تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
العُجُب بالنفس خطير جدّاً ، وبحسب بعض الروايات فإن الله قد يبتلي الانسان بذنب ٍفقط لأجل ان يُنقذه من العُجُب ، والعُجُب خصلة فرعونية ، ويُستدل عليه باجتماع ثلاثة علامات : .
العلامة الاولى : تعظيم النفس بسبب العمل
فيحصل في نفسه روعة وبهجة وسرور بسبب عمله الذي فعله ( كسجدة طويلة او حج او زيارة ماشيا وغيرها ) فيرى الفضل كل الفضل لنفسه التي تحملت كل هذه المشاق والتعب وقامت بهذا العمل العبادي ، متناسيا ان الله تعالى هو الذي رزقه هذا الرزق وهذه الطاعة فالمفروض أن يشكُر ربَّه لا أن يأخذهُ العُجُب ! .
العلامة الثانية : أن يرى نفسه غير مُقصِّر ...
فيعتقد بأنه لابُدَّ وان يدخُل الجنة ولابُدَّ وان يُستجاب دُعاءه ، لانَّهُ فعل ما فعل من العبادة ! فيعتقد إنَّ له الحق على الله تعالى والعياذ بالله واذا لم يُستجب له بعضهم يُصرّح يخاطب الله ( لماذا لا تستجيب لي انا زائر الحُسين وأنا الذي تصدقت وأعطيت وصلّيت وبكيت ووو انا انا)
وهذه العلامة للاسف نراها الآن ونسمعها من بعض الشباب حيث يقول بعضهم ( انت ذهبت للحسين خلاص بعد )
عزيزي من قال لك ان الزيارة مقبولة ؟ فلو كان فيها رياء فهي باطلة ، لو كانت نيتك انك تذهب للحسين لاجل يقال عنك زائر ومشاي ويأتي الناس يسلمون عليك فزيارتك ليست لله فهي باطلة عند الله كما يذكر المراجع وكذلك الحج بل كل عمل عبادي بل حتى لو قتلت في ساحات المعركة كما حصلت وقت النبي مُحمَّد (ص) .
.
العلامة الثالثة : عدم الازدياد من الاعمال الصالحة
عن امير المؤمنين ع " الاعجاب يمنع الازدياد " ميزان الحكمة
فالانسان الذي يتداخله العجب لا يرى نفسه مقصرا بل ولا يستشعر الخوف من سوء العاقبة ولذلك لا يستكثر من الاعمال الصالحة لأنه بطبيعة الحال يرى نفسهُ غير مُقصّر !
ولذا يتوقف عنده السير والسلوك الى الله ومن رحمة الله تعالى ان يبتلي هذا العبد بالمعصية كي يستفيق من هذا الطغيان الفرعوني ويرجع الى حال التائب المنكسر ويعود الى ربِّه ...