تويت
لماذا دفنت الزهراء ليلاً؟!
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
يتناقل العامة أن السيدة الزهراء دفنت ليلاً من شدة حياءها وسترها ومنهم من يستند إلى حديثها مع أسماء بنت عميس وما نقلته أسماء عما يصنع أهل الحبشة للميت.
كيف لنا أن نرد على ذلك دون التطرق لحادثة الهجوم وغصب الخلافة ونحوها، فهم لا يؤمنون بها؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فلا شك في أن السيدة الزهراء «صلوات الله وسلامه عليها» من أشد الناس حياءً، وأفضل النساء ستراً، ولا يشك في ذلك مسلم..
ولكننا نشير إلى ما يلي:
1 ـ إن الدفن جهراً لا ينافي الستر، ولا يخدش الحياء. وقد أمر الله تعالى الناس رجالاً ونساء بحضور جنائز النساء والرجال طلباً للعبرة، وإكراماً للميت. ولغير ذلك من مصالح.. ولم تزل فضليات النساء من لدن آدم وإلى يومنا هذا تدفن جهاراً، ويشيعها المشيعون ليلاً، ونهاراً رغبة في الثواب، وقربة إلى رب الأرباب. ولم ترد أية إشارة إلى الرغبة الشرعية في خلاف ذلك، بل هو مما ورد الحث عليه، والترغيب به كما قلنا..
2 ـ لقد ورد في النص الصريح عنها في وصيتها: أنها إنما ترغب في أن تدفن سراً هو: أن لا يحضر جنازتها أناس بأعيانهم، لأجل ما كان منهم تجاهها في حياتها «صلوات الله وسلامه عليها»..
3 ـ على أنه لو كان المراد مجرد الستر، والاستجابة لداعي الحياء لكان يكفيها أن تنهى عن حضور الرجال جنازتها.. أو أن تدفن ليلاً حتى لو حضر الرجال دفنها..
فهناك فرق بين الدفن سراً، وبين الاستتار حين التشييع والدفن..
4 ـ على أنه قد ورد في النصوص: أن هناك رجالاً لم يكونوا من محارمها قد حضروا دفنها ومنهم سلمان الفارسي «رحمه الله» وغيره. فلماذا تطلب الستر من هؤلاء دون أولئك؟!
5 ـ إن الداعي إلى ذلك لو كان هو مجرد الحياء والتستر، فلماذا يغضب أناس بأعيانهم من دفنها ليلاً، ثم يحاولون نبش قبرها لإعادة تشييعها، ثم كان ما كان من التهديد والوعيد كما ورد في بعض الروايات؟!
فإن الرغبة في الستر، واستجابة لداعي الحياء يستحق المدح والثناء، لا الغضب والاستياء، والشحناء والبغضاء.
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي..
تعليق