بسم الله الرحمن الرحيم
الإنفاق في سبيل الله《3》*
لا يكون المؤمن شحيحاً:
نعم، قد وردت بعض الروايات بلسان أنّه لا يكون المؤمن شحيحاً، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "لا يؤمن رجل فيه الشحّ والحسد والجبن، ولا يكون المؤمن جباناً ولا حريصاً ولا شحيحاً"6.
وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ثلاث لا تكون في مؤمن: لا يكون جباناً، ولا حريصاً، ولا شحيحاً"7.
وقد يكون المقصود من هذه الروايات الّتي تنفي الإيمان عن الشحيح الّذي هو البخيل، أنّ الشحّ بالفعل يُخرج الإنسان عن الإيمان من خلال إدخاله في المخالفات الشرعية المتعدّدة ويجعله فاسقاً أو جاحداً، فمثلاً: قد يمنع حقّ الله في ماله الواجب عليه.
وقد يكون واجباً عليه صلة رحمه بالمال فلا يفعل. وقد يمنع نفقة الوالدين والأهل من زوجة وأولاد وهي واجبة.
أو قد يترك الحجّ مع الاستطاعة...الخ
لذلك نجد أمير المؤمنين عليه السلام يُنكر على من جعل حال الظالم أسوأ من حال البخيل، فعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سمع رجلاً يقول: إنّ الشحيح أعذر من الظالم.
فقال له عليه السلام: "كذبت، إنّ الظالم قد يتوب ويستغفر ويردّ الظلامة على أهلها، والشحيح إذا شحّ منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وقرى الضيف، والنفقة في سبيل الله، وأبواب البرّ، وحرام على الجنّة أن يدخلها شحيح"8.
-----------------------
يتبع
تعليق