اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول السيد عبد الاعلى السبزواري (قدست نفسه) :*
لقد علم الله تعالى ضعف الإنسان ووساوس الشيطان ، فقلّل أعدادها وفرض في ليلة المعراج خمس صلوات في خمس أوقات بشفاعة نبيّنا الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وهذا لعوام الخلق ، وإلّا العارفون من الخواص : (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) ، منحهم ديمومة الصلاة من الازل إلى الأبد ، وهذا ما لا يدرك بالعقول القاصرة المشوبة بالمادة الزائلة ، فلا يعقلها إلّا العالمون بالله تعالى.
وإنّ المقصود والأثر المطلوب من إقامة الصلاة معنويّاتها ، لا مجرّد وجودها وشبحها ، فإنّ الإقامة هي الإكمال والإتقان ، يقال : ( فلان أقام داره) : أي أكملها وجعل فيها كلّ ما يحتاج إليه ، وإنّ إقامة الصلاة تعديلها من جميع الجهات - بالتوجّه فيها إليه تعالى والتقرّب بها لديه جلّ شأنه وحفظ أركانها وشرائطها حتّى تترتب آثارها - فليس كلّ مصٍّ مقيم ، وكم من مصلّ ليس له من صلاته إلّا التعب ، وفي بعض الاحاديث : (( من لم تنهه صلاته من الفحشاء والمنكر ، لم تزده إلّا بعداً )).
وعن نبيّنا الأعظم ( صلى الله عليه وآله) : (( إذا صلّى العبد فلم يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها ، لُفت كما يُلف الثوب الخَلِق ثمّ يُضرب بها وجهه)).
فالمصلون كثيرون والمقيمون قليلون وأهل الأشباح كثير وأهل القلوب وأرباب المعرفة قليل.
__________________________________
الأسرار الإلهيّة والفيوضات الربانيّة.