الفرق بين قول عمر في رزية يوم الخميس ، وبين قول الامام علي (ع) في نهج البلاغة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لم يهدأ فكر وبال الجماعة العمرية في الدفاع عن كبيرهم عمر بن الخطاب رغم انه تجاسر و تجاوز على خير خلق الله الرسول الاكرم محمد (ص) في رزية يوم الخميس حينما قال للنبي (ص) انه يهجر ، فأخذوا يلتمسون له الاعذار من هنا وهناك ويدافعون عنه بكل الوسائل والطرق ويفتشون عن كل شاردة و واردة فيدافعون عنه دفاعا مستميتا حتى تبقى قدسيته في نفوسهم ولا تزول .
و من باب الاتفاق وقع بيد احد العمريين مقطع من خطبة للامام علي (ع) في نهج البلاغة يوحي ظاهرها - بحسب فهمهم - باكتفاء الامام علي بالقران ، فتمسكوا بها واحتجوا بها علينا في ان عمر بن الخطاب لم يخطئ في قوله لرسول الله (ص) : (حسبنا كتاب الله) وليس هذا معناه ان عمر بن الخطاب قد رفض سنة النبي (ص) واكتفى بكتاب الله كما توهمه الشيعة لان الامام علي (ع) في نهج البلاغة قال نفس المعنى الذي قاله عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس ولكن بلفظ مختلف ، فقال الامام علي (ع) في احد خطبه : (وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً) .
خطبة الإمام علي (ع) وهي من الخطب العجيبة تسمّى (الغراء) :
[ لطولها نأخذ منها محل وموضع الشاهد فقط ] .
التحذير من هول الصراط :
( ..... وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ ، وَأَهَاوِيلِ زللـه ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ ....... - الى ان يقول الامام (ع) - فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً ، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً ، وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً ، وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً ) - 1 -
ونجيب على العمري واتباعه بان المعنى المقصود من هذا المقطع الذي ذكره الامام علي (ع) في خطبته المتقدمة : (و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما ) ليس هو نفس المعنى الذي قصده عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس بقوله : (حسبنا كتاب الله) .
بل المقصود منه في نهج البلاغة ان القرآن يحاجج و يخاصم الذين نبذوه وضيعوه . ومما يدل على هذا المعنى ما قاله الإمام الحسن (ع) : ( ان هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائدا و سائقا ، يقود قوما الى الجنة احلوا حلاله ، و حرموا حرامه ، و آمنوا بمتشابهه ، و يسوق قوما الى النار ضيعوا حدوده و احكامه ، و استحلوا محارمه ) - 2 -
ومن الجواب المتقدم يعلم ان الجماعة العمرية قد سقط استدلالهم ايضا هذه المرة وخابت مساعيهم في الدفاع عن عمر بن الخطاب ، فتبقى اساءته لسنة النبي (ص) ثابتة ولا يمكن لأي احد ردها لأنها واضحة لذوي الابصار .
***************************
الهوامش :
1 - نهج البلاغة ، خطب الإمام علي (ع) ، ج 1 ، ص 142 .
2 - إرشاد القلوب إلى الصواب ، ج 1 ، ص 79 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لم يهدأ فكر وبال الجماعة العمرية في الدفاع عن كبيرهم عمر بن الخطاب رغم انه تجاسر و تجاوز على خير خلق الله الرسول الاكرم محمد (ص) في رزية يوم الخميس حينما قال للنبي (ص) انه يهجر ، فأخذوا يلتمسون له الاعذار من هنا وهناك ويدافعون عنه بكل الوسائل والطرق ويفتشون عن كل شاردة و واردة فيدافعون عنه دفاعا مستميتا حتى تبقى قدسيته في نفوسهم ولا تزول .
و من باب الاتفاق وقع بيد احد العمريين مقطع من خطبة للامام علي (ع) في نهج البلاغة يوحي ظاهرها - بحسب فهمهم - باكتفاء الامام علي بالقران ، فتمسكوا بها واحتجوا بها علينا في ان عمر بن الخطاب لم يخطئ في قوله لرسول الله (ص) : (حسبنا كتاب الله) وليس هذا معناه ان عمر بن الخطاب قد رفض سنة النبي (ص) واكتفى بكتاب الله كما توهمه الشيعة لان الامام علي (ع) في نهج البلاغة قال نفس المعنى الذي قاله عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس ولكن بلفظ مختلف ، فقال الامام علي (ع) في احد خطبه : (وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً) .
خطبة الإمام علي (ع) وهي من الخطب العجيبة تسمّى (الغراء) :
[ لطولها نأخذ منها محل وموضع الشاهد فقط ] .
التحذير من هول الصراط :
( ..... وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ ، وَأَهَاوِيلِ زللـه ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ ....... - الى ان يقول الامام (ع) - فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً ، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً ، وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً ، وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً ) - 1 -
ونجيب على العمري واتباعه بان المعنى المقصود من هذا المقطع الذي ذكره الامام علي (ع) في خطبته المتقدمة : (و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما ) ليس هو نفس المعنى الذي قصده عمر بن الخطاب في رزية يوم الخميس بقوله : (حسبنا كتاب الله) .
بل المقصود منه في نهج البلاغة ان القرآن يحاجج و يخاصم الذين نبذوه وضيعوه . ومما يدل على هذا المعنى ما قاله الإمام الحسن (ع) : ( ان هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائدا و سائقا ، يقود قوما الى الجنة احلوا حلاله ، و حرموا حرامه ، و آمنوا بمتشابهه ، و يسوق قوما الى النار ضيعوا حدوده و احكامه ، و استحلوا محارمه ) - 2 -
ومن الجواب المتقدم يعلم ان الجماعة العمرية قد سقط استدلالهم ايضا هذه المرة وخابت مساعيهم في الدفاع عن عمر بن الخطاب ، فتبقى اساءته لسنة النبي (ص) ثابتة ولا يمكن لأي احد ردها لأنها واضحة لذوي الابصار .
***************************
الهوامش :
1 - نهج البلاغة ، خطب الإمام علي (ع) ، ج 1 ، ص 142 .
2 - إرشاد القلوب إلى الصواب ، ج 1 ، ص 79 .
تعليق