بسمه تعالى
حوال دار بيننا نحن الباحث الطائي ، واحد الاخوة من مذهب العامة ( السنة )
ولقد كان قد بدأ حواره ( استشكاله ) من خلال طرح سؤال ، وجعله عنواناً لموضوعه .
ننقل اليكم مما ياتي كامل الحوار للفائدة ، وما التوفيق والهداية الا من عهد الله .
************************************************** ******
(صاحب الطرح اسمه التعريفي ، تحت الصيانة ) ، وكان سؤاله كالتالي :
هل المعصوم يؤجر ؟؟؟
الجواب ( الباحث الطائي ) :
بسمه تعالى
المعصوم عليه السلام يؤجر في كل عمل خير .
مسالة عصمته والتي هي فضل من الله ، لا تمنع وتتقاطع مع مفهوم الاجر ، لان الملاك هو الاختيار عند الانسان ، وحتى اصطفائه فهو اساسا من اختياره ولو كان هذا في مرتبة وجودية متقدمة على عالم الدنيا ، ( كعالم الذر : والروايات تعاضد هذا )
مسالة اخرى ، وهي كيف نفهم العصمة عند المعصوم عليه السلام
الجواب ، هي مرتبة من العلم بلطف الله وتسديده
بمعنى : المعصوم ليس مجبور على عدم فعل المعصية ، بل هو مختار مسدد
العصمة تفهم على انها امتناع عن فعل شيء ، انت جنابك لما تكون في حالة الصيام والالتزام تجد وتلزم نفسك عن فعل المحرم رغم قدرتك عليه
بل انت في غير هذا ، لا نتوقع منك ان ترمي نفسك في النار ، لعلمك - بل يقينك بانك سوف تحترق
المعصوم يرى بما لديه من علم بحقائق الاشياء ، بان المعصية او اي ذنب كمن يُطلبْ منه ان يرمي نفسه في النار حقيقتا ، فهل يفعل ام لا يفعل ! .
مسالة ثانية : وهو ما هو حقيقة الاجر الاخروي الذي نحن نسال عنه الان سواء للمعصوم او لغيره .
الجواب : الاجر لعل الفهم البسيط الظاهري لا يوصل للحقيقة ، ولقد تعمق علمائنا في فهم هذا الامر ومن خلال ادلة القران والرواية والعقل الى ان الاجر هو نفس العمل وليس غيره ،،، فانتبه ( ولذالك الكل محتاج الى الاجر وهو زاده في الاخرة ، اي جنته ، اي هو يصنع جنته من خلال عمله . )
بمعنى ليس عملك شيء ، والاجر / الثواب هو شيء اخر مقابله ( هذا يصح في الاجر والثواب الاعتباري وليس الحقيقي )
بل الاجر في المفهوم القراني هو نفس عملك سيظهر بحقيقة مناسبة هناك ، وبمجموعها تكون جنتك ومرتبتك .
مثلا - هذه التسبيحات ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ) لمّا كان الرسول ص في المعراج ودخل الجنة ووجد الملائكة يبنون قصرا من لبنة ذهب واخرى فضة وملاطها كذا من الزعفران او المسك وما الى غيرها ، فلما توقفوا عن العمل برهة ثم عادوا ، سال الرسول الخاتم ص جبرائيل ع عن ذالك فرد عليه ، بانهم ينتضرون المؤنة وهي تسبيح العبد .
ونفس الشيء بقول " لا حول ولا قوة الا بالله " ، يخلق الله منها اشجار في الجنة لصاحبها كما اخبر بذالك النبي ابراهيم ع للرسول محمد ص في رحلة المعراج .
وهكذا
ونفس الحال مع الذنوب ودركات النيران .
