إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقوق اهل الذمة في الصحيفة السجادية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقوق اهل الذمة في الصحيفة السجادية




    أهل الذمة في الصحيفة السجادية

    الذمة: هي العهد والكفالة وجمعها ذمام فلان له ذمه أي حق وفي حديث الامام علي(عليه السلام) "ذمتى رهينه وأنا زعيم"، واهل الذمة هم اهل الكتاب) ، واهل الذمة : أهل العقد، والذمَّة، الأمان، لما جاء في قوله (صلى الله عليه وآله): (ويسعى بذمّتهم أدناهم)) ويقال: أهل الذمة، لأنهم أدّوا الجزية فأمنوا على دمائهم وأموالهم، الذمة كلمة معناها العهد والضمان والأمان، وسموا بذلك لان لهم عهد مع الله ورسوله والمسلمين، فهم في امان المسلمين وضمانهم بناءاً على عقد الذمة بينهم وبين اهل الإسلام. وعندما أقام رسول الله (صلى الله عليه واله)، الدولة الإسلامية في المدينة المنوّرة أسَّس لها القواعد والأحكام الخاصّة والعامّة، ولم يكن المسلمون حينها هم الوَحيدون الذين يَعيشون في المدينة المنوّرة؛ لذلك وَضع رسول الله (صلى الله عليه واله) أحكاماً وتعاملاتٍ تُنظّم تعامل أهل المدينة جميعهم، فمن تنظيم الأحكام التي تخصّ تعامل المسلمين فيما بينهم إلى تنظيم الأحكام التي يتعامل بها المسلمون مع غيرهم من سكّان المدينة من اليهود، والمسيحيين، والمجوس، وغيرهم، وقد وضع لذلك صحيفةً عُرفت حينها بالدستور الأول في الاسلام

    من الامور المهمة التي خلفها لنا الامام السجاد (عليه السلام) هي رسالة الحقوق والحق هي الحدود والقوانين التي ترسم العلاقة بين الناس في المجتمع وبين العبد وربه، حيث يبين الامام فيها وظائف الانسان وواجباته تجاه الله (عز وجل) وتجاه نفسه والاخرين . ويلتزم المسلمين باعطائهم الامان ما داموا ملتزمين بما عليهم والدليل على ذلك قوله تعالى :" حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون")، كذلك اكد الرسول (صلى الله عليه واله):" من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً" .


    ومن حقوق اهل الذمة ان يتكفل المسلمين بأمنهم وحمايتهم لانهم اصبحوا جزءاً من الدولة الاسلامية، وهذا ما اكده الامام علي(عليه السلام) قال:" إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا"

    وللصحيفة السجادية اثر كبير على المجتمع فلقد فصل فيها الإمام (عليه السلام) الحقوق على المستوى الفردي والاجتماعي، وعلى المستوى اللاقة بين العبد وخالقه، والرعي ورعيته، ولم يترك السجاد (عليه السلام) حقوق المجتمع بكل ألوانه وانتماءاته وخلفياته الدينية والمذهبية .على اعتبار بان المجتمع يضم في طياته كل الرعية دون استثناء.

    ان لهم الحق في ان يعملوا حسب شريعتهم في عقودهم وطلاقهم تجارتهم وغيرها من الاحوال التي تخصهم في مسيرة حياتهم ،يقول الإمام السجاد :" ولا تظلموا ما ،وفوا لله عز وجل بعهده".

    والدليل على كلامنا هو عدم التعرض لكنائسهم وخنازيرهم وخمورهم ما لم يظهروها، فالكنائس موجودة الى يومنا هذا ولم يهدموها او يتعرضوا لها ،وهذا ما اكده الصحابة والخلفاء، وقد كان اجلى واوضح تطبيق لأحكام الاسلام، في سلوك ومنهج وتعاليم الامام علي بن ابي طالب، عليه السلام، ربيب النبي، (صلى الله عليه وآله)، وتلميذه الاول، الذي تأدب بأدبه وأخذ تعاليمه.

