بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
بعض الناس اصحاب الفكر المحدود والنظرة القاصرة يفهمون ان اللطم على الامام الحسين (عليه السلام) غير جائز لأنه غير مجعول شرعاً ، وما لم يكن كذلك فهو بدعة ومحرّم ، ومصير فاعله إلى النار .
ويستدل اصحاب هذا الفهم بما هو مشهور من ان الامام الحسين (عليه السلام) قد نهى أخته الحوراء زينب (عليها السلام) عن اللطم قائلاً لها ومخاطبا اياها : ( انظري إذا أنا قُتلت فلا تشقّي عليّ جيباً ، ولا تخمشي وجهاً ، ولا تلطمي صدراً ، ولا تدعي بالويل والثبور ..... ) .
وظاهر كلام الامام الحسين (عليه السلام) ان اللطم غير جائز ويفهم عدم الجواز من النهي المذكور (لا تلطمي) والنهي ظاهر في الحرمة كما قرر في علم الاصول ، والا اذا كان اللطم مباحا لماذا ينهى الامام الحسين (عليه السلام) اخته العقيلة (عليها السلام) عن فعله ؟
ويمكن الجواب عن هذا الفهم الساذج من عدة نواحي :
1 - ان الامام الحسين (عليه السلام) لم ينهى اخته الحوراء زينب (عليها السلام) عن اللطم بشكل عام ، بل يفهم من هذا النهي هو لأجل غاية معينة وهي عدم الظهور امام الاعداء بصورة الذلة والانكسار ، وخصوصا ان اكمال اهداف عاشوراء قد القيت على عاتق السيدة الحوراء (عليها السلام) ، ولهذا جاءت الرواية عنه (عليه السلام) بطريق آخر مشتملة على قوله : (لا تشمتي بنا الأعداء) . (1) .
2 - إن صح هذا الحديث المنقول عن الامام الحسين (عليه السلام) فانه معارض لما هو أقوى سنداً وأكثر عدداً وأوضح دلالة منه ، وهي الأخبار المتقدّمة ، فتكون مرجحة ومتقدمة عليه ، ومع عدم الترجيح نذهب الى التساقط والحكم بالاباحة والبراءة عن الحرمة .
ومن الاخبار التي دلت على جواز اللطم هي :
>>> الحديث المروي عن عائشة أنّها قامت يوم وفاة النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) تلتدم عليه مع نسوة الأنصار والمهاجرين ، ومتى جاز على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جاز على سواه لعدم القائل بالفصل .
وقد عرفت أنّ الالتدام لغة هو ضرب الوجه بالمصيبة ، وهو من شعار الحزن وإقامة العزاء . (2) .
>>> الخبر المروي عن ابن سدير عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : (على مثل الحسين يحق اللطم ) . (3) .
____________
(1) بحار الأنوار / الجزء 44 / الصفحة 391 .
(2) مسند أحمد بن حنبل / الجزء 6 / الصفحة 274 ، حديث السيّدة عائشة .
(3) جواهر الكلام / الجزء 4 / الصفحة 368 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
بعض الناس اصحاب الفكر المحدود والنظرة القاصرة يفهمون ان اللطم على الامام الحسين (عليه السلام) غير جائز لأنه غير مجعول شرعاً ، وما لم يكن كذلك فهو بدعة ومحرّم ، ومصير فاعله إلى النار .
ويستدل اصحاب هذا الفهم بما هو مشهور من ان الامام الحسين (عليه السلام) قد نهى أخته الحوراء زينب (عليها السلام) عن اللطم قائلاً لها ومخاطبا اياها : ( انظري إذا أنا قُتلت فلا تشقّي عليّ جيباً ، ولا تخمشي وجهاً ، ولا تلطمي صدراً ، ولا تدعي بالويل والثبور ..... ) .
وظاهر كلام الامام الحسين (عليه السلام) ان اللطم غير جائز ويفهم عدم الجواز من النهي المذكور (لا تلطمي) والنهي ظاهر في الحرمة كما قرر في علم الاصول ، والا اذا كان اللطم مباحا لماذا ينهى الامام الحسين (عليه السلام) اخته العقيلة (عليها السلام) عن فعله ؟
ويمكن الجواب عن هذا الفهم الساذج من عدة نواحي :
1 - ان الامام الحسين (عليه السلام) لم ينهى اخته الحوراء زينب (عليها السلام) عن اللطم بشكل عام ، بل يفهم من هذا النهي هو لأجل غاية معينة وهي عدم الظهور امام الاعداء بصورة الذلة والانكسار ، وخصوصا ان اكمال اهداف عاشوراء قد القيت على عاتق السيدة الحوراء (عليها السلام) ، ولهذا جاءت الرواية عنه (عليه السلام) بطريق آخر مشتملة على قوله : (لا تشمتي بنا الأعداء) . (1) .
2 - إن صح هذا الحديث المنقول عن الامام الحسين (عليه السلام) فانه معارض لما هو أقوى سنداً وأكثر عدداً وأوضح دلالة منه ، وهي الأخبار المتقدّمة ، فتكون مرجحة ومتقدمة عليه ، ومع عدم الترجيح نذهب الى التساقط والحكم بالاباحة والبراءة عن الحرمة .
ومن الاخبار التي دلت على جواز اللطم هي :
>>> الحديث المروي عن عائشة أنّها قامت يوم وفاة النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) تلتدم عليه مع نسوة الأنصار والمهاجرين ، ومتى جاز على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جاز على سواه لعدم القائل بالفصل .
وقد عرفت أنّ الالتدام لغة هو ضرب الوجه بالمصيبة ، وهو من شعار الحزن وإقامة العزاء . (2) .
>>> الخبر المروي عن ابن سدير عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : (على مثل الحسين يحق اللطم ) . (3) .
____________
(1) بحار الأنوار / الجزء 44 / الصفحة 391 .
(2) مسند أحمد بن حنبل / الجزء 6 / الصفحة 274 ، حديث السيّدة عائشة .
(3) جواهر الكلام / الجزء 4 / الصفحة 368 .
تعليق