إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القران والحياة الجنسية والتعاليم التربوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القران والحياة الجنسية والتعاليم التربوية

    بســم الله الــرحمــن الــرحيـم
    القران الكـريم والحيـاة الجنسيـة الحلقـة الاولـى
    المقـدمــة
    ( الجنـس ) .... هذه الكلـة أصبحـت على كل لسـان في هذا الزمـان ، وهي تعني لغوياً الضرب في الشيء، وهي اعم من النوع ، ومنه التجنيس ، والمجانسة على سبيل المثال تقول : ما جنسك ؟ و : ما جنس هذا النبات ؟ و : ما جنس هذا الحيوان ؟... وهكذا.

    اليوم اصبحت كلمة ( الجنس ) موردا ً تجاريا سهلا لكثير من الشركات السينمائية الاستغلالية، ولبعض كتاب القصص الساخرة أو البحوث العلمية السطحية ، أو المقالات العاطفية الساذجة . وللوقوف على المعنى العلمي لكلمة ( الجنس) فهي كل ما يمت الى المسائل التناسلية أو هي دراسة شاملة للجهاز التناسلي أو ما يتعلق بالحياة التناسلية وهي بالإنكليزية تسمى ( Sex) تدل على صفة التذكير والتأنيث وكلمة (Sexual) (جنس، تناسلي) أي الحياة الجنسية عند الذكر والانثى . هذه الكلمة نجدها في مطلع القرن التاسع عشر مع تطور وسائل الاتصال الحديثة وتكنلوجيا المعلومات الرقمية قد انحرفت – كلمة الجنس – عن مفهومها التربوي ، والعلمي وليس من العجب العجاب ان نرى القران الكريم قبل (14) قرنا قد تحدث عن امور تتعلق بحاتنا الجنسية ، والعاطفية بأسلوب عجز عنه جميع الفلاسفة والمفكرين ، والتربويين ، وعلماء الجنس ، والطب ، النفس .... أو نراه في احيان يشير اشارة عابرة فيها من العمق العلمي ما لا يخفى على كل لبيب ، متبصر بكلمات قصار هي في غاية التهذيب ، والبلاغة ، والادب المنقطع النظير ، فهو – أي القران الكريم – عندما يتناول موضوع ( المحيض ) وما يتبعه من اعتزال للنساء – مثلا – فإنما يتناول امرا طبيعيا يتعلق بالحياة التناسلية عند المرأة ، فليست ثمة اثارة لكوامن الغريزة .. فلو تتبعت كل كلمة ، او عبارة ، أو اشارة تتعلق بالحياة الجنسية عند الانسان لوجدتها تخلو من ثمة اثارة لكوامن الغريزة القران دون ادنى شك يعتبر اعظم كتاب علمي ادبي في ان واحد ، واكبر مرشد .. في حياتنا الجنسية.. قبل ان يتقدم العلم الحديث ، وقبل ان تعم أجهزة الاختبار ، ووسائل الطب التشريحي ، والات التصوير الشعاعي .. فهو – مثلا – قد تكلم عن تكوين الجنين الناتج عن عملية الاخصاب ، أرجو ان تكون هذه الحلقات العلمية الدليل للشباب الذين يتخبطون في دياجير الحيرة ، والتذبذب ، ولم يدركوا ان في كتاب الله اكبر موجه تربوي ، منظم للحياة الجنسية ، وموفر لهم الزواج السعيد . وهو يجنبهم كل شحطة اخلاقية ، ويعدهم اعداداً تربويا حكيما تقصر عنه جميع مناهج التربية الحديثة ومقومات علم النفس الجنسي ...
    ان القران ليس كتاب هدى ، وموعظة ، وارشاد وشعائر تعبدية ، وتهيئة الانسان للأخرة فحسب .. بل .. هو كتاب جمع كل شيء فوعى ، أو كما يقول احد الكتاب الغربيين ( ان الحياة كلها مدونة في القران ) .. ففضل القران لا ينتهي
    .

    بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد ان الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

  • #2
    الحلقة الثانية
    الغريزة الجنسية
    قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم بسورة ال عمران الآية الاربعة عشر ( زين للناس حب الشهوات من النساء ) .
    الاسلام دين اقعي ، يرى الغريزة الجنسية من مقتضيات الحياة ، واستمراريتها ، وهو يراعي هذه الغريزة ، ويوجهها الوجهة الصحيحة ، ويحيطها بأصول أخلاقية ، وأدبية ، ويقودها نحو الطريق الشريف والسليم ، الا وهو الزواج ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( لا رهبانية في الاسلام ) ، وقال تعالى بسورة المائدة الآية سبعة وثمانون ( يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ) ، ومن هذه الطيبات التمتع الزوجي ( النكاح الحلال) ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه واله المتبتلين والمتبتلات ( المتبتل هو الانقطاع عن الزواج ) ، ولما كان الاسلام يراعي جميع حاجات الانسان ، ويسدها ، ولا يكلف نفسا فوق طاقتها فانه يعتبر النشاط الغريزي أمرا طبيعيا جدا ، وهذا النشاط هو ممارسة الانسان حقا فسيولوجيا .. من حقوقه وانه يزين للإنسان حب الشهوات لتكون الغريزة الجنسية ما بين الاثارة والعفة والحياء . وهنا يثار يجب ان نتساءل : من أوجد الغريزة ؟ ومن جعل بين الرجل والمرأة مودة ورحمة ، وتعاطفا وألفه ؟ ومن اراد استمرار النوعي الانساني ؟ الله جل جلاله ... فمن يقف عارضا امام هذه الغريزة فهو مهوس منحرف عن ارادة الله ، يريد تكليف النفس فوق الطاقة ، وهو في كل الامور مريض بـ ( عقدة ) فان في الانقطاع الجنسي التام ، وكبت الشعور الغريزي ضعفا له الاثر الوخيم على الجهاز العصبي ، والعقل ، والنفس ، والسلوك الانساني ، وينجم عنه أمراض عصابية خطيرة وشذوذ عقلي يستعصي على العلاج الطبي والاجتماعي والديني .
    القران الكريم يريد الشفاء للنفس البشرية ، والتنفيس عن هذه الغريزة الطبيعية ، ويريد وهذا المهم نسلا قويا صحيحا لبني ادام جميعا ، والا حل الخراب على الارض ، اذا ما ألغي الزواج .
    والاسلام يوجه الغريزة الوجهة السليمة ، ويحوطها بالفضائل الجنسية ، ليأمن الانسان شر العثرات والثغرات ، وهو لذلك ينصح بالزواج ، ويحرم الزنا ، والبغاء ، والشذوذ الجنسي ، وفي ظروف حرجة خاصة لا يتوفر فيها الزواج الدائم ، أحل التمتع بملك اليمين من ( الاماء والجواري ) وأحل زواج المتعة ( الزواج المؤقت ) كي لا يشق على الانسان ، فيكلف نفسه رهقا ، وهو الذي يريد سلامة الانسان ، قال تعالى بسورة النساء الآية التاسعة والعشرون ( ولا تقتلوا انفسكم ) وفي هذا وجهان : أي لا تقتلوا انفسكم في كبت غرائزكم ، وتحميل النفس فوق طاقتها والوجه الثاني : تجنبوا الاسراف في العلاقات الجنسية المشروعة ، لان في هذا الاسراف نتائج وخيمة جدا ، فلا كبت ولا اسراف .. وهذا الاعتدال ، هو من أسس الدين الاسلامي ن وهو ايضا ما يعمل به الطب البشري الحديث .
    القران حياة كل مسلم ومسلمة
    بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد ان الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

    تعليق


    • #3
      الحقلة الثالثة
      التعفف وحفظ النفس

      قال الله تعالى بسورة النور الآية الثلاثة والثلاثون ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنهم الله من فضله ) أي ليطلب العفة الذين لا تتوفر عندهم الكفاءة المالية ، العفة هي الكف عما لا يحل وضبط النفس عن الشهوات والملاذ الحيوانية وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد ، ويحفظ صحة الانسان ، وطلب العفة من مواضع خاصة لها أثر هام في تهدئة الغريزة ، او ما يسمى بالأعلاء الجنسي (Sublimation ) وهذا يفيد من ادركوا طور المراهقة (Adolescence) ونرى الرسول الاعظم ينصح الشباب بالصيام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فان الصوم له وجاء) معنى الباءة النكاح ( الزواج ) ، واما معنى وجاء ( وقاية ) .

