اللهم صل على محمد وآل محمد
من خطبة آمیرالمؤمنین علیه السلام:
أُوصِیکُمْ- أَیُّهَا النَّاسُ- بِتَقْوَی اللَّهِ وَ کَثْرَةِ حَمْدِهِ عَلَی آلَائِهِ إِلَیْکُمْ وَ نَعْمَائِهِ عَلَیْکُمْ وَ بَلَائِهِ لَدَیْکُمْ فَکَمْ خَصَّکُمْ بِنِعْمَةٍ وَ تَدَارَکَکُمْ بِرَحْمَةٍ أَعْوَرْتُمْ لَهُ فَسَتَرَکُمْ وَ تَعَرَّضْتُمْ لِأَخْذِهِ فَأَمْهَلَکُمْ وَ أُوصِیکُمْ بِذِکْرِ الْمَوْتِ وَ إِقْلَالِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ وَ کَیْفَ غَفْلَتُکُمْ عَمَّا لَیْسَ یُغْفِلُکُمْ وَ طَمَعُکُمْ فِیمَنْ لَیْسَ یُمْهِلُکُمْ فَکَفَی وَاعِظاً بِمَوْتَی عَایَنْتُمُوهُمْ حُمِلُوا إِلَی قُبُورِهِمْ غَیْرَ رَاکِبینَ وَ أُنْزِلُوا فِیهَا غَیْرَ نَازِلِینَ کَأَنَّهُمْ لَمْ یَکُونُوا لِلدُّنْیَا عُمَّاراً وَ کَأَنَّ الْآخِرَةَ لَمْ تَزَلْ لَهُمْ دَاراً أَوْحَشُوا مَا کَانُوا یُوطِنُونَ وَ أَوْطَنُوا مَا کَانُوا یُوحِشُونَ وَ اشْتَغَلُوا بِمَا فَارَقُوا وَ أَضَاعُوا مَا إِلَیْهِ انْتَقَلُوا لَا عَنْ قَبِیحٍ یَسْتَطِیعُونَ انْتِقَالًا وَ لَا فِی حَسَنٍ یَسْتَطِیعُونَ ازْدِیَاداً أَنِسُوا بِالدُّنْیَا فَغَرَّتْهُمْ وَ وَثِقُوا بِهَا فَصَرَعَتْهُمْ فَسَابِقُوا- رَحِمَکُمُ اللَّهُ- إِلَی مَنَازِلِکُمُ الَّتِی أُمِرْتُمْ أَنْ تَعْمُرُوهَا وَ الَّتِی رَغِبْتُمْ فِیهَا وَ دُعِیتُمْ إِلَیْهَا وَ اسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ بِالصَّبْرِ عَلَی طَاعَتِهِ وَ الْمُجَانَبَةِ لِمَعْصِیَتِهِ فَإِنَّ غَداً مِنَ الْیَوْمِ قَرِیبٌ مَا أَسْرَعَ السَّاعَاتِ فِی الْیَوْمِ وَ أَسْرَعَ الْأَیَّامَ فِی الشَّهْرِ وَ أَسْرَعَ الشُّهُورَ فِی السَّنَةِ وَ أَسْرَعَ السِّنِینَ فِی الْعُمُرِ.
--------------------------
نهج البلاغة، الخطبة 230
تعليق