للغذاء أثر كبير في تكوين شخصية الطفل، فإذا ما كانت نطفة الجنين منعقدة من مال حرام، أو كان غذاء الأم من مال حرام وقت الحمل، كانت بذرة الشقاء تنمو بنماء ذاك الجنين.
وهكذا فإن الطفل سيكون شقياً إذا تغذى من مال الحرام.
مقدمات ولادة الزهراء (ع)
من جملة مقدمات ولادة فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ إن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله (ص) وزوجه خديجة الكبرى (ع) أن يبتعدا عن الناس، وبناءً على هذا ذهب رسول الله (ص) إلى غار حراء ليتعبد هناك أربعين يوماً وليلة؛ بينما عزلت خديجة (ع) نفسها عن الناس طيلة هذه المدة ملازمة بيتها، بعدها جاء الأمر لرسول الله (ص) بالرجوع إلى البيت؛ وفي الليلة الأربعين جاءه جبرئيل (ع) بالبشرى وقال له: السلام يقرؤك السلام ويبعث لك بهذه التفاحة من الجنة، أخذ الرسول (ص) التفاحة وضغط بها على صدره، فقسمها نصفين، وحين القسمة، خرج من التفاحة نور كنور الشمس، حينها قال جبرئيل (ع): يا رسول الله (ص) هذا نور السيدة التي اسمها في السماء "منصورة" وفي الأرض فاطمة (ع)(1).
هذا الحديث يمكن اعتباره مثلاً في آثار التغذية على شخصية الأبناء.
آثار التغذية من منظار قرآني
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى ـ بهذا الصدد:
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) سورة النساء، الآية: 10.
من البديهي، أن الذين ينظرون بعين الله يرون كيف تأكل النار من أكل أموال اليتامى ظلماً.
ولا يخفى على أحد، أن النطفة التي أنعقدت بنار الظلم ستكون على نحو ما انعقدت به من الظلم.
ومن الطبيعي أن الأبناء الذين انعقدت نطفهم من مال الربا، أو السرقة وأموال الحرام عموماً ستحملهم آثار الحرام على ارتكاب الحرام.
أثر الغذاء في نمو الطفل المادي
هكذا، فإن الغذاء المناسب والمقوي يترك آثاراً إيجابية على لطافة جسم الطفل.
ولنا روايات بهذا الصدد تتحدث عن المرأة حينما تتغذى بالأغذية المقوية كالتفاح، والسفرجل، والتمر، سيكون لهذه الأغذية الأثر الإيجابي في جمال ولطافة وقوة الطفل البدنية.
روي عن الإمام الصادق (ع) "أنه نظر إلى غلام جميل، فقال: ينبغي أن يكون أبو هذا أكل سفرجلاً ليلة الجماع"(2).
وينظر علماء اليوم أيضاً إلى أن التغذية الصحيحة على وقت الحمل، والرضاعة لها أثرها في جمال الوجه وتوازن الجسم واللون ولطافة الشعر والعين للطفل. وهكذا فإن الغذاء اللطيف، المعطر له تأثير إيجابي مناسب على ظاهر الطفل.
وعلى العكس من ذلك فإن الطعام الحرام وطعام الشبهات له أثار سلبية على شخصية الطفل وتركيبه.
تأثير آداب الطعام
علاوة على ما أسلفنا، فإن لآداب الطعام أيضاً آثاراً على الحالة النفسية للطفل، "فالتسمية" في بداية الطعام، وقول "الحمد لله رب العالمين" في النهاية ومراعاة الآداب الأخرى للطعام تدخل في دائرة بناء الشخصية.
حكاية عن العلامة المجلسي (ره)
هذه الحكاية نقلت عن العلامة (محمد تقي المجلسي) عليه الرحمة مطابقة للآيات والروايات والتجارب؛ فقد كان يقيم صلاته في الغالب في المسجد الجامع بإصفهان، وفي إحدى الليالي صحب ابنه إلى المسجد، ولكن الابن امتنع عن دخول حرم المسجد وانتخب الجلوس في ساحته.
وبعد ذهاب أبيه إلى حرم المسجد، ثقب الابن بمخيط كان في يده جعبة تحوي ماءً كانوا قد جاؤوا به إلى المسجد، وبعد الصلاة وصل الخبر إلى أبيه العلامة المجلسي، فتأثر كثيراً واغتم من فعل ابنه، وحين رجع إلى البيت قال لزوجته: لقد راعيت كثيراً في تأديبه وتغذيته وسعيت كثيراً قبل انعقاد نطفته وبعدها وفي سني صباه ولكن عمله اليوم يدل على تقصير أحدنا.
