إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشمولية والموازنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشمولية والموازنة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    - إنّ الإسلام دين جامع، فيه أحكام: علمية، وفيه اعتقاد، وتطبيق، وأحكام مالية، وأحكام بدنية، واقتصاد، وسياسة، وسلوك روحي، وسلوك مادي، وفيه دين متوازن.. {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ}.

    - إن الذي يريد أن يأخذ ببعض الكتاب، ويترك بعض الكتاب، هذا يبتلى بالنبوغ غير المتوازن.. إذ أن البعض أثناء سيره، ينمو نمواً غير متوازن، إذ يعتمد على طريقة دون الأخرى: إما أنس شديد مع الخلق، كما يعبّر الإمام السجاد عليه السلام: (لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين، فبيني وبينهم خلّيتني).. أو هروب ونفور من الخلق.. فلا هذه حالة طبيعية، ولا هذه حالة طبيعية.

    - إن بعض الناس أما أن يقبل على الدنيا بزينتها، وبزخرفها.. وزينة الدنيا: النساء، والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.. فيجعل هذه الأمور قبلة يعبدها.. وهناك إنسان يترك حبله على غاربه، فلا يهتم برعيته بأدنى درجات الاهتمام، وهذا أيضا إفراط.. والتفريط أن يبالغ الإنسان في إتعاب نفسه بالعبادة، وهو غير مقبل، فيؤذي نفسه في هذا المجال.. وإنسان لا يكاد يحمّل نفسه تعب العبادة في أدنى درجاتها، هذا أيضا تفريط.

    - الشمولية والتوازن: الشمولية الطولية، والتوازن العمقي: أي نحاول أن نتحلى بكلّ أوامر الشريعة طولاً وعمقاً، وكلّ أمر إلهي نحاول أن نطبقه كما أراده الله عزّ وجل: فهو أمرنا بالعبادة، ولكن بشكل متوازن.. وأمرنا بالاهتمام بالزوجة والأولاد، ولكن بشكل متوازن.. وأمرنا بالسعي للرزق، ولكن بشكل متوازن.

    فإذن، في خط أفقي، علينا أن ننظر إلى أوامر الشريعة في كلّ المجالات: علماً، وعملاً، وجسماً، ومالاً، وسياسةً، واقتصاداً، في أيّ مجال كان.. ولهذا عندما يُمدح أمير المؤمنين -صلوات الله وسلامه عليه- يقال فيه:
    جمعت في صفاتك الأضداد *** فلهذا عزّت لك الأنداد

    هذا هو الذي ميّز أمير المؤمنين (عليه السلام )، إذ جمع في صفاته الأضداد: فهو في النهار أمام المشركين، فاتك يحصد الرؤوس حصداً.. وفي الليل ناسك يذوب بين يدي الله -عزّ وجل- حتى عرفت في التاريخ الغشوة العلوية، التي كانت تنتابه في الليل.

    - إن المؤمن إذا أراد أن يتأسى بمواليه -سلام الله عليهم- عليه أن يراعي الخطين في آن واحد: الشمولية، والتوازن.. الشمولية تمّثل الخط الطولي الأفقي، والتوازن يمثّل الخط العمقي.. ولهذا من لا يوازن في هذا المجال، سرعان ما يبتلى بالتضخم الكاذب في مجال، والضمور في مجال آخر.. فالشيطان لا يريد من الإنسان أن يترك جميع الوظائف، إنما يريد منه أن يترك بعض الوظائف، ولو بأن يغريه في الوظائف الأخرى.. فمن الأساليب الشيطانية الخفية الخبيثة: أن يغري الإنسان بجانب من الشريعة، ويلهيه عن جانب آخر.. كلما أراد أن ينتقل للجانب الآخر، يرجعه لذلك الجانب الأول، وبالتالي لا يصل إلى الهدف المنشود من الخلقة.

    - إن الهدف أن يكون الإنسان متعبداً لله -عزّ وجلّ- بكل ما تعنيه الكلمة، ولهذا أمير المؤمنين -عليه السلام- في إحدى المعارك، كان يراقب وقت الصلاة.. فهو يريد أن يوازن بين الجهاد وبين الصلاة، لا يعطي لهذا حقاً أكثر من الجانب الآخر.. ومختلف أنماط سلوكهم -عليهم السلام- يعطينا هذا الجانب من التوازن في الشريعة.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X