بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
الخيار الرابع: أن يكون المعصوم موجودًا، ولكنه ليس ظاهرًا، فلا ينال منه الظالمون، ويبقى حيًا بقدرة الله تعالى، إلى أن يأذن الله تعالى لهبالظهور، ويكون حفظه عن طريق تغييب شخصيته عن أن يعرفه أحد، وهو خيار الغيبة.
فتبين من هذا: أن الغيبة هي الخيار المنحصر للحفاظ على :
أ: الطبيعة العامة لحركات الأنبياء والمصلحين وكونها بالطريق الطبيعي.
ب: الحفاظ على الحجة من أن يُقتل فتسيخ الأرض.
ج: تنفيذ الوعد الإلهي بوراثة الأرض للصالحين ولو بعد حين.
هذا كله إذا غضضنا النظر عن الحكمة الإلهية اللا متناهية..
وإلا فيكفينا في الجواب أن نقول: إن الله تعالى أراد الغيبة وكفى، إذ لا شك أن فعله تعالى حكيم ولا عبث فيه، بل إن فعله هو الأصلح علىالإطلاق..
فما دام هو تعالى عين الكمال اللا متناهي، فإذن هو لا يفعل إلا الفعل الأصلح والأفضل.
وقد أشارت بعض الروايات إلى ذلك..
ومنها ما جاء في كتابه (عجل الله تعالى فرجه) للشيخ المفيد حيث يقول فيه:
«نحن وإن كنّا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالىٰ لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامتدولة الدنيا للفاسقين..
فإنّا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم.... إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أواصطلمكم الأعداء»
فالمكاتبة واضحة في أن الغيبة كانت لمصلحة رآها الله تعالى..
حيث يقول (عليه السلام): (حسب الذي أراناه الله تعالىٰ لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك)
(تنبيه الموضوع منقول للاهمية )
تعليق