فقالت أم الغلام: عندما كنت حاملاً ذهبت إلى منزل جارنا، فجلب نظري شجرة رمان كانت لهم في ساحة المنزل، وبعيداً عن الأنظار ثقبت إحدى الرمانات بمخيط كان بيدي لأتذوق طعمها.
نتيجة
وعلى هذه الأساس عرفنا كيف أنّ مخيطاً غرزته الأم في رمانة بشجرة الجار أثر في تكوين شخصية الطفل وبعثه على أن يسلك سلوكاً غير طبيعي وتبين لنا أن تناول أي زاد من مال حرام في أي مرحلة من مراحل الحياة يؤثر في مزاج الولد وسلوكه تأثيراً سيئاً، ويدفعه للولوغ في المحرمات وممارسة المنكرات.
مشاركة الشيطان في تربية الأبناء
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:
(وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً" سورة الإسراء، الآية: 64.
لقد جاء في الروايات أن أحد مصاديق "مشاركة الشيطان" في انعقاد نطفة الأبناء يأتي من الطعام الحرام؛ فإذا كانت النطفة في طريقها إلى الانعقاد، وكان حينها الأب يفكر في عمل حرام لم تثمر ولداً مستقيماً قادراً على الصلاح وخدمة الناس، لأن للحرام تأثيراً ملموساً في اضطراب الإنسان الذي في تركيبه شيء من الحرام.
أثر البسملة عند تناول الطعام
فعليكم أعزائي أن تراعوا "حلية" و"حرمة" الطعام، ولا تتناولوا الغذاء "المشبوه" إلا أن يكون مقروناً "بالدعاء" و"اسم الله تعالى" و"التوسل" بالله سبحانه وتعالى مخلصين في عقيدتكم.
وإذا ما كان المسلمون يحتوون في أبدانهم قلوباً لم تصدأ بعد، متعبدين طبق ضوابط الإسلام الشريف تمكنوا من أعمال مثل تلك التي حدثت في حرب "القادسية" لقائد جيش المسلمين حين قال للمجوس "أن لنا قرآناً يحفظنا".
فأجابه قائد المجوس ـ وكان بيده قدح من "السم القاتل" إذا كنتم تدعون أن القرآن يحفظكم، فخذ قدح السم هذا وتناوله، فتناوله منه، وقال: "بسم الله الرحمن الرحيم".
وشرب السمّ عن آخره فما أضره بإذن الله لصدق عقيدته في "بسم الله الرحمن الرحيم" وصفاء إيمانه بها.
في هذه المسألة حديث طويل ومفصل، ولكن الذي أخذناه بنظر الاعتبار هو ما لذكر "بسم الله الرحمن الرحيم" من أثر في إبطال شبهة الغذاء المشبوه.
كذلك، على الأمهات أن يذكرن البسملة عند تناول الطعام، ورضاعة أطفالهن، أو تغذيتهم.
تذكير
أعزائي، احذروا تلوث أموالكم ورواتبكم التي أحلها الله لكم، وانجزوا أعمالكم على أحسن وجه.
وليس لكم أن تتقاعسوا أن تتهاونوا في الأعمال، لأن الأموال التي تصرف لكم هن من بيت مال المسلمين.
واحذروا من استعمال السيارات ووسائل النقل العامة لمصالحكم الخاصة فإنها أمانات جعلت مسؤوليتها في عهدتكم.
عليكم أن تضعوا دائماً في أذهانكم قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
"ادقوا أقلامكم وقاربوا بين سطوركم وإياكم وفضول الكلام فإن أموال المسلمين لا تتحمل الضرار".
الفطرة
إن فطرة الإنسان من منظار قرآني وروائي تقبل الإسلام وكل ما يتعلق به من تشريعات؛ ومعنى ذلك أن "الإسلام" و"تفصيلات قوانينه" هي أشياء مقبولة في أصل الإنسان.
وما انحرف إنسان عن "الإسلام" و"تفاصيله" إلا بتقصير أبويه في الطفولة، وسوء أساتذته في الصبا، ورداءة المحيط الاجتماعي في الفتوة، ولهذا قال القرآن الكريم:
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم، الآية: 30.
وقد صرح الحديث الشريف بهذا المعنى فجاء فيه:
"كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه (أو يمجسانه)"(3).
إذن كل طفل يولد على أساس الفطرة الإسلامية، أي: أنه يولد طيب النفس طاهر الروح نقي القلب محباً لعبادة الله تعالى.
فإذا انحرف فيما بعد عرفنا أن أبويه قد قصرا في طهارة نطفته التي كان منها، بتناول الزاد الحرام أو ممارسة الفعل الحرام.
وربما غذياه الحرام أو سقياه بعد الولادة، أو رآهما يفعلانه عند بداية إدراكه، فتاثر بهما وأقتفى ما ليس له به علم من سوء فعلهما، فانحرف عن الحق إلى الباطل، فخسرا وخسر هو بما ورث منهما وما اكتسب عنهما من سوء الفعل وقبحه.
