بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
لكل مصيبة ورزية كفقد عزيز اثار تخلفها لأهل ذلك الفقيد كالحزن والبكاء والتألم على فقده ، هذا اذا فقد العزيز بموت طبيعي ، اما اذا فجع أهله وأحبته بموته عن طريق قتله وظلمه وغدره والتمثيل بجثته فإن الحزن والبكاء والتألم وغيرها من الامور يكون عليه أكثر وأشد لبيان مظلومية هذا الفقيد .
وهذا بعينه ما فعله أهل البيت (عليهم السلام) في تعبيرهم عن الحزن والبكاء والجزع على قتل وظلم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي خلف الأثار العميقة من الحزن عندهم .
ولنرى كيف حزن كل إمام بطريقته الخاصة على مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) :
أولا : حزن الإمام زين العابدين السجاد (عليه السلام) على مقتل والده الحسين (عليه السلام) :
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( ان جدّي زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره ، وقائما ليله ، فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ويقول : كـل يـا مـولاي . فـيقول ( عليه السلام ) : ( قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل ) .
وحدّث مولى له فقال : انه برز يوما الى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وانا اسمع شهيقه ، واحصيت عليه الف مرة يقول : ( لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع راسه من سجوده وان لحيته ووجهه قد غمرا من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ، ولبكائك ان يقل ؟
فقال : ( ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا وابن نبي ، له اثنا عشر ابنا فغيّب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحـدودب ظـهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي ، صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟ ) . (1) .
ثانيا : حزن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ( من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل البعوضة غفر الله له ذنوبه ) . (2) .
ثالثا : حزن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى غفر الله له ، ووجبت له الجنة ) . (3) .
رابعا : حزن الإمام موسى الكاظم و علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) على مقتل جدهما الحسين (عليه السلام) :
رَوَى الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) عن ابْن مَسْرُورٍ ، عَنِ ابْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ ، قَالَ : قَالَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : ( إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ! فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا ، وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا ، وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا ، وَ لَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا .
إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ .
فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : كَانَ أَبِي - اي الإمام موسى الكاظم - إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ) . (4) .
خامسا : حزن الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
ثم ننقل لكم حزن الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) وقد وصلت لنا طريقة حزنه على مصاب جده من خلال هذا المقطع من زيارة الناحية المقدسة ، قال (عليه السلام) مخاطباً جده : ( ولئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنك صباحاُ ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) . والندبة هي البكاء بصوت مع العويل والصراخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) اللهوف في قتلى الطفوف / السيد ابن طاووس / الصفحة 122 .
(2) بحار الأنوار / للعلامة المجلسي / الجزء 98 / الصفحة 1 .
(3) كامل الزيارات / لابن قولويه القمي / الصفحة 106 - 107 .
(4) بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) / للعلامة المجلسي / الجزء 44 / الصفحة 283 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
لكل مصيبة ورزية كفقد عزيز اثار تخلفها لأهل ذلك الفقيد كالحزن والبكاء والتألم على فقده ، هذا اذا فقد العزيز بموت طبيعي ، اما اذا فجع أهله وأحبته بموته عن طريق قتله وظلمه وغدره والتمثيل بجثته فإن الحزن والبكاء والتألم وغيرها من الامور يكون عليه أكثر وأشد لبيان مظلومية هذا الفقيد .
وهذا بعينه ما فعله أهل البيت (عليهم السلام) في تعبيرهم عن الحزن والبكاء والجزع على قتل وظلم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي خلف الأثار العميقة من الحزن عندهم .
ولنرى كيف حزن كل إمام بطريقته الخاصة على مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) :
أولا : حزن الإمام زين العابدين السجاد (عليه السلام) على مقتل والده الحسين (عليه السلام) :
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( ان جدّي زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره ، وقائما ليله ، فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ويقول : كـل يـا مـولاي . فـيقول ( عليه السلام ) : ( قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل ) .
وحدّث مولى له فقال : انه برز يوما الى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وانا اسمع شهيقه ، واحصيت عليه الف مرة يقول : ( لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع راسه من سجوده وان لحيته ووجهه قد غمرا من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ، ولبكائك ان يقل ؟
فقال : ( ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا وابن نبي ، له اثنا عشر ابنا فغيّب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحـدودب ظـهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي ، صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟ ) . (1) .
ثانيا : حزن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ( من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل البعوضة غفر الله له ذنوبه ) . (2) .
ثالثا : حزن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى غفر الله له ، ووجبت له الجنة ) . (3) .
رابعا : حزن الإمام موسى الكاظم و علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) على مقتل جدهما الحسين (عليه السلام) :
رَوَى الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) عن ابْن مَسْرُورٍ ، عَنِ ابْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ ، قَالَ : قَالَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : ( إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ! فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا ، وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا ، وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا ، وَ لَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا .
إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ .
فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : كَانَ أَبِي - اي الإمام موسى الكاظم - إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ) . (4) .
خامسا : حزن الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) على مقتل جده الحسين (عليه السلام) :
ثم ننقل لكم حزن الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) وقد وصلت لنا طريقة حزنه على مصاب جده من خلال هذا المقطع من زيارة الناحية المقدسة ، قال (عليه السلام) مخاطباً جده : ( ولئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنك صباحاُ ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) . والندبة هي البكاء بصوت مع العويل والصراخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) اللهوف في قتلى الطفوف / السيد ابن طاووس / الصفحة 122 .
(2) بحار الأنوار / للعلامة المجلسي / الجزء 98 / الصفحة 1 .
(3) كامل الزيارات / لابن قولويه القمي / الصفحة 106 - 107 .
(4) بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) / للعلامة المجلسي / الجزء 44 / الصفحة 283 .
تعليق