      ثم ان الانغماس في النشاطات الاجتماعية ، والرياضية ، والادبية ، والفنية مع تجنب كل ما يثير الغريزة من ( افلام اباحية ، صور مثيرة ، رقصة مبتذلة ، اغنية مائعة ..) ، فالإسلام يتخذ الاحتياطات في سد الاثارة ، فيأمر المؤمنين ، والمؤمنات ، كما جاء بقوله تعالى بسورة النور الآية الثلاثة والثلاثون ( قل للمؤمنين يغضوا ابصارهم .. وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ..) ، ويدعو القران ايضا للاحتشام ، ونبذ التبرج ، وحفظ الفرج كما جاء قوله عز وجل بسورة ابراهيم الآية الثامنة والثمانون ( ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ..) وبهذه الالتزامات التربوية، المهذبة... يتحقق حياة نظيفة لا يحس المؤمن العفيف ، بوطأة الغريزة ، وحرقان الفتنة ، ولا بالصراع النفسي أو الخيال الجنسي ، او الكبت . يقول العالم سيغموند فرويد مؤسس علم التحليل النفسي ( ... ان الفن الداعر هو احد الوسائل المتصنعة التي تستغل لهياج العاطفة الجنسية ) ، والابتعاد عن احاديث السفه والمجون ... واجتناب الاطعمة العسيرة الهضم ، والمنبهات ، والمحرشات ، والتوابل ، واشغال الذهن بكل ما هو هادف ، ونافع ، فان للتعفف الذهني النفسي الاثر الكبير على السلوك فهما متممان للتعفف الجسدي وان الاندماج في مضمار الحياة العملية ، مع الاختلاط المحتشم في حدود اجتماعية لها ابعد الأثر الايجابي في تقوية الروح والاخلاقية ، وسمو الهمة على مهابط التفكير السلبي ، ومغريات الغريزة ، هناك متنفس طبيعي للغريزة الجنسية الا وهو ( الاحتلام ) ، وهو يخفف من ضغط الحوافز الجنسية ، المتأتي عن امتلاء الحويصلات المنوية التي لها – بدورها – الاثر على الاعصاب والسلوك ، وفي حالة الهياج الجنسي ينصح لدى الاطباء بسكب الماء البارد على الرقبة ، والاعضاء التناسلية ، وغسل الوجه فهو يساعد على تهدئة الحواس عند الجنسين . لاسيما ان ضبط الغريزة لفترة محددة هي بمثابة حفظ البذور التناسلية لزوجة المستقبل ، وهو ضبط بوعي ، وادراك ، واقتناع بان العفة الجنسية فضيلة نفسية ، واستقامة ولا ضرر البتة من هذا السمو الجنسي على الصحة بل العكس .

      بقي ان نقول ان التعفف الجنسي ضروري جدا للمراهقين وهم في طور التكامل الجسدي ، والنمو العقلي ، والعاطفي والنفسي ولا نريد ان نتعلل بالطب الحديث الذي يسمح أو يجيز الاستمناء ( Masturbation) كل عشرة ايام للشباب العفيف ، وهو تعويض ... ويخشى ان يصبح عادة مستحكمة بالشخص ، ومن اضرارها السيكولوجية ( الشعور بالنقص) وهي مما تجرح الفضيلة الجنسية ، ناهيك عن ان ( ناكح اليد ) أي مرتكب العادة السرية ملعون ، سئل الصادق عليه السلام عن الخضخضة فقال إثم عظيم قد نهى الله تعالى عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت من يفعل ما أكلت معه، فقال السائل فبين لي يا بن رسول الله، من كتاب الله نهيه، فقال قول الله (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وهو ما وراء ذلك. قال النبي صلى الله عليه واله ناكح الكف ملعون ، و عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره. كما ورد في حديث يرويه صاحب كتاب ( الكبائر ) شمس الدين الذهبي فحواه ان ( ناكح يده ) من السبعة الذين لا ينظر اليهم الله ولا يزكيهم ويقول لهم ادخلوا النار مع الداخلين ...، ولكن باب التوبة مفتوح لهم .. وهو مصداق لقوله تعالى بسورة النجم الآية الثانية الثلاثون ( والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ....) وتتمة الآية ( ان ربك واسع المغفرة ) ، نجد اليوم الشباب المتمسك بالعفة يتحرج من كل فعل صبياني لا يليق بأخلاقه ، ومؤمن ان الله يرى كل ما يقوم به من أفعال ، فيطمئن قلبه بذكر الله ، ويجد استقرارا نفسيا...، واذا فقد زمام العقل مرة أو مرتين فلبى نداء الغريزة بعد الحاح ، وضغط ... طيلة فترة تعففه قبل ان يحين الزواج ، فهو يبادر بالاستغفار متوكدا انه انما استجاب لحاجة بيولوجية .... طبيعية بالرغم انه لم يتعرض لأية مغريات عاطفية .
      بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد ان الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X