ابن القيم يعترف بعدم أخذ العقائد والاحكام من عائشة اذا تأولت .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ليس من العجيب ان يغالي بعض الناس في عائشة بنت ابي بكر بامر ما بعدما قرأنا ما هو الاعجب من ذلك وهو تمسح وتبرك بعض الناس - الصحابة والتابعين - ببعر الجمل الذي ركبته عائشة !!!
وغالوا فيها حتى جعلوها اكمل نساء عصرها في الاخلاق والعلم !!!
بل من كثرة المغالاة فيها جعلوها اعلم اهل زمانها اطلاقا من الرجال والنساء !! ومن النصوص التي تدل على ذلك هي :
*** عن أبي موسى الأشعري قال : ( ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط ، فسأَلنا عائشةَ إلا وجَدنا عندها منه عِلمًا ) - 1 -
*** عن مسروقٍ أنه قيل له : هل كانت عائشةُ تُحسن الفرائض (المواريث) ؟ قال : ( والله ، لقد رأيتُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابرَ يَسألونها عن الفرائض ) - 2 -
*** قال الزهريُّ : ( لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه ، وعلمِ جميع النساء ، لكان علمُ عائشة أفضل ) - 3 -
*** قال عطاءُ بن أبي رباح : ( كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسنَ الناس رأيًا في العامة ) - 4 -
*** قال الذهبيُّ : ( روت عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه ) - 5 -
وقال أيضًا : ( أفقه نساء الأمة على الإطلاق ) - 6 -
وقال : ( لا أعلم في أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقًا - امرأةً أعلمَ منها ) - 7 -
*** قال الحافظ ابن حجر : ( ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولها نحوُ ثمانيةَ عشَر عامًا ، وقد حفِظَت عنه شيئًا كثيرًا ، وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة ، فأكثرَ الناسُ الأخذَ عنها ، ونقَلوا عنها من الأحكام والآداب شيئًا كثيرًا حتى قيل : إنَّ ربع الأحكام الشرعيَّة منقولةٌ عنها رضي الله عنها ) - 8 -
*** قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : ( ما رأيت أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إنِ احتِيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلَت ، ولا فريضة مِن عائشة ) - 9 -
اقول : يمكن الرد على هذه الاقوال المتقدمة من نفس كلام عائشة التي صرحت بكل وضوح بان اعلم الناس بعد النبي محمد (ص) هو الامام علي (ع) ، بالاضافة الى تصريح اكثر الصحابة بعلم علي (ع) كتصريح ابن عباس بان الامام علي (ع) له تسعة اعشار العلم وشارك الناس في العشر العاشر ايضا .
ولكن هناك رد جديد من نفس كلام علماء اهل السنة والجماعة بخصوص علم عائشة ، وهو كالتالي :
قال ابن القيم الجوزية : ( وأما قولها - رضي الله عنها - : ( كَانَ نَهَى ثُمَّ أَمَرَنَا بِزِيَارَتِهَا ) فيُجاب عنه من وجهَين أيضًا :
الأول :
أنَّ هذا تأويلٌ واجتهادٌ من أُمِّ المؤمنين - رضي الله عنها - ، فهي تأولت ما تأوَّل غيرُها من دخول النساء ، والحُجَّة في قول المعصوم لا في تأويل الراوي ، وتأويله إنما يكون مقبولاً حيث لا يُعارِضه ما هو أقوى منه ، وهذا قد عارضه أحاديث المنع ) - 10 -
اقول : ان كلام ابن القيم الجوزية واضح في ان عائشة لو تأولت في الاحكام الشرعية او المسائل العقائدية فلا يؤخذ بتاويلها ، وسؤالنا لعلماء اهل السنة والجماعة : من اين علمتم في كل حكم شرعي او عقائدي قالته عائشة انها لم تتأول فيه ؟؟؟ فان اجابوا بعلمهم بوجود نص نذهب الى النص ونترك كلام عائشة ، وان اجابوا بعدم علمهم بذلك (الشك) فيبقى كلام عائشة ليس بحجة لاحتمال خطئها واشتباهها مع احتمال وجود نص لم يصل اليها واليكم في ذلك ، فلا يكون كلامها حجة ايضا ؟؟؟ اذا من اين اخذتم ثلث الدين او ربعه حينئذ ؟؟؟ وهل اخذكم له منها صحيح بعد ما تقدم ؟؟؟
***************************
الهوامش :
1 - الحديث صحيح : رواه الترمذي (3818) وقال : حسنٌ صحيح غريب *** وصححه الألباني في صحيح المشكاة (6185).
2 - رواه الحاكم ، ج 4 ، ص 13 *** ومالكٌ في الموطأ ، ج 1 ، ص 92 ، ح 41 *** والدارمي ، ح 2859 وصحَّحه محقِّقه وحُسين أسد *** وابن أبي شيبة ، ج 11 ، ص 334 .
3 - موطأ مالك ، ج 1 ، ص 45 *** ومسند ابن راهويه ، ج 2 ، ص 26 .
4 - رواه الحاكم ، ج 4 ، ص 15 *** ومالك في الموطأ ، ج 1 ، ص 92 *** والذهبي ، في تاريخ الإسلام ، ج 4 ، ص 347 .
5 - سير أعلام النبلاء ، ج 2 ، ص 135 .
6 - المصدر السابق .
7 - المصدر السابق .
8 - فتح الباري ، ج 7 ، ص 107 .
9 - رواه ابن أبي شيبة ، في كتاب الأدب ، ج 1 ، ص 485 ، ح 395 *** والطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 2 ، ص 375 .
