الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة﴾ ، فأول منهج للحاكم الإسلامي قبل باقي الأمور، هي إقامة الصلاة ـ طبعا ـ بمعناها الجامع.
------------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي