تويت
المسعودي يروي ظلامة الامام علي وفاطمة الزهراء (ع) عند الهجوم على الدار واحراقها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى قدوم الايام الفاطمية الحزينة بحسب الرواية الثانية ، رواية الـ (75) يوما .
لقد ذكرت قضية ظلامة فاطمة الزهراء (ع) في كتب ومصادر اهل الخلاف قبل ان تذكر في كتب ومصادر اهل الوفاق والخاصة وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان قضية فاطمة الزهراء (ع) هي قضية تاريخية واقعة وثابتة قبل ان تكون قضية ذات ابعاد عقائدية مهمة .
ومن ضمن العلماء الذين ذكروا تفاصيل هذه القضية من علماء اهل السنة والجماعة هو المسعودي وبالرواية التالية :
*** ذكر المسعودي ، في إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب (ع) في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي (ص) ، ج 1 ، ص 145 - 146 ، [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
واتصل الخبر بأمير المؤمنين (ع) بعد فراغه من غسل رسول الله (ص) وتحنيطه وتكفينه وتجهيزه ودفنه بعد الصلاة عليه مع من حضر من بني هاشم وقوم من صحابته ، مثل سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمار ، وحذيفة ، وأبي بن كعب ، وجماعة نحو أربعين رجلا فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ان كانت الإمامة في قريش فأنا أحق قريش بها ، وان لا تكن في قريش فالأنصار على دعواهم .
ثم اعتزلهم ودخل بيته فأقام فيه ومن اتبعه من المسلمين ، وقال : ان لي في خمسة من النبيين اسوة :
نوح إذ قال : ( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ) . ( القمر ، 10 ) .
وإبراهيم إذ قال : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) . ( مريم ، 48 ) .
ولوطا إذ قال : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) . ( هود ، 80 ) .
وموسى إذ قال : ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ) . ( الشعراء ، 21 ) .
وهارون إذ قال : ( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) . ( الأعراف ، 150 ) .
ثم الف (ع) القرآن وخرج الى الناس وقد حمله في ازار معه وهو يئط من تحته ، فقال لهم : هذا كتاب الله فد الفته كما أمرني وأوصاني رسول الله (ص) كما انزل .
فقال له بعضهم : اتركه وامض .
فقال لهم : إن رسول الله (ص) قال لكم : اني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فان قبلتموه فاقبلوني معه ، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله .
فقالوا : لا حاجة لنا فيه ولا فيك ، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك .
فانصرف عنهم فأقام أمير المؤمنين (ع) ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله (ص) فوجهوا الى منزله فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها ، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت ( محسنا ) وأخذوه بالبيعة فامتنع ، وقال : لا أفعل ، فقالوا : نقتلك ، فقال : ان تقتلوني فاني عبد الله وأخو رسوله ، وبسطوا يده فقبضها ، وعسر عليهم فتحها ، فمسحوا عليها وهي مضمومة .
تعليق