بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قال البعض ان البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) ينافي الصبر الجميل ، وتارك الصبر الجميل مذموم موزور ومما يدل على الذم والاثم قول الامام الصادق (عليه السلام) : ( أمّا إنّك إن تصبر تؤجر ، وإن لا تصبر يمض عليك قدر الله وأنت موزور ) . (1) .
ولكن بعد ادنى تأمل يتضح ان ليس كلّ من يبكي وينتحب هو تارك للصبر الجميل ، فقد يبكي صاحب المصاب على مصيبته وقلبه مطمئن بتسليم نفسه لله ، والرضاء بالقضاء والقدر الذي حل به ، رجوعه إليه ، واعطائه الحول والقوّة على احتمال المصاب ، وعدم فعل ما ينافي التوكّل على الله والالتجاء إليه في ما أصيب به ، وهذا هو روح الصبر وحقيقته القائمة بالنفس .
ومما يدّل على ان البكاء لا ينافي الصبر الجميل هو قول نبي الله يعقوب (عليه السلام) لأولاده في سورة يوسف قوله تعالى : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } . (2) .
فتأخر البكاء او النحيب (3) بعد الصبر الجميل المتقدم خير دليل على عدم التنافي بينهما والا لما كان صبرا جميلا .
ولا فرق في البكاء والنحيب وعدم منافاته للصبر الجميل بين الانبياء و الاوصياء (عليهم السلام) وبين سائر البشر ايضا .
____________
(1) الكافي / للكليني / الجزء 3 / الصفحة 225 ، الحديث 10 / باب الصبر والجزع والاسترجاع .
(2) الآية (83 - 84 ) / من سورة يوسف .
(3) البكاء ، يمد ويقصر ، فإذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء ، وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها ، الصحاح / الجزء 6 / الصفحة 228 / مادة : بكى .
اما النحيب : فهو رفع الصوت بالبكاء . راجع الصحاح / الجزء 1 / الصفحة 222 / مادة : نحب .
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قال البعض ان البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) ينافي الصبر الجميل ، وتارك الصبر الجميل مذموم موزور ومما يدل على الذم والاثم قول الامام الصادق (عليه السلام) : ( أمّا إنّك إن تصبر تؤجر ، وإن لا تصبر يمض عليك قدر الله وأنت موزور ) . (1) .
ولكن بعد ادنى تأمل يتضح ان ليس كلّ من يبكي وينتحب هو تارك للصبر الجميل ، فقد يبكي صاحب المصاب على مصيبته وقلبه مطمئن بتسليم نفسه لله ، والرضاء بالقضاء والقدر الذي حل به ، رجوعه إليه ، واعطائه الحول والقوّة على احتمال المصاب ، وعدم فعل ما ينافي التوكّل على الله والالتجاء إليه في ما أصيب به ، وهذا هو روح الصبر وحقيقته القائمة بالنفس .
ومما يدّل على ان البكاء لا ينافي الصبر الجميل هو قول نبي الله يعقوب (عليه السلام) لأولاده في سورة يوسف قوله تعالى : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } . (2) .
فتأخر البكاء او النحيب (3) بعد الصبر الجميل المتقدم خير دليل على عدم التنافي بينهما والا لما كان صبرا جميلا .
ولا فرق في البكاء والنحيب وعدم منافاته للصبر الجميل بين الانبياء و الاوصياء (عليهم السلام) وبين سائر البشر ايضا .
____________
(1) الكافي / للكليني / الجزء 3 / الصفحة 225 ، الحديث 10 / باب الصبر والجزع والاسترجاع .
(2) الآية (83 - 84 ) / من سورة يوسف .
(3) البكاء ، يمد ويقصر ، فإذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء ، وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها ، الصحاح / الجزء 6 / الصفحة 228 / مادة : بكى .
اما النحيب : فهو رفع الصوت بالبكاء . راجع الصحاح / الجزء 1 / الصفحة 222 / مادة : نحب .
تعليق