    واكد في الصحيفة السجادية على حقوق اهل الذمة وان اختلفوا في مذاهبهم وآرائهم فأشار الى ان المسلمين يمارسون عباداتهم وشعائرهم ومعتقداتهم ،ثم بحقوق من يشارك مع الانسان في الارض الواحدة وان اختلفوا معهم في الدين فلهم الحق في إجراء مراسيم عباداتهم، وان يعملوا بحسب شريعتهم كما اشار الى ذلك بقوله:" أن تقبل منهم ما قبل الله"(). وكما اشار السجاد (عليه السلام)بقوله:" وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة") أي انه اكد على حسن التعامل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى خصوصًا وذلك وفق شروط وقواعد وأحكام خاصّة، خصوصاً إذا كانوا مُسالمين غير مُعادين، ملتزمين بالشروط المَفروضة عليهم من عدم الإساءة للإسلام وعدم إظهار شَعائرهم وعقائدهم.

    اما قوله :" وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسول الله حائل ) اي بيّنت الشريعة أنّ معاملتهم تكون بالقسط والعدل ومقابلة الحسنى بالحسنى وعدم التعرض لهم إن لم يتعرضوا للإسلام وأهله، فقد قال الله عز وجل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، ويقول النبي (صلى الله عليه واله): (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقتِه أو أخذ منه شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ فأنا حجيجُه يوم القيامةِ، وأشار رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله)بأصبعِه إلى صدرِه ألا من قتل معاهدًا له ذمةُ اللهِ وذمةُ رسولِه حرم اللهُ عليه ريحَ الجنةِ وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ سبعين خريفًا)

    ان لأهل الذمة الحق فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده وتكلهم إليه في ما طلبوا من انفسهم. والاسلام دين سمح لذا فقد اعفى الجزية من النساء والصبيان والمساكين والرهبان وذوي العاهات، فلا تجبى الجزية من امرأة ولا فتاة ولا صبي ولا فقير ولا شيخ ولا اعمى ولا اعرج ولا راهب، ولا مختل في عقله بل زاد الاسلام فتكفل بالإنفاق على من شاخ وعجز من أهل الذمة


    الاستنتاجات

    -الصحيفة السجادية هي مجموعة من الأدعية المأثورة عن الامام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام). وتعامل الامام زين العابدين (عليه السلام) مع الضغوط التي واجهها بالحكمة والموعظة الحسنة.

    -ان الاسلام احترم اصحاب الديانات الأخرى، وتعامل معهم على اساس الانسانية، والمواطنة في الدولة، و وضع لهم حقوقاً كما وضع للمسلمين حقوقا، بل ان النبي، (صلى الله عليه وآله)، جعل من نفسه حجيجاً ومخاصماً لمن يُعتدى عليهم وعلى حقوقهم يوم القيامة، وانهم داخلين في ذمة الله ورسوله، وذمة المسلمين، واي اعتداء عليهم او طردهم من بلادهم او مساكنهم ما هو الا تصرف بعيد عن روح الاسلام واحكامه وتشريعاته.


    -للصحيفة السجادية اهمية كبير لأنها ضمت في طياتها ادعية كثيره وما تحويه هذه الادعية من معارف منها : معرفة الله ،ومعرفة الكون، ومعرفة الانسان ، وعالم الغيب، والملائكة، ورسالة الانبياء، ومكانة اهل البيت(عليهم السلام)، وآداب الدعاء ومكانة القران ، والصلاة، والامور الاخلاقية والاجتماعية.

    - لهذه الحقوق اهمية كبيره أذ تحفظ حق الانسان وتساعد على تشكيل المنطق لبناء نظام اجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والتسامح تجاه الاخر ، والقبول بالرأي المخالف. وتعد الصحيفة وثيقة تاريخية لما لها من الاهمية التي توجب علينا المزيد من الدراسة ، لما فيها من دلالة عميقة على تقدم فكرة أهل البيت ومنهجهم الرباني. وتعبر الصحيفة عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الأمام (عليه السلام).

    - إن أدعية الصحيفة السجادية ذات مضامين مختلفة فمنها ما هم عبادي ذو سمة إيمانية وروحية، ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي، ومنها ماله بعد عقائدي كالإكثار من الصلاة على محمد وال محمد.

    أ.م. د ورود نوري الموسوي - بتصرف

    العتبة الحسينية المقدسة

  • #2
    الأخت الكريمة
    ( صدى المهدي )
    أسعد الله أيامكم وكل عام وانتم بخير
    وسلمت أناملك لما طرحت
    جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك الثواب
    وجعله الله في ميزان اعمالك .

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      الله يبارك بيكم
      وشكرا لحضوركم ف موضوعي
      وكل عام وانتم ب الف خير
      ممنونة جدا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X