بسم الله الرحمن الرحيم
"كان ( السيد هاشم الحداد - رض- )يقول مثلاً: لم أنظر طوال مدّة السلوك في خدمة المرحوم السيّد (القاضي) أيّة امرأة أجنبيّة، فلم يكن بصري ليسقط علي امرأة أجنبيّة.
وقد قالت لي أُمّي يومآ: إن زوجتك أجمل من أُختها بكثير.فقلت: إنّني لم أر أُختها حتّي الآن.
فقالت: كيف لم ترها وهي تتردّد علي غرفتنا منذ أكثر من سنتين، ونحن نتناول طعامنا غالبآ على مائدة واحدة؟! (من الشائع عند العرب الذين لا تمتلك نساؤهم حجابآ صحيحآ، أ نّهم غالباً ما يعيشون في المنزل محشورين مع بعضهم البعض في منتهي العصمة وتمام العفّة) فقلت: والله لم تسقط عيني عليها ولو مرّة واحدة.
ولم يكن عدم النظر هذا ناجماً من تحفّظه وغضّه من بصره، بل كانت حاله هكذا طبعاً.
وقد نقل المرحوم آية الله الحاجّ الشيخ عبّاس القوجاني عن نفسه نظير هذا الامر، فقد كان المرحوم القاضي قد أعطاه أورادآ وأذكارآ لمدّة أربعين يومآ أو أكثر، كان من جملة آثارها (حسب كلام المرحوم الشيخ): كنت أسير في الشارع أو السوق فإذا وقع بصري علي امرأة أجنبيّة، فإنّ أجفان عيني كانت تنطبق بلا اختيار منِّي.وكان مشهوداً أنّ ذلك الامر يقع بلا تعمّد واختيار منّي.
وقد نقل المرحوم آية الله القوجاني يوماً نظير هذا المعني عن المرحوم آية الله الحاج الشيخ محمّد جواد الانصاري أعلى الله درجته، قال:
قال لي: لا تصدر من سالك طريق الله معصية.أي أن أفعاله هي عين الطاعة ".
-----------------------
الروح المجرد