
السؤال:❔ورد في القرآن الكريم أن سليمان


☑️ الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن يُعلم أنه لو كان معنى دعاء نبي الله سليمان


وهذا المعنى أيضاً لا يتناسب مع اعتقادنا بأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سوف تكون حكومته عالمية أوسع من مُلك سليمان

ولكن معنى دعائه (عجّل الله فرجه) هو طلب الاختصاص بمُلك حصل عليه لا أنه يسأل ملكاً اختصاصياً، بمعنى أن نبي الله سليمان






وهذا الأمر لا يعد عيباً أو نقصاً بالنسبة للأنبياء الذين يطلبون من الله أن يؤيدهم بمعجزة خاصة، كي يبرهنوا للناس على صدق نبوتهم، ولكي تتم الحجة على الناس.
ولهذا فلا يوجد أي مانع في أن يطلب الآخرون ملكاً أوسع وأكبر من ملك سليمان


والدليل على هذا الكلام الآيات التالية، والتي هي في الحقيقة تعكس استجابة الباري (عزَّ وجلَّ) لطلب سليمان

ومن هنا يتضح أن ما ذكرته الآيات والروايات من أن مُلك الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيكون عالمياً وأوسع من مُلك سليمان



وخلاصة الأمر أن الدعاء لم يختص بزيادة ونقصان وتوسعة ملكه وطلب الاختصاص به، وإنما اختص الدعاء بكمال النبوة والذي يتمّ بوجود معجزات خصوصية، لتميزه عن نبوة غيره من الأنبياء


ولقد ورد في بعض الروايات المنقولة عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم


قال: فقلت له: فقول رسول الله: رحم الله أخي سليمان بن داود ما كان أبخله، فقال لقوله وجهان: أحدهما: ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الآخر يقول: ما كان أبخله إن كان أراد ما كان يذهب إليه الجهال.
هذا كله إذا غضضنا النظر عن أن هذه الآية يمكن تفسيرها بما لا يتعارض مع عظمة ما عند الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، حيث إنه توجد عدة تفسيرات أخرى للآية الكريمة، نذكر منها التالي:
أولاً: إن المقصود من طلب الملك الذي لا ينبغي لأحد بعد سليمان

ثانياً: إن مقصوده هو الثواب الأخروي، ففي التبيان للشيخ الطوسي ج ٨ ص ٥٦٤: وقيل: إنه لا يمتنع أن يكون المراد أنه سأل ملك الآخرة وثواب الجنة الذي لا يناله المستحق إلّا بعد انقطاع التكليف....
وقريب منه ما جاء في تفسير مجمع البيان ونصه: وثالثها: ما قاله المرتضى (قدّس الله روحه): إنه يجوز أن يكون إنما سأل ملك الآخرة، وثواب الجنة، ويكون معنى قوله: ﴿لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ [ص: ٣٥]: لا يستحقه بعد وصولي إليه أحد من حيث لا يصلح أن يعمل ما يستحق به ذلك، لانقطاع التكليف. [تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج٨، ص٣٦٢]
ثالثاً: في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي ج ٨ ص ٣٦٢: إنه يجوز أن يكون التمس من الله تعالى آية لنبوته، يبين بها من غيره، وأراد لا ينبغي لأحد غيري ممن أنا مبعوث إليه، ولم يُرد من بعده إلى يوم القيامة من النبيين

رابعاً: في نفس المصدر: إنه التمس معجزة تختص به، كما أن موسى


ثم أنه لابد أن يُعلم أيضاً أن كل ما حصل عليه سليمان



ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
#مركز_الدراسات_التخصصية_في_الإمام_المهدي_عليه_السل ام
تعليق