يقول الله في القران ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )
هنا هذه النار ليست اعتبارية ، بل حقيقة الذنب ، ولكن المشكلة لا يحس بها الانسان في الدنيا ( نستثني المعصوم ع مثلا ، الذي عنده علم اليقين ويرى حقائق الاشياء ) ،
لكن سوف يكشف عن حقيقتها في الاخرة ( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
انظر قوله تعالى ( لقد كنت في غفلة من هذا ) ، والغفلة لا تعني عدم وجود وحقيقة المغفول عنه بل هي متعلقها الغافل ،
وانظر قوله تعالى ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) ، يعني لما يُرفع الغطاء الذي كان عَـلَـيْـك في الدنيا تظهر لك حقيقة نفس عملك والذي هو جزائك ، وهنا اذا كان الذنب اكل مال اليتيم ، فحقيقته ناراً في البطــون ( لا يحس بها في الدنيا لوجود غطاء على بصيرته / روحه ، )
وانظر الى حقيقة اخرى وهي ان الله ينسب هذا الغطاء الى بصر الانسان وليس الى النار نفسها ، بمعنى ان عالم حقائق الاشياء / باطنها هي ليست مستورة اي لا غطاء عليها لمن يريد الوصول ، بل الغطاء علينا نحن من انفسنا .
ولهذا يقول الله في قصة وامر ابراهيم عليه السلام : وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ "
ويقول تعالى ( كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَ ّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ )
اي ان ابراهيم ع ، آتاه الله منزلة علم " النظر في الملكوت " باستحقاقه واختياره في عمله وجهاده في سلوكه الى الله ، فهو من الموقنين الحقيقيين ، وهذا اليقين يستطيع به ان يرى الجحيم وهو في هذه الدنيا ، ( علم اليقين ) ،،، ثم يوم القيامة لما تاتي النشاة الاخرة سيرى الجميع هذا الجحيم حاضرا امامهم ( عين اليقين )
وهذا يفتح باب لفهم اوسع ، فهنا المعصوم يعلم فقط الحكم الشرعي للقضية ، او ان الحكم الشرعي وحقيقته حاضرة امامه !!! ... فتأمل
والله اعلم
والسلام عليكم
حوال دار بيننا نحن الباحث الطائي ، واحد الاخوة من مذهب العامة ( السنة )
ولقد كان قد بدأ حواره ( استشكاله ) من خلال طرح سؤال ، وجعله عنواناً لموضوعه .
ننقل اليكم مما ياتي كامل الحوار للفائدة ، وما التوفيق والهداية الا من عهد الله .
************************************************** ******
(صاحب الطرح اسمه التعريفي ، تحت الصيانة ) ، وكان سؤاله كالتالي :
هل المعصوم يؤجر ؟؟؟
الجواب ( الباحث الطائي ) :
بسمه تعالى
المعصوم عليه السلام يؤجر في كل عمل خير .
مسالة عصمته والتي هي فضل من الله ، لا تمنع وتتقاطع مع مفهوم الاجر ، لان الملاك هو الاختيار عند الانسان ، وحتى اصطفائه فهو اساسا من اختياره ولو كان هذا في مرتبة وجودية متقدمة على عالم الدنيا ، ( كعالم الذر : والروايات تعاضد هذا )
مسالة اخرى ، وهي كيف نفهم العصمة عند المعصوم عليه السلام
الجواب ، هي مرتبة من العلم بلطف الله وتسديده
بمعنى : المعصوم ليس مجبور على عدم فعل المعصية ، بل هو مختار مسدد
العصمة تفهم على انها امتناع عن فعل شيء ، انت جنابك لما تكون في حالة الصيام والالتزام تجد وتلزم نفسك عن فعل المحرم رغم قدرتك عليه
بل انت في غير هذا ، لا نتوقع منك ان ترمي نفسك في النار ، لعلمك - بل يقينك بانك سوف تحترق
المعصوم يرى بما لديه من علم بحقائق الاشياء ، بان المعصية او اي ذنب كمن يُطلبْ منه ان يرمي نفسه في النار حقيقتا ، فهل يفعل ام لا يفعل ! .
مسالة ثانية : وهو ما هو حقيقة الاجر الاخروي الذي نحن نسال عنه الان سواء للمعصوم او لغيره .
الجواب : الاجر لعل الفهم البسيط الظاهري لا يوصل للحقيقة ، ولقد تعمق علمائنا في فهم هذا الامر ومن خلال ادلة القران والرواية والعقل الى ان الاجر هو نفس العمل وليس غيره ،،، فانتبه ( ولذالك الكل محتاج الى الاجر وهو زاده في الاخرة ، اي جنته ، اي هو يصنع جنته من خلال عمله . )
بمعنى ليس عملك شيء ، والاجر / الثواب هو شيء اخر مقابله ( هذا يصح في الاجر والثواب الاعتباري وليس الحقيقي )
بل الاجر في المفهوم القراني هو نفس عملك سيظهر بحقيقة مناسبة هناك ، وبمجموعها تكون جنتك ومرتبتك .
مثلا - هذه التسبيحات ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ) لمّا كان الرسول ص في المعراج ودخل الجنة ووجد الملائكة يبنون قصرا من لبنة ذهب واخرى فضة وملاطها كذا من الزعفران او المسك وما الى غيرها ، فلما توقفوا عن العمل برهة ثم عادوا ، سال الرسول الخاتم ص جبرائيل ع عن ذالك فرد عليه ، بانهم ينتضرون المؤنة وهي تسبيح العبد .
ونفس الشيء بقول " لا حول ولا قوة الا بالله " ، يخلق الله منها اشجار في الجنة لصاحبها كما اخبر بذالك النبي ابراهيم ع للرسول محمد ص في رحلة المعراج .
وهكذا
ونفس الحال مع الذنوب ودركات النيران .
يقول الله في القران ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )
هنا هذه النار ليست اعتبارية ، بل حقيقة الذنب ، ولكن المشكلة لا يحس بها الانسان في الدنيا ( نستثني المعصوم ع مثلا ، الذي عنده علم اليقين ويرى حقائق الاشياء ) ،
لكن سوف يكشف عن حقيقتها في الاخرة ( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
انظر قوله تعالى ( لقد كنت في غفلة من هذا ) ، والغفلة لا تعني عدم وجود وحقيقة المغفول عنه بل هي متعلقها الغافل ،
وانظر قوله تعالى ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) ، يعني لما يُرفع الغطاء الذي كان عَـلَـيْـك في الدنيا تظهر لك حقيقة نفس عملك والذي هو جزائك ، وهنا اذا كان الذنب اكل مال اليتيم ، فحقيقته ناراً في البطــون ( لا يحس بها في الدنيا لوجود غطاء على بصيرته / روحه ، )
وانظر الى حقيقة اخرى وهي ان الله ينسب هذا الغطاء الى بصر الانسان وليس الى النار نفسها ، بمعنى ان عالم حقائق الاشياء / باطنها هي ليست مستورة اي لا غطاء عليها لمن يريد الوصول ، بل الغطاء علينا نحن من انفسنا .
ولهذا يقول الله في قصة وامر ابراهيم عليه السلام : وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ "
ويقول تعالى ( كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَ ّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ )
اي ان ابراهيم ع ، آتاه الله منزلة علم " النظر في الملكوت " باستحقاقه واختياره في عمله وجهاده في سلوكه الى الله ، فهو من الموقنين الحقيقيين ، وهذا اليقين يستطيع به ان يرى الجحيم وهو في هذه الدنيا ، ( علم اليقين ) ،،، ثم يوم القيامة لما تاتي النشاة الاخرة سيرى الجميع هذا الجحيم حاضرا امامهم ( عين اليقين )
وهذا يفتح باب لفهم اوسع ، فهنا المعصوم يعلم فقط الحكم الشرعي للقضية ، او ان الحكم الشرعي وحقيقته حاضرة امامه !!! ... فتأمل
والله اعلم
والسلام عليكم
تعليق