بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :" قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار "
وقال سبحانه" قل هو الله أحد"
أما المتكلمون فإنهم لا يرون أن اللفظين مترادفان ومساويان بل بينهما فارق كبير إليه بإيجاز .
الفرق_بين_الواحد_والأحد
قال الشيخ السبحاني حفظه الله تعالى في كتاب الإلهيات :
" إن التوحيد الذاتي يفسر بمعنيين :
الاول: إنه واحد لا مثيل له .
الثاني: إنه أحد لا جزء له .
ويعبر عن الأول بالتوحيد الواحدي وعن الثاني بالتوحيد الأحدي ، وقد أشار سبحانه إليهما في سورة الإخلاص فقال في صدر السورة :" قل هو الله أحد " هادفاً إلى أنه بسيط لا جزء له ، وقال في ختامها :" ولم يكن له كفوا أحد " بمعنى لا ثاني له ، وقد فسرت الآيتان على النحو الذي ذكرناه دفعاً للزوم التكرار ".
وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام في رواية لكلا الأمرين كاشفاً الاختلاف بين هذين اللفظين وإليك الرواية كما رواها الصدوق :" إن أعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين أتقول:" إن الله واحد؟
قال : فحمل الناس عليه ، قالوا : يا اعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب .
فقال أمير المؤمنين (ع):" دعوه فإن الذي يريده الإعرابي هو الذي تريده من القوم ، ثم قال : يا اعرابي : أن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل و وجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه ، فقول القائل : واحد يقصد به باب الاعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن مالا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد ، أما ترى أنه كفر من قال : ثالث ثلاثة ، وقول القائل : هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فبهذا مالا يجوز عليه لأنه تشبيه ، وجل ربنا عن ذلك وتعالى .
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل : هو واحد ليس له في الاشياء كذلك ربنا ، وقول القائل : إنه عزوجل أحدي المعنى ، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا هم كذلك ربنا عزوجل ".
------------------------------
المصدر: موقع هدى القرآن الالكتروني .
تعليق