وهكذا فإن الطفل سيكون شقياً إذا تغذى من مال الحرام.
مقدمات ولادة الزهراء (ع)
من جملة مقدمات ولادة فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ إن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله (ص) وزوجه خديجة الكبرى (ع) أن يبتعدا عن الناس، وبناءً على هذا ذهب رسول الله (ص) إلى غار حراء ليتعبد هناك أربعين يوماً وليلة؛ بينما عزلت خديجة (ع) نفسها عن الناس طيلة هذه المدة ملازمة بيتها، بعدها جاء الأمر لرسول الله (ص) بالرجوع إلى البيت؛ وفي الليلة الأربعين جاءه جبرئيل (ع) بالبشرى وقال له: السلام يقرؤك السلام ويبعث لك بهذه التفاحة من الجنة، أخذ الرسول (ص) التفاحة وضغط بها على صدره، فقسمها نصفين، وحين القسمة، خرج من التفاحة نور كنور الشمس، حينها قال جبرئيل (ع): يا رسول الله (ص) هذا نور السيدة التي اسمها في السماء "منصورة" وفي الأرض فاطمة (ع)(1).
هذا الحديث يمكن اعتباره مثلاً في آثار التغذية على شخصية الأبناء.
آثار التغذية من منظار قرآني
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى ـ بهذا الصدد:
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) سورة النساء، الآية: 10.
من البديهي، أن الذين ينظرون بعين الله يرون كيف تأكل النار من أكل أموال اليتامى ظلماً.
ولا يخفى على أحد، أن النطفة التي أنعقدت بنار الظلم ستكون على نحو ما انعقدت به من الظلم.
ومن الطبيعي أن الأبناء الذين انعقدت نطفهم من مال الربا، أو السرقة وأموال الحرام عموماً ستحملهم آثار الحرام على ارتكاب الحرام.
أثر الغذاء في نمو الطفل المادي
هكذا، فإن الغذاء المناسب والمقوي يترك آثاراً إيجابية على لطافة جسم الطفل.
ولنا روايات بهذا الصدد تتحدث عن المرأة حينما تتغذى بالأغذية المقوية كالتفاح، والسفرجل، والتمر، سيكون لهذه الأغذية الأثر الإيجابي في جمال ولطافة وقوة الطفل البدنية.
روي عن الإمام الصادق (ع) "أنه نظر إلى غلام جميل، فقال: ينبغي أن يكون أبو هذا أكل سفرجلاً ليلة الجماع"(2).
وينظر علماء اليوم أيضاً إلى أن التغذية الصحيحة على وقت الحمل، والرضاعة لها أثرها في جمال الوجه وتوازن الجسم واللون ولطافة الشعر والعين للطفل. وهكذا فإن الغذاء اللطيف، المعطر له تأثير إيجابي مناسب على ظاهر الطفل.
وعلى العكس من ذلك فإن الطعام الحرام وطعام الشبهات له أثار سلبية على شخصية الطفل وتركيبه.
تأثير آداب الطعام
علاوة على ما أسلفنا، فإن لآداب الطعام أيضاً آثاراً على الحالة النفسية للطفل، "فالتسمية" في بداية الطعام، وقول "الحمد لله رب العالمين" في النهاية ومراعاة الآداب الأخرى للطعام تدخل في دائرة بناء الشخصية.
حكاية عن العلامة المجلسي (ره)
هذه الحكاية نقلت عن العلامة (محمد تقي المجلسي) عليه الرحمة مطابقة للآيات والروايات والتجارب؛ فقد كان يقيم صلاته في الغالب في المسجد الجامع بإصفهان، وفي إحدى الليالي صحب ابنه إلى المسجد، ولكن الابن امتنع عن دخول حرم المسجد وانتخب الجلوس في ساحته.
وبعد ذهاب أبيه إلى حرم المسجد، ثقب الابن بمخيط كان في يده جعبة تحوي ماءً كانوا قد جاؤوا به إلى المسجد، وبعد الصلاة وصل الخبر إلى أبيه العلامة المجلسي، فتأثر كثيراً واغتم من فعل ابنه، وحين رجع إلى البيت قال لزوجته: لقد راعيت كثيراً في تأديبه وتغذيته وسعيت كثيراً قبل انعقاد نطفته وبعدها وفي سني صباه ولكن عمله اليوم يدل على تقصير أحدنا.
فقالت أم الغلام: عندما كنت حاملاً ذهبت إلى منزل جارنا، فجلب نظري شجرة رمان كانت لهم في ساحة المنزل، وبعيداً عن الأنظار ثقبت إحدى الرمانات بمخيط كان بيدي لأتذوق طعمها.
