لنعيش مع الزهراء عليها السلام
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
مع قرب حلول الليالي الفاطمية والظلامات العلوية والالام الحسنية والفجائع الحسينية والاحزان الزينبية
:
لنعيش مع الزهراء عليها السلام عند تسبيحة الزهراء فكلما سبحتم الله تعالى بتسبيحة الزهراء (ع)تذكروها وهي ........
:
:
تطحن بالرحى حتى أثرت الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى طبع الدخان أثره على ملابسها وترك لونه على ثيابها (وقت العمل بالطبع )وبلغ بها الحال أن دخل عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات صباح، وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل، وطفلها يبكي إلى جانبها، فبكى النبي، وقال "(( تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة))
:
وكما نعلم انها سلام الله عليها جاءت الى ابيها رسول الله (ص)تطلب منه خادمة لتعينها على اعمال البيت
فقال لها: يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا وما فيها.
قالت: وما ذاك يا رسول الله؟
قال: " تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بلا إله إلا الله، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها
ولو كان هناك شيء افضل من التسبيح لنحله رسول الله (ص)لفاطمة (ع) "
:
وعادت فاطمة إلى دارها تحمل معها أعظم هدية ربانية، وأكبر عطاء تربوي فكري. تلكم كانت قصة حديث تسبيح فاطمة الذي أطلقوا عليه اسم تسبيح الزهراء، وشاع صيته في الآفاق وأصبح المسلمون يرددونه في أعماق كل صلاة في خشوع ودموع. ولكن هل انتهت قصة هذا التسبيح العظيم - تسبيح الزهراء -؟ كلا..
بالطبع إن تسبيح الزهراء - سلام الله عليها يعتبر شعيرة عظيمة، من شعائر الله التي هي من تقوى القلوب. ونحن نعرف أن فاطمة لها أسلوب خاص، وسيرة ذاتية تتعامل بها مع شعائرالله تعالى
:
فلنواظب على تسبيح الزهراء(ع) بعد الفرائض وقبل النوم ونهديه الى روحها الطاهرة
ونستشعر معاناتها والآلامها
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::
التسبيح من شعائر الدين (1) فالتسبيح شعار، أو قل: شعيرة من شعائر الدين ومحتواه الفداء والتضحية والفداء لا يكون إلا إذا سبقته تربية، وهو بعد ذلك كله يحتاج إلى رمز يدل عليه، وهنا نستطيع بقليل من التركيز والانتباه أن نلمس هذين الشرطين في تسبيح الزهراء...
الشرط الأول، هو الشرط التربوي.. ونلمسه في تركيبة هذا التسبيح الذي علمه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لابنته فاطمة الزهراء والتسبيح يتكون من أربع وثلاثين مرة الله أكبر.. وثلاث وثلاثين مرة الحمد لله، وثلاث وثلاثين مرة سبحان الله ... وفي نظرة واعية نلقيها على هذا الترتيب المتقدم نجد أن التسبيح يبدأ باسم الله وينتهي باسم الله، فهو لم يبدأ بالحمد لله، ولا بدأ بسبحان الله، وإنما بدأ بالله أكبر. وختم بسبحان الله حتى تكون أول كلمة في التسبيح هي كلمة الله، وآخر كلمة في التسبيح هي كلمة الله. (الله أكبر.. سبحان الله.. الحمد لله). انظروا إلى الكلمتين اللتين أحاطتا بالتسبيح كما يحيط الهلال بحفة النجوم في صدره. هذا هو الشرط الأول، الشرط التربوي.. حيث ظهرت فيه الإشارة واضحة إلى المبدأ والمعاد.. فنحن من الله وسنرجع إليه... إنا لله، وإنا إليه راجعون. وهذا معناه أن القراءة والدعاء، والتسبيح وكل حركة في الحياة يجب أن تكون باسم الله... كما كانت أول كلمة في القرآن: * (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
:::::::::::::::::::::::
أما الشرط الثاني والذي يعني أن هناك رمزا نتخذ منه قدوة، وأسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح، فهو الفداء، والتضحية... وهنا تجد فاطمة الزهراء (عليها السلام) حين أخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أقول: حين أخذته من أبيها، هذا الدرس انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) وحين وصلت إلى القبر، جلست تصنع حبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد. أجل.. فاطمة تصنع مسبحة من تراب قبر الحمزة من أجل أن تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية، من أجل الحق، من أجل أن يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة، من أجل أن يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون إكراه.. من أجل إعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية... من أجل أن يندحر الظالمون، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض. وفاطمة الزهراء، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا، إنها تعطي العبادات أبعادا توعوية تزيد في رشد الأمة، وتنقص من غبائها وبلادتها، نعم إنها مسبحة للصلاة، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين.. كلا.. إنما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية..
وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا. ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين (عليه السلام) في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما أن الصلاة لا تقوم في الأرض إلا بدماء الشهداء حيث:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * حتى يراق على جوانبه الدم من كل ذلك نخرج بحصيلة نافعة مفادها: أن الشعائر الفارغة لا تؤدي دورا نافعا في الحياة.. بخلاف الشعائر المليئة بالمضمون، والمحتوى فإنها تبني الحياة وتسعد القلوب، وتربي النفوس، وهي بعد ذلك قائمة على التقوى، وملاكها طهارة القلوب وصفاء النفوس. ولهذا نجد الزهراء، حولت الشعائر الإسلامية إلى سلوك يتحرك في أعماق الإنسان، وبين يديه ومن خلفه.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تعليق