بسم الله الرحمن الرحيم
الإنفاق في سبيل الله《4》*
البخل قد يُسبّب عاقبة السوء:
فهذا الإنسان وإن كان مسلماً في الظاهر إلا أنّه ارتكب ببخله العديد من الكبائر الّتي تجعله في خطر شديد من خروج سكينة الإيمان من قلبه ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾9.
وقد يقوده بخله إلى خاتمة النفاق والسوء كما حدث لثعلبة بن حاطب، ولقارون... وغيرهما الكثيرين ممّن أهلكه الشحّ وأطفأ شعلة إيمانه البخل.
وبالتالي وإن كان مؤمناً بالظاهر إلا أنّ الإيمان القلبّي يُسلب منه لشحّه بالمال وعدم امتثاله للتكليف الإلهيّ بالبذل.
نستجير بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا.
فقد ورد أنّ ثعلبة كان فقيراً فعاهد الله لئن آتاني من فضله لأصّدقنّ ولأكوننّ من الصالحين، فأعطاه الله مالاً كثيراً ببركة دعاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنّه بخل وشحّ وتولّى، ولم يؤدّ ما فُرض عليه من زكاة في ماله، واعترض على حكم الزكاة بأنّه مثل العُشر الّذي كان يؤخَذ كضريبة بغير حقّ، ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ☆ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون﴾َ10 .
فإلامَ أدّى به شحّه؟
إلى النفاق وخاتمة السوء ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون﴾َ11.
---------------------------------
يتبع
تعليق