نتيجة
وعلى هذه الأساس عرفنا كيف أنّ مخيطاً غرزته الأم في رمانة بشجرة الجار أثر في تكوين شخصية الطفل وبعثه على أن يسلك سلوكاً غير طبيعي وتبين لنا أن تناول أي زاد من مال حرام في أي مرحلة من مراحل الحياة يؤثر في مزاج الولد وسلوكه تأثيراً سيئاً، ويدفعه للولوغ في المحرمات وممارسة المنكرات.
مشاركة الشيطان في تربية الأبناء
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:
(وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً" سورة الإسراء، الآية: 64.
لقد جاء في الروايات أن أحد مصاديق "مشاركة الشيطان" في انعقاد نطفة الأبناء يأتي من الطعام الحرام؛ فإذا كانت النطفة في طريقها إلى الانعقاد، وكان حينها الأب يفكر في عمل حرام لم تثمر ولداً مستقيماً قادراً على الصلاح وخدمة الناس، لأن للحرام تأثيراً ملموساً في اضطراب الإنسان الذي في تركيبه شيء من الحرام.
أثر البسملة عند تناول الطعام
فعليكم أعزائي أن تراعوا "حلية" و"حرمة" الطعام، ولا تتناولوا الغذاء "المشبوه" إلا أن يكون مقروناً "بالدعاء" و"اسم الله تعالى" و"التوسل" بالله سبحانه وتعالى مخلصين في عقيدتكم.
وإذا ما كان المسلمون يحتوون في أبدانهم قلوباً لم تصدأ بعد، متعبدين طبق ضوابط الإسلام الشريف تمكنوا من أعمال مثل تلك التي حدثت في حرب "القادسية" لقائد جيش المسلمين حين قال للمجوس "أن لنا قرآناً يحفظنا".
فأجابه قائد المجوس ـ وكان بيده قدح من "السم القاتل" إذا كنتم تدعون أن القرآن يحفظكم، فخذ قدح السم هذا وتناوله، فتناوله منه، وقال: "بسم الله الرحمن الرحيم".
وشرب السمّ عن آخره فما أضره بإذن الله لصدق عقيدته في "بسم الله الرحمن الرحيم" وصفاء إيمانه بها.
في هذه المسألة حديث طويل ومفصل، ولكن الذي أخذناه بنظر الاعتبار هو ما لذكر "بسم الله الرحمن الرحيم" من أثر في إبطال شبهة الغذاء المشبوه.
كذلك، على الأمهات أن يذكرن البسملة عند تناول الطعام، ورضاعة أطفالهن، أو تغذيتهم.
تذكير
أعزائي، احذروا تلوث أموالكم ورواتبكم التي أحلها الله لكم، وانجزوا أعمالكم على أحسن وجه.
وليس لكم أن تتقاعسوا أن تتهاونوا في الأعمال، لأن الأموال التي تصرف لكم هن من بيت مال المسلمين.
واحذروا من استعمال السيارات ووسائل النقل العامة لمصالحكم الخاصة فإنها أمانات جعلت مسؤوليتها في عهدتكم.
عليكم أن تضعوا دائماً في أذهانكم قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
"ادقوا أقلامكم وقاربوا بين سطوركم وإياكم وفضول الكلام فإن أموال المسلمين لا تتحمل الضرار".
الفطرة
إن فطرة الإنسان من منظار قرآني وروائي تقبل الإسلام وكل ما يتعلق به من تشريعات؛ ومعنى ذلك أن "الإسلام" و"تفصيلات قوانينه" هي أشياء مقبولة في أصل الإنسان.
وما انحرف إنسان عن "الإسلام" و"تفاصيله" إلا بتقصير أبويه في الطفولة، وسوء أساتذته في الصبا، ورداءة المحيط الاجتماعي في الفتوة، ولهذا قال القرآن الكريم:
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم، الآية: 30.
وقد صرح الحديث الشريف بهذا المعنى فجاء فيه:
"كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه (أو يمجسانه)"(3).
إذن كل طفل يولد على أساس الفطرة الإسلامية، أي: أنه يولد طيب النفس طاهر الروح نقي القلب محباً لعبادة الله تعالى.
فإذا انحرف فيما بعد عرفنا أن أبويه قد قصرا في طهارة نطفته التي كان منها، بتناول الزاد الحرام أو ممارسة الفعل الحرام.
وربما غذياه الحرام أو سقياه بعد الولادة، أو رآهما يفعلانه عند بداية إدراكه، فتاثر بهما وأقتفى ما ليس له به علم من سوء فعلهما، فانحرف عن الحق إلى الباطل، فخسرا وخسر هو بما ورث منهما وما اكتسب عنهما من سوء الفعل وقبحه.
تعليق