بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...........................
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد اغضبني
وقال (صلى الله عليه وآله) : يرضى الله لرضا فاطمة ويغضب لغضبها (2).
ولو تأملنا في الحديثين الشريفين لوجدنا أن النبي الأكرم ربط بين رضا الزهراء
ورضا الله فأحدهما متوقف على الاخر ولربما هي صلوات الله عليها الوحيدة بين الخلائق التي عُرفت بهذه الخصوصية
ولو وقفنا فخورين امام أمراة تصل لهذه المنزلة الرفيعة المباركة
لنسمع نداءاتها وناخذ دروساً من حياتها ..
نداء فاطمة للمرأة :
إنّ نداء فاطمة للمرأة في العالم هو: كوني إنسانة ولا تكوني مجرّد أنثى تتحرك بأنوثتها لتسقط إنسانيّتها، كوني إنسانة مع الله ومع النّاس، إنسانة بالمعنى الروحي والعقلي والحركي، وكوني رساليّة تفكّر في الرسالة لا في الذات، فتقدِّم الذات فداءً للرسالة.
وإنَّ الإسلام يقول للمرأة في العالم، وكذلك للرّجل، هذه فاطمة سيدة نساء العالمين لا بنسبها، ولكنها سيّدة نساء العالمين بفضائلها، ولهذا، انطلقوا لتتعلّموا منها كيف يكون الحبّ للإنسان والعطاء للإنسان، وكيف تكون المسؤوليّة الثقافيّة، وكيف تكون المواجهة والمعارضة للظّلم والانحراف، ولتكنْ الزَّهراء(ع) قدوتكم في العبادة، وقدوتكم في الأخلاق والجهاد والعطاء والإيثار.
الثّبات في المواقف:
نتعلّم من حياة الزهراء(عليها السلام ) وسيرتها الثّبات في المواقف، والصّبر في الشّدائد، إذ لم يشغلها مرضها وألمها وحزنها على رسول الله(صلى الله عليه واله ) بعد وفاته عن الوقوف مع الحقّ لتدافع عنه بكلّ ما آتاها الله من قوة، فوقفت وخطبت وتكلمت واحتجّت بكلّ الوسائل لإثبات حقّ الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، حتى إنّها واصلت الاحتجاج إلى ما بعد وفاتها، عندما أوصت بأن تدفن ليلاً ويعفى قبرها ولا يشارك في تشييعها الّذين ظلموها، وعلينا أن نأخذ من ذلك درساً، لنتعلم أنّه إذا واجهتنا بعض المشاكل الشخصيّة أو الاجتماعيّة، فعلينا أن لا نجعل تلك المشاكل مبرّراً للابتعاد عن مسؤوليّاتنا العامّة أو الخاصّة. كما أنّ الزهراء(ع) لم يشغلها كلّ اهتمامها ببيتها وزوجها وتربية أولادها عن القيام بواجبها الإسلاميّ، بتعليم المسلمات والمسلمين أحكام دينهم وتعاليمه، وعن الحضور الفاعل في كلّ ساحات الصّراع الجهادي والسياسي والثقافي
ومع معطيات هذه الدروس العظيمة التي نحتويها لكي لاتنطبق علينا كلماتها المباركة وهي تذكر القوم بما كانوا عليه في بحور الظُلم والجاهلية ...
{..و كنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب و ﻧﻬزة الطامع و قبسة العجلان و موطئ الأقدام تشربون الطرق و تقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد(ص) بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال و ذؤبان العرب و مردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواﺗﻬا فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه و يخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر و تتوكفون الأخبار و تنكصون عند النزال و تفرون من القتال}.
وصولا للاقتداء بالهادي البشير التي كانت الزهراء عليها السلام نفحة من نفحاته العظيمة المباركة
وهاهو قول عائشة يطالعنا اذ تقول :
: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.