10 - ابن القيِّم ، في كتابه تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته ، ج 9 ، ص 45 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
ليس من العجيب ان يغالي بعض الناس في عائشة بنت ابي بكر بامر ما بعدما قرأنا ما هو الاعجب من ذلك وهو تمسح وتبرك بعض الناس - الصحابة والتابعين - ببعر الجمل الذي ركبته عائشة !!!
وغالوا فيها حتى جعلوها اكمل نساء عصرها في الاخلاق والعلم !!!
بل من كثرة المغالاة فيها جعلوها اعلم اهل زمانها اطلاقا من الرجال والنساء !! ومن النصوص التي تدل على ذلك هي :
*** عن أبي موسى الأشعري قال : ( ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط ، فسأَلنا عائشةَ إلا وجَدنا عندها منه عِلمًا ) - 1 -
*** عن مسروقٍ أنه قيل له : هل كانت عائشةُ تُحسن الفرائض (المواريث) ؟ قال : ( والله ، لقد رأيتُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابرَ يَسألونها عن الفرائض ) - 2 -
*** قال الزهريُّ : ( لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه ، وعلمِ جميع النساء ، لكان علمُ عائشة أفضل ) - 3 -
*** قال عطاءُ بن أبي رباح : ( كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسنَ الناس رأيًا في العامة ) - 4 -
*** قال الذهبيُّ : ( روت عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه ) - 5 -
وقال أيضًا : ( أفقه نساء الأمة على الإطلاق ) - 6 -
وقال : ( لا أعلم في أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقًا - امرأةً أعلمَ منها ) - 7 -
*** قال الحافظ ابن حجر : ( ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولها نحوُ ثمانيةَ عشَر عامًا ، وقد حفِظَت عنه شيئًا كثيرًا ، وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة ، فأكثرَ الناسُ الأخذَ عنها ، ونقَلوا عنها من الأحكام والآداب شيئًا كثيرًا حتى قيل : إنَّ ربع الأحكام الشرعيَّة منقولةٌ عنها رضي الله عنها ) - 8 -
*** قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : ( ما رأيت أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إنِ احتِيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلَت ، ولا فريضة مِن عائشة ) - 9 -
اقول : يمكن الرد على هذه الاقوال المتقدمة من نفس كلام عائشة التي صرحت بكل وضوح بان اعلم الناس بعد النبي محمد (ص) هو الامام علي (ع) ، بالاضافة الى تصريح اكثر الصحابة بعلم علي (ع) كتصريح ابن عباس بان الامام علي (ع) له تسعة اعشار العلم وشارك الناس في العشر العاشر ايضا .
ولكن هناك رد جديد من نفس كلام علماء اهل السنة والجماعة بخصوص علم عائشة ، وهو كالتالي :
قال ابن القيم الجوزية : ( وأما قولها - رضي الله عنها - : ( كَانَ نَهَى ثُمَّ أَمَرَنَا بِزِيَارَتِهَا ) فيُجاب عنه من وجهَين أيضًا :
الأول :
أنَّ هذا تأويلٌ واجتهادٌ من أُمِّ المؤمنين - رضي الله عنها - ، فهي تأولت ما تأوَّل غيرُها من دخول النساء ، والحُجَّة في قول المعصوم لا في تأويل الراوي ، وتأويله إنما يكون مقبولاً حيث لا يُعارِضه ما هو أقوى منه ، وهذا قد عارضه أحاديث المنع ) - 10 -
اقول : ان كلام ابن القيم الجوزية واضح في ان عائشة لو تأولت في الاحكام الشرعية او المسائل العقائدية فلا يؤخذ بتاويلها ، وسؤالنا لعلماء اهل السنة والجماعة : من اين علمتم في كل حكم شرعي او عقائدي قالته عائشة انها لم تتأول فيه ؟؟؟ فان اجابوا بعلمهم بوجود نص نذهب الى النص ونترك كلام عائشة ، وان اجابوا بعدم علمهم بذلك (الشك) فيبقى كلام عائشة ليس بحجة لاحتمال خطئها واشتباهها مع احتمال وجود نص لم يصل اليها واليكم في ذلك ، فلا يكون كلامها حجة ايضا ؟؟؟ اذا من اين اخذتم ثلث الدين او ربعه حينئذ ؟؟؟ وهل اخذكم له منها صحيح بعد ما تقدم ؟؟؟
***************************
الهوامش :
1 - الحديث صحيح : رواه الترمذي (3818) وقال : حسنٌ صحيح غريب *** وصححه الألباني في صحيح المشكاة (6185).
2 - رواه الحاكم ، ج 4 ، ص 13 *** ومالكٌ في الموطأ ، ج 1 ، ص 92 ، ح 41 *** والدارمي ، ح 2859 وصحَّحه محقِّقه وحُسين أسد *** وابن أبي شيبة ، ج 11 ، ص 334 .
3 - موطأ مالك ، ج 1 ، ص 45 *** ومسند ابن راهويه ، ج 2 ، ص 26 .
4 - رواه الحاكم ، ج 4 ، ص 15 *** ومالك في الموطأ ، ج 1 ، ص 92 *** والذهبي ، في تاريخ الإسلام ، ج 4 ، ص 347 .
5 - سير أعلام النبلاء ، ج 2 ، ص 135 .
6 - المصدر السابق .
7 - المصدر السابق .
8 - فتح الباري ، ج 7 ، ص 107 .
9 - رواه ابن أبي شيبة ، في كتاب الأدب ، ج 1 ، ص 485 ، ح 395 *** والطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 2 ، ص 375 .
10 - ابن القيِّم ، في كتابه تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته ، ج 9 ، ص 45 .
تعليق