رجعة الأنبياء (ع) لنصرة الإمام الحسين (ع) ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لاشك في أن الله سبحانه وتعالى قد بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ، ومن المعلوم أن في يوم القيامة يوجد حساب وعقاب للجاني القاتل ولا يوجد قتل فيها ، وبهذا يتبين أن الوعد الذي بشر الله سبحانه وتعالى به من قتل القاتل عاجلا أم أجلا يكون في الدنيا .
ويرد هنا سؤال : هل أن القاتل الذي لم يقتل في الدنيا ومات موتا طبيعيا ينافي البشارة التي بشرها الله سبحانه وتعالى بأن القاتل يقتل ولو بعد حين ؟؟؟
جواب : إن تحقيق الوعد الإلهي يكون بقتل القاتل في الدنيا ولو بعد حين ، وموت القاتل لا يعني عدم تحقق الوعد الالهي بقتله والقصاص منه فبعض الروايات أشارت بأن ذلك الوعد يتحقق بالرجعة أيضا التي هي مظهر لعدالة الله تعالى شأنه . ومن تلك الروايات التي تدل على الرجعة الرواية التالية :
حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : يا بن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : ( واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) ، أكان إسماعيل بن إبراهيم (ع) ، فان الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال (ع) : ان إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وان إبراهيم كان حجة لله كلها قائما صاحب شريعة ، فالى من ارسل إسماعيل اذن ، فقلت : جعلت فداك فمن كان . قال (ع) : ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي (ع) ، بعثه الله إلى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله له عليهم فوجه إليه إسطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل أنا اسطاطائيل ملك العذاب وجهني إليك رب العزة لأعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت ، فقال له إسماعيل (ع) : (( لا حاجة لي في ذلك ، لي أسوة بما يصنع بالحسين - ع - )) . فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل ، فقال : يا رب إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (ع) من بعد نبيها ، وانك وعدت الحسين (ع) أن تكر إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين (ع) ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكر مع الحسين (ع) . - 1 -
قال المازندرانيّ : الكَرّة : الرجعة والحملة ، خروج الحسين (ع) في سبعين من أصحابه الّذين قُتلوا معه . - 2 -
وقال الفيض الكاشاني : الكَرّة : الرجعة ، وهي إشارة إلى ما ثبت عنهم (ع) من رجوعهم إلى الدنيا مع جماعةٍ من شيعتهم في زمن القائم (ع) لينصروه . - 3 -
ملاحظة : الرجعة من العقائد الإيمانية التي ذكرها القرآن الكريم كما في قصة عزير مع حماره الذي أماته الله مائة سنة ثم أرجعه الله جلت قدرته الى الحياة الدنيا مرة أخرى ، ومن ينكر هذه العقيدة فقد أنكر عقيدة من عقائد القرآن الثابتة . ولا مانع من حصول الرجعة مع أولياء الله الصالحين والأئمة المعصومين (ع) .
*****************************
الهوامش :
1 - كامل الزيارات ، لابن قولويه ، ص 138 *** علل الشرائع ، للصدوق ، ج 1 ، ص 74 *** المناقب ، لابن شهر أشوب ، ج 4 ، ص 93 *** كنز الدقائق ، للمشهدي ، ج 8 ، ص 237 *** بحار الانوار ، للمجلسي ، ج 44 ، ص 227 *** نور الثقلين ، للحويزي ، ج 3 ، ص 342 *** وسائل الشيعة ، للعاملي ، ج 3 ، ص 265 تفسير الصافي ، للفيض الكاشاني ، ج 3 ، ص 285 .
2 - شرح أُصول الكافي ، ج 12 ، ص 273 .
3 - الوافي ، ج 21 ، ص 343 ، ذيل ح : 21337 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لاشك في أن الله سبحانه وتعالى قد بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ، ومن المعلوم أن في يوم القيامة يوجد حساب وعقاب للجاني القاتل ولا يوجد قتل فيها ، وبهذا يتبين أن الوعد الذي بشر الله سبحانه وتعالى به من قتل القاتل عاجلا أم أجلا يكون في الدنيا .
ويرد هنا سؤال : هل أن القاتل الذي لم يقتل في الدنيا ومات موتا طبيعيا ينافي البشارة التي بشرها الله سبحانه وتعالى بأن القاتل يقتل ولو بعد حين ؟؟؟
جواب : إن تحقيق الوعد الإلهي يكون بقتل القاتل في الدنيا ولو بعد حين ، وموت القاتل لا يعني عدم تحقق الوعد الالهي بقتله والقصاص منه فبعض الروايات أشارت بأن ذلك الوعد يتحقق بالرجعة أيضا التي هي مظهر لعدالة الله تعالى شأنه . ومن تلك الروايات التي تدل على الرجعة الرواية التالية :
حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : يا بن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : ( واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) ، أكان إسماعيل بن إبراهيم (ع) ، فان الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال (ع) : ان إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وان إبراهيم كان حجة لله كلها قائما صاحب شريعة ، فالى من ارسل إسماعيل اذن ، فقلت : جعلت فداك فمن كان . قال (ع) : ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي (ع) ، بعثه الله إلى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله له عليهم فوجه إليه إسطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل أنا اسطاطائيل ملك العذاب وجهني إليك رب العزة لأعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت ، فقال له إسماعيل (ع) : (( لا حاجة لي في ذلك ، لي أسوة بما يصنع بالحسين - ع - )) . فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل ، فقال : يا رب إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (ع) من بعد نبيها ، وانك وعدت الحسين (ع) أن تكر إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين (ع) ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكر مع الحسين (ع) . - 1 -
قال المازندرانيّ : الكَرّة : الرجعة والحملة ، خروج الحسين (ع) في سبعين من أصحابه الّذين قُتلوا معه . - 2 -
وقال الفيض الكاشاني : الكَرّة : الرجعة ، وهي إشارة إلى ما ثبت عنهم (ع) من رجوعهم إلى الدنيا مع جماعةٍ من شيعتهم في زمن القائم (ع) لينصروه . - 3 -
ملاحظة : الرجعة من العقائد الإيمانية التي ذكرها القرآن الكريم كما في قصة عزير مع حماره الذي أماته الله مائة سنة ثم أرجعه الله جلت قدرته الى الحياة الدنيا مرة أخرى ، ومن ينكر هذه العقيدة فقد أنكر عقيدة من عقائد القرآن الثابتة . ولا مانع من حصول الرجعة مع أولياء الله الصالحين والأئمة المعصومين (ع) .
*****************************
الهوامش :
1 - كامل الزيارات ، لابن قولويه ، ص 138 *** علل الشرائع ، للصدوق ، ج 1 ، ص 74 *** المناقب ، لابن شهر أشوب ، ج 4 ، ص 93 *** كنز الدقائق ، للمشهدي ، ج 8 ، ص 237 *** بحار الانوار ، للمجلسي ، ج 44 ، ص 227 *** نور الثقلين ، للحويزي ، ج 3 ، ص 342 *** وسائل الشيعة ، للعاملي ، ج 3 ، ص 265 تفسير الصافي ، للفيض الكاشاني ، ج 3 ، ص 285 .
2 - شرح أُصول الكافي ، ج 12 ، ص 273 .
3 - الوافي ، ج 21 ، ص 343 ، ذيل ح : 21337 .
تعليق