اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال
ما المراد بحديث الامام الصادق عليه السلام:
اذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب؟..(1)
في الغيبة للنعماني عن علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الأعشى، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
- إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب، أتدري لم ذلك؟ قلت: لا،
- قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه.
ممكن توضيح لهذا الرواية؟
الجــواب
ويشبه هذه الرواية ايضاً ما ورد عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
- إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب.
- قلت له: مم ذلك؟
- قال: مما يلقون من بني هاشم.
(غيبة النعماني: 307 ب 17 ح 5).
والرواية بصورة عامة وسريعة تشير الى نقمة من قبل اهل الشرق والغرب على نفر من أهل بيت النبي صلوات الله عليه واله الذين ينتمون من الناحية النسبية الى ما ينتمي اليه الامام المنتظر روحي فداه أيضاً،
.. والكلام يقع باتجاهين،
فهو تارة يتعلق بهوية أهل الشرق والغرب وماذا تعني عدائيتهم التي تفرز موقف اللعن هذا،
وأخرى يتعلق بالمراد هنا باصطلاح "أهل بيته"
- وطبيعة السر الذي يجعلهم يثيرون كل هذا الغضب عند أهل الشرق والغرب بحيث يتوجه اليهم كل هذا اللعن.
ينبغي ان نلاحظ في البداية أن الزمن الذي تتحدث عنه الرواية هو الزمن الذي عرفته الروايات بأنه سيمتلء بالظلم والجور وسيكون مضاداً للعدل والقسط،
والذي سيكون خروج الامام روحي فداه في واحدة من واجهاته هو مواجهة هذا الظلم والجور من أجل إقامة القسط والعدل،
ولذلك فإن من البديهي بمكان أن تكون الجهات اللاعنة هي الجهات التي تتصدر كيانات الظلم والجور وتقوده،
▫️ولا شك أن هذه الجهات التي ستلعن من قبل هؤلاء ستكون قد سببت لللاعنين أذى كبيراً وتمنّعاً على مشاريعهم الظالمة والجائرة، ورفضت الانخراط معهم في مشاريعهم،〰️ بحيث أدى ذلك إلى لعنهم من قبل كيانات الظلم هذه، فاللعن لا يأتي من فراغ، ولا يحصل دون إثارة الملعون غضب اللاعن،
ولربما كانت اشارة الرواية الى الناس وهم جهة غير الجهتين الاوليتين مختصة بطبيعة نتاجات سياسات التمنع والرفض لسياسات الظلم والجور على المجتمع الذي يتصدى أهل بيته لشؤونهم،
فهم سيتعرضون الى افرازات الظلم والجور هذه وسيكونون ضحايا له.
---------------------------
منقول
الشيخ جلال الدين الصغير
--------------------
يتبع
تعليق