رد الفقهاء على منكر ظلامات الزهراء (عليها السلام)
كثرت في العقود الأخيرة جملة من التشكيكات حول صحة ما جرى من مصائب وأحداث على مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد رحيل أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وادّعى البعض بأن (لا صحة لما يقال من أن القوم هجموا عليها وأحرقوا دارها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها...)!!، زاعماً بأنه (لا يوجد خلاف أساساً بين القوم وبين الزهراء (عليها السلام)، وأنها تصالحت معهم فيما بعد، وأن المسألة مجرد خلاف شخصي...)!!.
وقد تصدى مراجعنا العظام وعلماؤنا الأعلام (رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين) لهذه الموجة من التشكيكات، وسنذكر جانباً من أقوال بعضهم في المسألة..
قال آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله): منكر الأمور المذكورة والمرتاب فيها إمّا جاهل مستعمش أو متجاهل متحامق أو ناصب معاند، كفى الله المؤمنين تبعات تصرفاتهم ومعتقداتهم إنّه ولي الصالحين.
وقال آية الله العظمى السيد تقي القمي الطباطبائي: كسر ضلع الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) وإسقاط جنينها من الأمور المشهورة عند الكل، بل القضية من القضايا المتواترة، والتشكيك في مثل هذه الأمور الواضحة التي شهد بها المؤالف والمخالف إما صادرةٌ من مغرض يوسوس في صدور الناس ويتّبع الخناس، وإمّا صادرة من زمرة السفسطائيين، ويكون مثله فاقداً للعقل السليم، عجباً عجباً!! إن الجنين المقتول ظلماً وعدواناً جريمة لا ينكرها أحد على الإطلاق، وكتب التاريخ والسيرة والحديث أكبر شاهد على ذلك، وفي بعض الروايات، قد أُوِّل قوله تعالى: وإذا الموؤدة سُئلتْ بولدها المقتول محسن (البحار: ج53/ص23).
ولا عجب من أمثال هذا القائل فإن الروح الشيطانية قد تسوق صاحبها إلى كل جريمة، وكيف لا يكون الأمر كذلك والحال أن الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) عدلُ أمير المؤمنين في كثير من الأمور ومنها المظلومية، فإن علياً أعظم مظلوم في العالم.
وقال آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي: حديث مظلومية الزهراء (عليها السلام) ليس مختصّاً بالإمامية بل رواه جميع العامة أيضا ولو بنحو الإجمال خوفا من الفضيحة، وأما انّ سقوط الجنين كان لحالة اعتيادية وطبيعية فإن الإسقاط كان نتيجة الضرب وكسر الضلع والعصر والرفس، ولو تنزلنا فنفس الهجوم على الدار وإحراق الباب والإرعاب تكون عوامل طبيعية لإسقاط الجنين.
وقال آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره): العاقل لا يحتاج في كل أمر إلى نقل يكون نصاً صحيحاً فإنّ إخفاء التشييع والصلاة والدفن والمدفن يكشف عما سبق عليها في الحياة كشف المعلول عن العلة التي هي غضبها المستلزم لغضب أبيها (صلى الله عليه وآله) الموجب لغضب الله تعالى، فلا انتظار بعد ذلك لأي شيء من العاقل المنصف..
ومن أراد التفصيل فعليه بكتاب (مأساة الزهراء (عليها السلام) ) للعلامة السيد جعفر مرتضى العاملي فإنّه قد جمع الروايات المتعرّضة إلى كسر الضلع وإسقاط الجنين وغيره، وقد أجاد فيما كتب وأفاد، والله الهادي للحقّ.
وفي مصائبها راجع كتاب بيت الأحزان للمحدث القمي تجد أنّ المصائب المذكورة لا شبهة فيها وإنّ إنكارها إنكار التاريخ البديهي ولا ينكرها إلاّ معاند مبغض.
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
كثرت في العقود الأخيرة جملة من التشكيكات حول صحة ما جرى من مصائب وأحداث على مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد رحيل أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وادّعى البعض بأن (لا صحة لما يقال من أن القوم هجموا عليها وأحرقوا دارها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها...)!!، زاعماً بأنه (لا يوجد خلاف أساساً بين القوم وبين الزهراء (عليها السلام)، وأنها تصالحت معهم فيما بعد، وأن المسألة مجرد خلاف شخصي...)!!.
وقد تصدى مراجعنا العظام وعلماؤنا الأعلام (رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين) لهذه الموجة من التشكيكات، وسنذكر جانباً من أقوال بعضهم في المسألة..
قال آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله): منكر الأمور المذكورة والمرتاب فيها إمّا جاهل مستعمش أو متجاهل متحامق أو ناصب معاند، كفى الله المؤمنين تبعات تصرفاتهم ومعتقداتهم إنّه ولي الصالحين.
وقال آية الله العظمى السيد تقي القمي الطباطبائي: كسر ضلع الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) وإسقاط جنينها من الأمور المشهورة عند الكل، بل القضية من القضايا المتواترة، والتشكيك في مثل هذه الأمور الواضحة التي شهد بها المؤالف والمخالف إما صادرةٌ من مغرض يوسوس في صدور الناس ويتّبع الخناس، وإمّا صادرة من زمرة السفسطائيين، ويكون مثله فاقداً للعقل السليم، عجباً عجباً!! إن الجنين المقتول ظلماً وعدواناً جريمة لا ينكرها أحد على الإطلاق، وكتب التاريخ والسيرة والحديث أكبر شاهد على ذلك، وفي بعض الروايات، قد أُوِّل قوله تعالى: وإذا الموؤدة سُئلتْ بولدها المقتول محسن (البحار: ج53/ص23).
ولا عجب من أمثال هذا القائل فإن الروح الشيطانية قد تسوق صاحبها إلى كل جريمة، وكيف لا يكون الأمر كذلك والحال أن الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) عدلُ أمير المؤمنين في كثير من الأمور ومنها المظلومية، فإن علياً أعظم مظلوم في العالم.
وقال آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي: حديث مظلومية الزهراء (عليها السلام) ليس مختصّاً بالإمامية بل رواه جميع العامة أيضا ولو بنحو الإجمال خوفا من الفضيحة، وأما انّ سقوط الجنين كان لحالة اعتيادية وطبيعية فإن الإسقاط كان نتيجة الضرب وكسر الضلع والعصر والرفس، ولو تنزلنا فنفس الهجوم على الدار وإحراق الباب والإرعاب تكون عوامل طبيعية لإسقاط الجنين.
وقال آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره): العاقل لا يحتاج في كل أمر إلى نقل يكون نصاً صحيحاً فإنّ إخفاء التشييع والصلاة والدفن والمدفن يكشف عما سبق عليها في الحياة كشف المعلول عن العلة التي هي غضبها المستلزم لغضب أبيها (صلى الله عليه وآله) الموجب لغضب الله تعالى، فلا انتظار بعد ذلك لأي شيء من العاقل المنصف..
ومن أراد التفصيل فعليه بكتاب (مأساة الزهراء (عليها السلام) ) للعلامة السيد جعفر مرتضى العاملي فإنّه قد جمع الروايات المتعرّضة إلى كسر الضلع وإسقاط الجنين وغيره، وقد أجاد فيما كتب وأفاد، والله الهادي للحقّ.
وفي مصائبها راجع كتاب بيت الأحزان للمحدث القمي تجد أنّ المصائب المذكورة لا شبهة فيها وإنّ إنكارها إنكار التاريخ البديهي ولا ينكرها إلاّ معاند مبغض.
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
تعليق